الاهتمام المؤقت والاهمال المؤبد

تابعنا على:   01:17 2018-02-21

رشاد رزق أبو عيشة

نحن الفلسطينيون كل شيء يبدأ عندنا بإهتمام زائد ومبالغ به نحن نحترف البدايات ولكننا دائما ما لا نملك برنامجا متماسكا ليصل بنا إلى نهاية ما بدءناه .

نحن نحب العشوائية والسير على غير هدى، ونحترف ردود الافعال الاوتوماتيكية مع كثير من الاسف .

نحن نكره الخطط والبرامج والخرائط ونكره التدوين وكتابة الملاحظات ونعتمد كل الاعتماد على الذاكرة والحدس والشطارة والفهلوة لم نصل بعد الى حقيقة ان كل شيء في هذا الكون يسير معك او عليك فإنه يسير ضمن خطط وبرامج مدروسة و معدة سلفا وانه لا مكان في هذا العالم للحوادث والصدف .

لا اريد ان اسرح بالقراء والمتابعين بعيدا فنحن لنا ذاكرة ضعيفة ولكنني سأبدأ من الثلث الاول من شهر كانون الاول من العام السابق حيث وقع الرئيس الامريكى قرارا تعترف فيه الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال فقامت الدنيا واعتقدنا انها لن تقعد ولكنها بعد قليل من الوقت ما لبثت أن قعدت وفي الاول من هذا العام اقرت دولة الاحتلال قانون ما يعرف بالقدس الموحدة إكمالا لما بدأه قرار ترامب هذا القرار الذي اعتبر القدس بشرقها وغربها موحدة وان التنازل عن اي جزء منها بحاجة الى موافقة ثلثي أعضاء الكنيست الاحتلالى ورأينا غضبا وصياحا وسبا وشتما ولكنه سرعان ما خبا ثم تبعه قانون ثالث والقاضي بتطبيق القانون الاحتلالي على اراضي مستوطنات الضفة والقدس والذي يصادر 45% من إجمالي أراضي الضفة والذي مر دون ان يشعر به احد .

لقد وصلنا الى مرحلة السرنمة والسير ليلا على غير بصيرة ولا هدى بتنا نتفاعل مع حدث يوما او اياما ثم يأتينا حدث آخر ينسينا حدثنا الاول وهكذا دواليك حدثا يطرد حدثا ومصيبة تنسينا مصيبة الى ان بتنا على قناعة اننا لا نمثل الا ظاهرة صوتية نحترف الجعجعة والقعقعة والقهقهة المؤقته بغير هدى ولا طريق مستقيم الى ان وصلنا الى هذه المرحلة من التيه والضياع بدون بوصلة ولا شراع.

اخر الأخبار