"إدارة غزة المستقلة"..خطوة تنفيذية لـ"صفقة ترامب"!

تابعنا على:   09:45 2018-01-29

كتب حسن عصفور/ نعم، ما يحدث لقطاع غزة، من حصار شامل، وبمشاركة مباشرة وعملية من حكومة محمود عباس، هو جريمة حرب بكل أركانها، وحق المواجهة مشروعة بكل السبل الممكنة لمواجهة هذه الجريمة الإنسانية الكبرى..

حصار لم تعرفه أي منطقة في حاضرنا، وربما في ماضينا، حتى من قبل العدو القومي نفسه، لولا أنه وجد طلبا وتشجيعا رسميا من "الحكم العباسي"، فكل من بالقطاع وبمختلف مكوناته الاجتماعية، قرابة المليوني انسان يصرخون ليل نهار، وصل الأمر بالكثير من العائلات البحث عن قوتها اليومي في "حاويات الزبالة"، دون أن تهتز أي من مشاعر المحاصرين، وبالطبع على رأسهم "البحبحاني محمود رضا"..

نعم، الجوع كافر، وحقا قالها ابو ذر الغفاري والامام علي بن ابي طالب، "عجبا لمن لا يجد قوت يومه لا يخرج شاهرا سيفه"..

 لكن السيف هنا دفاعا عن كرامة وقوت، وليس بقطع رأس الضحية وترك المجرمين، وما يحدث اليوم من إطلاق دعوات سياسية تتكاثر تحت مسميات مختلفة، مستغلة الحصار الكارثي الظالم، وبالتحديد ما وجد له صدى أوسع مؤخرا في الدعوات التي تنتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لما يسمى بتشكيل "إدارة غزة المستقلة"، للبحث في مصير الحصار..

الدعوات، ليست كلها بريئة أبدا، وهي تلعب على كيفية استغلال الحصار الأسود، من أجل تمرير فكرة "أشد ظلامية سياسية" على أهل القطاع، فكرة تحاول استبدال الحصار الإنساني بـ"خيانة وطنية"، عبر اشكال ملتبسة من التكوين السياسي في القطاع..

فكرة "إدارة غزة المستقلة"، وقبل أي شرح تفصيلي هي عمليا الوجه القذر سياسيا ووطنيا لـ"صفقة ترامب الكبرى"، التي بدأت تتحرك نحو التنفيذ، ولم يعد يفصلنا عنها كثيرا من الوقت، وفقا لتصريحات الملك الأردني عبدالله، أسابيع قليلة (شهر مارس)، ويبدأ ترامب ارسالها ربما عبر "تغريداته الخاصة"، باعتبارها "أمرا تنفيذيا" وليس رأيا..

لا يمكن على الاطلاق اعتبار انتشار الحديث عن "إدارة غزة المستقلة" خاصة من شخصيات غالبها منتم أو محسوب على حركة حماس، سوى انها تمهيد سياسي عملي لتنفيذ "صفقة ترامب"، تحت راية استغلال الحصار الظالم..ولم يعد سرا في أن "قطاع غزة مستقلا" دولة أو كيانا أو إدارة خاصة، هو أحد أهم عناصر تلك الصفقة الترامبية الكبرى..

ولذا مهما حسنت النوايا، وأقسم البعض أيمانا بأنها "فكرة بريئة" فهي بالنهاية وجه آخر للمؤامرة الكبرى، ونؤكد مجددا، بأن "جهنم مليئة بأصحاب النوايا الطيبة"، فعالم السياسية لا يعرف لتلك النوايا مكانا، وكل نية طيبة دون حساب مهما كانت "براءة القائل" هي عمليا مكمل عملي لمخطط تآمري يدق أبواب المشهد السياسي..

ظلامية الحصار وتشديده، وخاصة في العام الماضي، ومنذ أن اعلن عباس قراراته "العنترية" بحصار القطاع في أبريل 2017، وطارد كل ما يمكن اعتباره "معارضا محتملا" للمؤامرة الكبرى بكل أشكال "الرذيلة السياسية"، وخاصة في قطع أرزاق آلاف من المواطنين"، هو جزء تمهيدي للمخطط الكبير..

الحصار الظالم هو قوة تنفيذية لدفع أهل القطاع أن يتعلقوا بأي قشة تنقذهم من غرق انساني يحيط بهم..ومن خطط  له يعلم يقينا انه قد يصل الى مبتغاه كلما زادت شدته، وسدت كل أبواب النجاة للغرقى سوى "قشة ترامب" التي بدأت تلوح في بحر الظلمات..!

مواجهة الحصار طريقه ليس "إنقاذا غير وطنيا"، ولكن بسبل عدة وقوة فعل مختلفة، وأن تدرك كل قوى الشعب وخاصة من هم بالضفة الغربية قبل قطاع غزة، ان إسقاط مؤامرة ترامب يبدأ بإسقاط الحصار، وأن صمت تلك القوى، وخاصة حركة فتح رافعة الثورة الفلسطينية، تحت ذرائع خادعة على موقف رئيسها في المشاركة بالحصار، هو أيضا جزء من تنفيذ المؤامرة..

الصامت على الحصار هو شيطان سياسي أخرس، ومن يشارك به هو شيطان سياسي فاعل..

قطاع غزة، يملك طاقات هائلة للخروج عن كل أشكال التطويق، ولكن على حماس قبل أي طرف آخر، أن تكف عن استخدام قواتها الأمنية لحصار رافضي الحصار..تتوقف عن الخداع بأنها رافضة للحصار، ولكنها تستخدم كل أشكال القوة لمنع أي حراك تعبيري حقيقي لرفضه..

حماس بسلوكها ألأمني هي جزء من الحصار، وكأنها تسعى لـ"خطف قطاع غزة" ثانية باسم مستعار!

ليس هكذا تورد الإبل لرفض الحصار والمؤامرة..فطريقه بين وبين جدا..غضب حقيقي في الضفة لكل من يرفض "الصفقة الكبرى"، وغضب غزي عام وشامل ليصبح مواجهة الحصار "حراكا شعبيا"، وليس ندوات في فنادق ترمي لفصل ما لم يمكن فصله..!

ملاحظة: زيارة الرئيس عباس الى الأردن اليوم 29 يناير لن تكون كما غيرها من زيارات سابقة..دققوا جيدا في تصريحات الملك عبدالله حول "صفقة ترامب" وبعدها قيموا قيمة الزيارة..وبكرة مش بعيد!

تنويه خاص: حماس "المصونة" منعت النساء من حضور مبارة كرة قدم ..مش بتقولوا ليل نهار أنكم تركتوا الجمل بما حمل..شكلكوا بتحكوا عن جمل غير "جمل غزة"..بطلوا استهبال..عفكرة منيح قادة حماس تقرأ تقرير الشيح الجوجو عن نسبة الطلاق في زمنها "الإيماني"!

اخر الأخبار