حمدان: حماس تستعد لما بعد عباس وتصريحات عريقات تكشف أزمة فريق التفاوض

تابعنا على:   18:42 2018-02-21

أمد/ بيروت: قال مسئول العلاقات الدولية لحركة حماس "أسامة حمدان"، إنّ حركته قدمت تنازلات كبيرة لإنهاء حالة الانقسام وهي كانت تدرك مدى المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية وأن توجه الحركة نحو تحقيق المصالحة من أجل توحيد الصف الفلسطيني ومواجهة صفقة القرن، مؤكداً استمرار مصر في دعم مسار المصالحة وتم الاتفاق على البدء في إجراءات إدخال البضائع عبر معبر رفح وأبلغنا الجانب المصري إن مسار التسوية مرفوض، وهم أكدوا أنهم غير مستعدين للتنازل عن شبر من سيناء" والرئيس عباس يماطل في ملف المصالحة، ونحن سنواصل الضغوط، ونسعى لتخفيف الضغوط والحصار على غزة، ويوجد لدينا بدائل".

وأضاف حمدان في حوار صحفي مع وكالات محلية اليوم الأربعاء، أنّ حماس قدمت كل إيجابية في ملف المصالحة، ولكن التعطيل يتحمل مسؤوليته رئيس السلطة محمود عباس، والجانب المصري وعد بإرسال وفد أمني قريبا إلى قطاع غزة لمتابعة تطبيق اتفاق المصالحة"، مضيفاً نظر البعض لتنازلات حماس بأنها مبالغ فيها، ومنهم من وصفها نتيجة ضعف سادت أجواء الحركة ولكن حماس كان لديها معلومات مسبقا بأن الادارة الأمريكية بصدد تصفية القضية، كذلك تنازلت الحركة من أجل انهاء حالة الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني، كذلك تخفيف الضغط عن الضفة الغربية نتيجة التنسيق الأمني."

وأوضح، الرئيس عباس لم يقبل بالمصالحة وهو يتهرب منها دائما وما يدلل على ذلك عدم رفعه للعقوبات والاجراءات التي يفرضها على غزة، وظهر ذلك بشكل واضح خلال المرحلة الأخيرة، وكذلك خلال خطابه أمام مجلس الأمن حين اختار مسار المفاوضات مع الاحتلال ولم يطالب المجتمع الدولي برفع الحصار عن غزة، منوهاً "لا زلنا نسعى لإنجاح المصالحة، ولكن تقدمها البطيء أو توقفها لا يعنى وقف برامجنا الأخرى، وبالتأكيد لن نسمح بحصول أي انهيار لو قرر رئيس السلطة محمود عباس إسقاط المصالحة".

وأفاد، أنّ الإدارة الأمريكية اتخذت قرارا بتنفيذ خطتها والتي أطلقت عليها (الخطة النهائية) وباتت هذه الخطة واضحة الأبعاد، القدس عاصمة للكيان، تصفية قضية اللاجئين، ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية تحت السيطرة الصهيونية، باقي اراضي الضفة يتم ضمها للأردن أو لغزة مع توسيع حدود غزة تجاه سيناء، واجراء تطبيع عربي يشمل معظم الدول العربية، والهدف من هذه الخطة هو جعل الاحتلال عضوا في الاقليم، وأن خطورتها تكمن في انها تأتي لتصفية القضية الفلسطينية، والحركة تبذل جهدا كبيرا لتعطيل الخطة، ولكن الحل الأنسب هو الوحدة الوطنية من أجل التصدي لها، فلا يمكن لطرف أن يقبل بالتنازل عن ثوابت القضية الفلسطينية أن يكون طرفا في مواجهة خطة ترامب.

