فليسقط الانقسام و عباس

تابعنا على:   19:21 2018-02-19

ياسر خالد

ذهب السيد فريح الى مقابلة عباس يحدوه الامل فى قدرته على اقناع عباس بان يعدل عن قراراته التى اصابت كل بيت فى غزة بالالم ,, و لكن ما سمعه اصابه بالصدمة و الذهول , فكانت بمثابة دافعة له لمصارحة الناس بما دار خلال اللقاء و هو يعلم جيدا ان هذا المقال سيكون السبب فى احداث قطعية ابدية بينه و بين الرئيس , و حتما ستنطلق عليه كلابه بوصلات من الردح و الشتم و الطعن , ولكن اختار توقيت مقالة بمنتهى العناية لما له من دلالات غاية فى الاهمية , تنبه الوفود الغزاوية التى تجلس فى القاهرة باحداث حالة من الاختراق مهما كانت الحسابات معقدة ,,, فلا امل قادم من رام الله ,, و مطلوب جرأة فى اتخاذ مواقف اكثر شجاعة بات مطلوبا اكثر مما مضى ,تعمل على اعادة الاعتبار لغزة ,, التى يتعامل معها الجميع على انها حقل تجارب بهدف اخضاعها ,, فلم تعد الهوية الوطنية كما كنت فى العهود السابقة ,, و حركة النضال الوطنى اصبحت موسمية يخوض غمارها اليائسين المحطمة احلامهم ,, حتى اصبحت المقاومة تعتمد على رغبة الفرد فى انهاء حياته الشقية ,,

غزة التى وقفت صمام امان امام المشاريع التصفوية للقضية ,, تتعرض الان لعملية ممنهجة من اجل تحطيمها و غسل عقول ابناءها اصيبت باليأس من شدة الضغوطات التى تمارسها رام الله و الطائرات الاسرائيلية التى تتواصل بشكل مستمر ,, كل ذلك من اجل خلق بيئة تعيسة تعمل على اعادة صياغة الانسان الغزاوى بشكل مختلف كى يتم ترويضة , و تمرير الحلول البائسة المقترحة فى اروقة عالم السياسية دون ازعاج ,, و اننى لا انكر بان حالة الضنك و قسوة الايام التى يعيشها الناس قد قاربت ان تحقق النتائج المرجوة منها , فليس مكتوب على غزة ان تسدد فاتورة الوطن لوحدها ,, غزة التى اشعلت الانتفاضة الاولى واسقطت معها الخيار الاردنى و روابط القرى ,,, هى نفسها اليوم تئن و تنزف و لا احد يسمع صراخها ,,, و المؤسف حقا ان ابناءها لازالوا يلهثون خلف من يعاديها فحسب بل و يناصرونه ,, و فى المقابل يشككون فى نوايا بعضهم البعض ,, و لنا عبرة و درس حين عقد اجتماع بين "حلان و السنوار " و توصلهم الى تفاهمات كان من شأنها ان ترفع سمعنا صدى اصوات الرافضة للتفاهمات و انها مؤامرة ,, وحين اعلن قائد غرف التنسيق الامنى انه على استعداد للمصالحة فورا مقابل انهاء عمل لجنة غزة ,,, ادارت حماس ظهرها للتفاهمات و جلست مع عباس ليخرج من وراء تلك الاجتماعتات بتمديد ولايته بشكل شرعى لسنة و نصف اخرى غير قابلة للتشكيك ,, و كبلت غزة مرة اخرى بقيود حكومة التوافق ,, و اختفى السنوار و لم نعد نسمع له صوتا ,, ها هو ديدن غزة تقبل بحكم الغرباء الغزاة و المتأمرين و ترفض ان يكون لابناءها مكان قمة فى الانانية ,,

و اليوم و بعد ان فشلت المصالحة ,, و اشتد الحصار ,, و بدأت ملامح صفقات سياسية تلوح فى الافق , دعونا نستخلص من الاحداث الماضية العبر ,,, اهمها ان الهوية الفلسطينية اهتزت منذ وصول عباس لسدة الحكم و بعثرت اوراقها بعد انقلاب حماس ,, و بقاء عباس و الانقسام يعنى اندثار كامل للقضية و اعطاء فصيلى الازمة مساحات من الفوضى فى تبرير مواقفهم و ترويح مفاهيم و افكار تحط من القيم الوطنية تعمل و بصورة مقصودة استمرار الحالتين يعنى القضاء على الشعور الوطنى و احلال مشاعر و ولاءات بديلة فحماس تجرأت على المفهوم الوطنى و بدل من الاستفادة من نفوذ حركة الاخوان المسلمين قبلت على نفسها ان توصم بانها الذراع العسكرى لهم دون اعتبار للمتغيرات الاقليمية فانهزمت حركة الاخوان و حوصرت حماس و سقطت قضيتنا , اما فتح المهزومة فى الانتخابات و المطرودة من غزة بقوة السلاح تعيش حالة فقدان البوصلة و تحاول ابقاء نفسها فى دائرة الاضواء بالتلذذ فى توزيع القسوة على غزة و اهلها ,,

اليوم ان اردت غزة ان تعييد لاهلها كرامتهم عليها ان تغير ثوبها الاحمر و تكنس عن ارضها كل من يجرها لان تكون تابعة لاى مركز اخر حتى لو كانت المقاطعة ,, و لتكن الاجتماعات التى تنعقد هنا و هناك تحمل هذه العناوين فالكل خاض التجربة و فشل و اصراره على الاستمرار يجعل منه شريكا فى المؤامرة ,, و لكى يتحقق ذلك يجب ان نتصالح مع انفسنا قبل ان نتصالح مع الاخرين , و نسقط عنصر الريبة الذى نتج عن قسوة الاضطهاد و الا لا داعى للمكابره و اختصارا للوقت علينا ان نزحف سويا الى بيت الطاعة العباسى و نقبل ان نكون احذية فى قدم من يريدنا ان نكون كالخاتم فى اصبعه التى بترته غزة ,

اخر الأخبار