في غزة.. "خفايا الجينات الوراثية" ترسل الطفل "محمد العويسي" إلى المجهول (فيديو وصور)

تابعنا على:   15:09 2018-02-19

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: قرابة العامين, ولا يزال "محمد جهاد العويسي" فاقداً للوعي والمشي كغيره من الأطفال حديثي الولادة، بفعلِ القدر الذي حتَّم عليه توارث الجينات الوراثية المتضاربة وتأخر والدته بموعد الانجاب.
"كان من المفترض أن تضع زوجتي في شهرها السابع بناء على تعليمات الطبيب ولكن تم تأجليها", هكذا بدأ جهاد محمد العويسي سرد قصة ابنه لـ "أمد للإعلام"، نتيجة خطأ طبي كما قال، أرسله إلى المجهول بفعل تأخير موعد الولادة المقرر لزوجته من قبل الطبيب.
قال العويسي، إنّ "أطباء مستشفى الأقصى قرروا إعطاء زوجتي "علاج" من أجل تأخير موعد الولادة لما بعد الشهر التاسع بأيام رغم أنّه من المفترض ان تضع في شهرها السابع بحسب الطبيب الخاص لأنّ حجم الماء كانت زائد عن الحد الطبيعي ".
وأضاف، عند ولادتها تعسرت الولادة، "فزادت كمية المياه في رأس الجنين الذي اكتسب حجم أكبر من المفترض أن يدخل إلى جسمه بفعل التأخير في موعد الولادة".على حد روايته
وأوضح العويسي، "المياه الزائدة في جسم طفلي أثرت على صدره ، مما يضطرنا للمبيت بالشهر 3 أسابيع في المستشفى، مضيفاً أنّ الطفل بحاجة كبيرة إلى متابعة من قبل الطبيب لأن حالته الصحية تتراجع كل يوم".
وتابع، "تم نقل الطفل من مستشفيات قطاع غزة إلى "ايخلوف" في اسرائيل، وهناك أجريت الفحوصات للطفل وأكدوا أنّ الأطباء في غزة تأخروا عن موعد الولادة للطفل وكان من المفترض أن يتم توليدها في الفترة التي اكتشف بها الطبيب أن الماء زائدة عن حجم الجنين".
وأكد، في مستشفى ايخلوف طلبوا مني فحص "الدم" للطفل بمبالغ طائلة جدا وعلى حسابي الشخصي رغم انني متواجد بتحويلة رسمية واسترسل الاب تم تحويلي إلى مستشفى القدس في غزة لرفضهم تغطية تكاليف هذا الفحص، وعدنا مرة أخرى للقطاع للبحث عن مختبر يقوم بإجراء هذا الفحص ، ولكن بحثنا عديدا ومرارا وتكرارا عن مختبر يجري هذا النوع من الفحص لكن دون جدوى .
واكمل الأب حديثه ممتعضا "ذهبت إلى الطبيب المختص لإعطائي نموذج طبي لإجراء فحص "الدم" فقال لي حرفيا "بس تيجي باقي الفحوصات من الضفة الغربية" سنقرر وقتها إعطاء تقرير "نموذج طبي" للسفر إلى اسرائيل أو لا".
أم محمد المكلومة على أمرها تحدثت بكل ما في قلبها من غصة على فلذة كبدها الوحيد قائلةً "كان من المفترض أن أضع جنيني في الشهر السابع بسبب زيادة الماء عند ابني، ولكن الاطباء في مستشفى الأقصى ، قرروا أن أكمل لنهاية الشهر التاسع كأي امرأة طبيعية .
وتابعت، "ذهبت إلى الطبيب الخاص بي ووصفني بعض العلاج بعد تأكد عدم اكتمال الرئة لدى الجنين ولذا عليا أن أبقى حتي الشهر التاسع كي أضع الطفل بشكل كامل".
وأكملت، " في الشهر التاسع ذهبت إلى مستشفى الأقصى ووهناك أقروا ولادتي ، وبعد ولادتي بساعات اخبرتني الطبيبة التي أشرفت على ولادتي بعملية جراحية" قيصري قالت لي حرفيا "انتي إم الطفل الي المية زايدة عنده، فقلت لها نعم، فقالت لي ابنك معاق مش هيعيش"، مضيفةً حينها غبت عن الوعي من صدمة كلامتها ولم أعرف ماذا حدث لي".
قاطع والد الطفل زوجته بحرقة قائلاً، "في مستشفى النصر مكث الطفل 21 يوم وخلال تلك الفترة اخبروني في مشفى "النصر" ابنك رأسه كبير وفيه تشوه خلقي والحوض أيضا لديه تشوهات ولا يرى وهناك تشوه بالقدمين ...ولا علاج له .
وكانت المفاجأة كما قال الاب " ان مستشفى ايخلوف الاسرائيلية اخبروني انه نظره طبيعي جدا، وانا من الصدمة " ما رحت أجيبوا لأني ماصدقت شئ".
د.عيسى مزيد المسئول عن حالة الطفل "محمد" أوضح لنا ، أنّ "الوضع الصحي للطفل يكمن في ارتخاء العضلات نتيجة عيوب خلقية في الجينات التي يحملها المريض وهي بعيدة عن أي خطأ طبي"، الأمر الذي نفاه والد الطفل بالرد قائلاً، "يوجد شئ وراثي ولكنه خفيف جداً وهذا ما أكده لي مستشفى "ايخلوف" الإسرائيلي.
وحول سؤالنا للدكتور "عيسى" عن رواية والد الطفل والتي قال فيها ان الاطباء اخبروه بضرورة انفصال الزوجين، أجاب ، لا أعتقد أن أي طبيب قال له هذا الكلام بهذه الصورة ولكن، ما قصده الأطباء هو أنّ الخطر قائم عن احتمال انجاب أطفال مشوهة.
من جانبه أكد، د. إياد الجبري، رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى شهداء الأقصى، أنّ والد الطفل لديه نفس المشكلة الموجودة لدى طفله، وهذا مانفاه والد الطفل مطلقا
ويبقى "محمد" رهينة التقرير الطبي الذي سيأتي مع جدته من مدينة القدس بعد أيام حتي يستطيع الأطباء بمستشفيات القطاع تحديد طبيعة حالته الصحية وما إذا كان من الممكن أن يتم علاجه أم ستبقى اعاقة محمد ملازمة له بقيه مراحل عمره.

اخر الأخبار