حينما أتذكّرُ بدايةَ عِشقي للقدس

تابعنا على:   20:03 2018-01-14

عطا الله شاهين

حينما أُرجع شريطَ ذكرياتي إلى الخلفِ أتذكّر زيارتي الأولى للقدس، حينما كنتُ طفلا، ووطأتْ قدماي مدينة القدس أول مرة.. أذكر في ذات يومٍ ربيعيّ زرتُ القدس، ولم يكن حينها عمري سوى ستة عشر عاما، فحينما وطأتْ قدماي مدينة القدس شعرتُ حينها بعشقٍ غير عادي صوبها.. فكلما أعدتُ شريط ذكرياتي إلى الخلفِ أتذكّر كم كنتُ متلهفاً لرؤية القدس عن قربٍ.. اذكرُ في ذاك الصّباح الرّبيعي، حينما نزلتُ من الحافلةِ، التي أقلّتني من رام الله، رحتُ أسيرُ صوب سورِ القدس، وحين رأيتُ السّورَ عن قربٍ شدّني المشهد، ورحتُ أنزل الدّرجات صوب بابِ العامود، وولجتُ في أزقّتها، وتجوّلتُ فيها لأكثرِ من ساعتين، وبعدها عدتُ إلى رام الله، ولكنني شعرت عندما غادرتها بانجذابٍ دائم صوب مدينةٍ ما زالتْ ترزح تحت الاحتلال.. شعرتُ بعشقٍ مجنون صوب مدينةٍ أحبّها الرّسل.. شعرتُ بحُبٍّ لمدينة يختلف عن حُبّي لها لباقي المُدن الفلسطينية.. ففي أزقّة القدس شممتُ رائحة فلسطين.. شممتُ فيها رائحة التاريخ العربي الإسلامي.. فكلما أعدتُ شريط ذكرياتي إلى الوراء أتذكّر القدس، التي ما زالت تهوّد ..فالقدس اليوم حزينة بسبب ما تتعرض له من اعتداءات نراها تطال المقدّسات فيها، ورغم بُعدي عن القدس، إلا أنّ عِشقيَ للقدس يجعلني في اشتياقٍ دائم صوب مدينةٍ أراها تبكي كل يومٍ ألماً.. فبعدما أحاطها جِدارُ الفصل باتتْ مدينةً حزينة.. فحين زُرتها أول مرة لم يكنْ حينها أيّ جدارٍ يلتفُّ حولها.. فبجدارِ الفصل الذي أحاطَها من كل جهةٍ باتَ الحُزْنُ يخيّم عليها..

اخر الأخبار