لا شك بأن تركيا وضعت منذ بداية عمليتها العسكرية في عفرين أهدافا من أجل أن تحمي حدودها، بحسب ما يقوله المسئولين الأتراك، والعملية العسكرية في عفرين مستمرة منذ ثلاثة أسابيع تقريبا فترة، لكن يبدو بأن تركيا في عفرين أمامها صعوبات وعراقيل في تقدمها صوب عفرين، وبات تقدمها بطيئا في ظل ما تواجهه القوات التركية من مقاومة من قبل أفراد قوات وحدات حماية الشعب الكردية، الذين تلقوا تدريبا أميركيا واكتسبوا صلابة في المعارك، التي خاضوها سابقا ضد تنظيم داعش، ولكي تجتاز تركيا تلك العراقيل فعليها أن تستعد لحرب طويلة نسبياً قد تستمرّ أشهراً، وربما أكثر، كما أن تركيا تواجه صدا قويا من المدافعين عن عفرين، لأنّ سكان هذه المنطقة يرفضون ترك منازلهم في القرى والبلدات والمدن، وإن سقوط المدنيين سيثير ردود فعل من قبل دول الغرب لأنه يسود توتر بين تركيا وحلفائها من الدول الغربية مما قد يعرض تركيا لفرض عقوبات عليها في المستقبل هذا في حال جرى سقوط الكثير من المدنيين فهل يمكن القول بأن تركيا دخلت في مأزق بسبب عمليتها في عفرين؟.

ما من شك بأن التوغل التركي في شمالي سورية يلقي بثقله على العلاقات المتقلقلة أصلاً مع واشنطن، لأن واشنطن تريد إنشاء قوى كردية لكي تبسط الأمن عند الحدود السورية مع تركيا والعراق، وهذا ما أدى إلى إشعال فتيل العملية التركية العسكرية في عفرين.