هذه مطالبنا من الرئيس السيسي

تابعنا على:   14:48 2018-01-27

سحر عبدالرحمن

حالة من التفاؤل الحذر تسود هذه الأيام بين المصريين خاصة بعد انتهاء عام 2017 وبداية العام الجديد الذى يتوقع فيه الكثير انفراجة اقتصادية خاصة مع بدء تشغيل حقل «ظهر» لإنتاج الغاز الطبيعى وهو ما سوف يمثل علامة فارقة فى تاريخ صناعة الغاز العالمية وصناعة الغاز المصرية بشكل خاص، ومما يسهم فى نشر حالة التفاؤل والأمل أحاديث العديد من رجال الاقتصاد بأن هذا العام سوف تتحسن فيه الأوضاع بشكل كبير وطبقا للأرقام والأحداث الاقتصادية الإيجابية نتيجة للتغيير فى ميزان المدفوعات وحاله التضخم التى تشهدها مصر بالإضافة إلى تسديد مصر لكثير من ديونها وارتفاع الاحتياطى النقدى حيث تخطى الـ 37 مليار دولار وذلك للمرة الأولى مع مؤشرات إلى ارتفاع قيمه الجنيه المصرى بالنسبة للعملات الأجنبية، بالإضافة الى توقيع الرئيس بوتن على قرار عودة الطيران الروسى، وبالتالى عودة السياحة الروسية مما سيؤثر إيجابيا على أوضاع السياحة المصرية، كما لا نستطيع أن نغفل الإنجازات التى تحققت خلال الفترة الماضية والتى كانت تسابق الزمن فى سرعتها وإنجازها مثل قناة السويس الجديدة والأنفاق التى حفرت تحت القناة لعمل تنمية شاملة ومستدامة فى سيناء وعشرات الآلاف من الوحدات السكنية و100 ألف صوبة زراعية وأكبر مزارع سمكية وحيوانية فى مصر وتشييد محطات للكهرباء ساهمت فى حل مشكلات الكهرباء وتسليح الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات مثل طائرات الرافال الفرنسية وغيرها.

ولا أحد ينكر الطفرة الكبيرة فى شبكة الطرق والكبارى والأنفاق فى كل محافظات مصر، وحالة الأمن والأمان الذى يشعر بها الانسان المصرى بالرغم من عدم القضاء على الإرهاب بشكل قاطع ونهائى إلا أن هناك مواجهة قوية للقضاء عليه وعلى منابع تمويله من الداخل والخارج، وبالطبع لم تكن مهمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالسهلة أو البسيطة فى حكم دولة كبيرة ومهمة مثل مصر ولا شعب تخطى الـ 100 مليون إنسان وفى ظل ظروف صعبة ومعقدة داخليا وإقليميا ودوليا وتحديات غير مسبوقة فى ظل الثورات الأخيره وتداعياتها المدمرة فى البشر والحجر وفى ظل تربص وحروب إعلامية والكترونية من أعداء الحياة والانسان من جماعات الإخوان الإرهابية وكل من خرج من عباءتها من التنظيمات الإرهابية المجرمة التى تستبيح وتسفك دماء الأبرياء.

لا أحد ينكر أو يزايد على كل ما قام به وأنجزه الرئيس ورجاله ولكن السؤال هل لدينا مطالب من الرئيس مع بداية العام الجديد الذى سوف تتخلله الانتخابات الرئاسية بعد شهور قليلة؟ الإجابة بنعم ما زال لدينا العديد من المطالب بالرغم من حجم الإنجاز خاصة وأننا نستقبل العام الجديد بتفاؤل وأمل كبيرين من الأعوام السابقة. هذه المطالب تتمثل فى عودة الروح فى الشخصية المصرية العظيمة. فى إعلام مصرى يليق بمصر وبمكانتها ودورها فى الداخل والخارج، سواء فى الصحافة المقروءة أو المسموعة أو المرئية او الالكترونية. بحملة قومية للتعليم والبحث العلمى حتى نقضى على الأمية والجهل، بمشروع قومى للثقافة المصرية وعودتها إلى ريادتها التى علمت وثقفت العالم العربى كله. بمشروع قومى لتغيير الفكر الديني. بمشروع قومى للفن المصرى والنهوض بالسينما والفنون والمسرح والدراما. بتمكين أكبر للمرأة والشباب والمبدعين فى كل المجالات وإتاحة الفرص كاملة ومتساوية لأصحاب الكفاءات فى كل المجالات عوضا عن أهل الثقة..

سيادة الرئيس عليك أن تعلم بأن الشعب المصرى الذى حثك على الترشح لإنقاذه من الإرهابيين والمتطرفين ومن ثم انتخبك لقيادة مصر، والذى بصدد انتخابك لفترة ثانية، يعلم قدرك ووطنيتك وحبك لبلدك وشعبك ويعلم جيدا حجم ما تم إنجازه فى الظروف الصعبة التى مرت علينا لكنه مازال ينتظر منك تصحيحا لكثير من الأوضاع الخاطئة، ومن ثم علينا جميعا ان نستثمر حالة الأمل والتفاؤل ونعمل على اتساع رقعتها بشكل كبير وسليم وبقرارات لن يتخذها غير سيادتك نابعة من إدراك كامل بكل الملفات والقضايا والكل يعلم المامك بكل التفاصيل عن كل شيء لاتخاذ القرارات الصائبة. سيادة الرئيس نتمنى أن تصبح مصر فى فترة حكمك البلد الذى نستحقه والذى طالما حلمنا به، نتمنى أن تعود مصر الجميلة مرة أخرى وتقضى على القبح الذى شاب الكثير من حياتنا، وعليك أن تثق أن الكثير من المصريين لديهم من الإرادة والقوة والكفاءة والوعى للتغيير وللبناء والتنمية شريطة أن تتاح لهم الفرص كاملة، وإيمانك بقدرات المصريين خاصة من المرأة والشباب سوف يحقق التغيير المنشود فى كل أوجه الحياة وليكن الشعار «الاستثمار فى المصريين الاكفاء» لتبدأ حياة مختلفة لمصر الجديدة.

عن الاهرام

اخر الأخبار