"حماس المرتدة"

تابعنا على:   09:09 2018-01-09

أمد/ القاهرة - كتب طارق حسن*: الأسبوع الماضى بث تنظيم داعش فى شمال سيناء شريط فيديو لعملية إعدام لشخص قال إنه يقوم بتزويد حركة حماس بالسلاح، واصفا «حماس» ذاتها بأنها «مرتدة وفئة كافرة».

مثل هذا الفيديو يقول فيما يقول:

- إن حماس تستخدم سيناء فى تهريب السلاح.

- إن لحماس شبكة أفراد يقومون على هذا التهريب.

- إن هناك نقاطا أو أجزاء متداخلة بين داعش وحماس، فالقتيل من غزة وينتمى لحماس، لكن داعش تصفه بالمرتد عنها، كذلك فقاتله الذى أطلق عليه الرصاص من غزة أيضا، وينتمى إلى عائلة الدجنى ووالده قيادى بحماس، لكنه والعائلة يتبرأون منه.

- إن جزءا من تكوين داعش فى شمال سيناء من قطاع غزة أصلا، ومنه من سبق له الانضمام لحماس.

- الأهم من هذا كله أن الصراع بين داعش وحماس يمتد إلى شمال سيناء، ولا تقتصر حدوده على قطاع غزة. وهذا هو لُبّ القضية، فقد صار شمال سيناء مسرحا لصراع داعش- حماس. فما الذى يمكن أن ينتج عن ذلك؟

هل ترد حماس على داعش فى شمال سيناء أم داخل غزة فقط؟ وما نوعية هذا الرد، خاصة أن داعش يلجأ إلى كشف شبكات تزويد حماس بالسلاح وإعدامها؟.. ومع استمرار داعش فى عملياتها ضد حماس على هذا النحو، ما تأثير هذا على استمرار بقاء حماس فى المصالحة الوطنية الفلسطينية وتفاهماتها السياسية والأمنية مع مصر، خاصة مع انتقام داعش من حماس بسبب ذلك ووجود تيار داخل حماس ذاتها يحاول استغلال مثل هذه الأحداث وغيرها فى إعادة سحب حماس بعيدا عن مربع المصالحة الوطنية والتفاهمات مع مصر؟

إلى أين تمضى حماس.. هل تبقى حماس المرتدة فى عرف داعش، أم ترتد عن المصالحة الوطنية والتفاهم مع مصر؟

للإجابة عن سؤال من هذا النوع لابد أن يكون فى الاعتبار أن التفاعلات فى هذا المجال لا تقتصر على ما يجرى داخل حماس نفسها أو على صعيد صراعها مع داعش، فهناك أيضا ما يلى:

- اتجاه حماس للمصالحة الوطنية والتفاهم مع مصر جاء على عكس رغبة تركيا وقطر والإخوان من ناحية، وكذلك إيران وحزب الله من ناحية أخرى.

- إعاقة الطرفين الأمريكى والإسرائيلى باستمرار لبقاء حماس فى إطار المصالحة الوطنية والتفاهم مع مصر. بالإضافة إلى ضربهما مصداقية دول السلام العربية، وفِى مقدمتها مصر بعمليات ضم القدس والضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

- العراقيل والعقبات التى مازالت قائمة بين السلطة الفلسطينية فى رام الله وحماس فى غزة، وتأثيرها فى إبطاء عمليات المصالحة الوطنية وإثارة مناخ سلبى من حولها.

لاحظ ما جرى وما يجرى خلال الفترة الأخيرة، من أول مسارعة إيران وحزب الله إلى مد الخيوط مع حماس، واتصال الإيرانى قاسم سليمانى بقادة مسلحى حماس والجهاد فى غزة، وكذلك تصريح الرئيس التركى أردوغان عن نقل أفراد داعش من سوريا والعراق إلى سيناء، وربما يبدو واضحا حاليا أن جزءا من رسالة تصريح أردوغان يخص حماس أيضا.

وأخيرا، هناك جولة أردوغان فى السودان وتشاد.. فهل يهتم فقط بمحاولة إحاطة مصر بسوار تركى- إخوانى من هذا الجانب ويهمل غزة؟

لا نظن هذا أبدا، خاصة مع تصريح تركيا رسميا خلال الأيام الأخيرة باستعدادها للتوسط بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

أقول لك مخلصا: انتبه.. الأيام المقبلة ربما تحمل الكثير فى محاولة للخصم منك.

إياك أن تهمل موقعك فى غزة. إياك أن تترك لخصومك فرصة أو مبررا. وسع قاعدة مصالحك فى غزة. أسرع ثم أسرع ثم أسرع. لا تكف أبدا أبدا عن أن تسرع بانفتاح مصر على غزة. لا تؤخر أبدا أبدا اجتياحك المدنى المصرى لقطاع غزة.

عن المصري اليوم

اخر الأخبار