وتابع، وفد حركة حماس في مصر برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ناقش ثلاثة محاور رئيسية، الأولى قضية المصالحة وما آلت إليه، والثانية تتعلق بالتسوية السياسية وما عرف بصفقة القرن، والثالثة التهديدات بعدوان جديد على قطاع غزة، وفيما بخص تهديدات اسرائيل بشن حرب على غزة أكد، أنّ الهدف من هذه التهديدات مواصلة الضغط على الشعب الفلسطيني من خلال استمرار الحصار الجائر، ودفع الشعب الفلسطيني للاستسلام وفي الحد الأدنى ضرب قدرة المقاومة على الاستمرار، والاحتلال اليوم يرفع سقف التهديدات، ويهدد بالحرب باعتبار أن الحصار لم يحقق الأهداف المطلوبة ولكن احتمالات الحرب لا تبدو ممكنة أو سهلة، والاحتلال يصعد دون الوصول لحالة حرب أملا أن يحقق هدفه دون حرب".

وأكمل،  "هناك محاولة للترويج بأن هناك ضغوط على وفد الحركة وهذا غير صحيح، وموضوع الجباية الداخلية، غير مطروح، وغير مقبول الحديث عن خطوات جديدة قبل أن يقدم رئيس السلطة محمود عباس ما هو مطلوب منه"، مشيراً إلى، أنّه لم يتم البحث في فكرة زيارة للإمارات واللقاء مع تيار النائب محمد دحلان وهذا يأتي في إطار التواصل مع كل مكونات البيئة الفلسطينية، وبطلب منهم، والحركة تستعد لمرحلة ما بعد عباس ودحلان لم يكن ولن يكون خيارا من خياراتنا" مشدداً أنّ "فشل المصالحة يحصل في حال انسحاب حركة فتح منها، وإن حصل ذلك فليس خيارنا الوحيد العودة لحكم غزة منفردين وهناك بدائل عديدة لإدارة شؤون غزة بما يضمن حماية غزة وأهلها".

وحول انفجار شرق خانيونس، أكد، أنّ "انفجار العبوة في جنود الاحتلال على الحدود قطاع غزة دون كشفها ينظر العدو له بخطورة، لذلك يهدد شعبنا لتقديره أن التظاهرات شكلت غطاء لزرع العبوة".

وفيما يخص تصريحات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات أو         ح حمدان، أنّ  "ما قاله صائب عريقات يعبر عن أزمة السلطة وفريق التفاوض والتنسيق الأمني واستمرار الاستيطان وتهويد القدس يؤكد ذلك، ولكن المشكلة هي عجز هذا الفريق عن القيام بما هو صحيح، مضيفاً نحن في قيادة الحركة نعمل جاهدين أن لا تقف غزة وحدها في الميدان في حال اندلاع حرب جديدة على القطاع، وحتى اللحظة لا يوجد ترتيبات متفق عليها لسفر وفد الحركة المتواجد حاليا في القاهرة إلى دول أخرى".

وحول الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، أفاد، أنّ  "الوضع الإنساني في قطاع غزة هو جزء من الحرب على الحركة من أجل تمرير صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية والجهد لإنهاء هذه المعاناة كبير، ولن نوفر بديلا نراه مناسبا،

وعن اتهام رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بالإرهاب أكد، أنّه "لن يفت في عضدنا، ولن يضعف موقفنا، وقد سبق أن أتهم عدد من قادة الحركة ورجالها بذلك وفي المقدمة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وظلت المسيرة مستمرة وسيواصل القائد أبو العبد دوره رغم ذلك"، موضحاً أنّ  " لقاءات رئيس المكتب السياسي لحماس بقادة الحركة في الخارج كانت للتشاور والتباحث ومتابعة برامج الحركة وأعمالها، وقد يلتحق إخوة آخرون بهم".

ونوّه إلى، أنّ "المجتمع الدولي و(ميلادينوف يمثله) شاهد على الجريمة ولا يحرك ساكنا سوى التعبير عن الأسف في السياسة لا أمان، ولا صداقة دائمة أو اتفاق على كل شيء، وعلينا أن ندرك ما يسعى الجميع له وأن نتصرف بما يحقق أهداف شعبنا ومصالحه".

وشدد مسئول الملف الدولي في حركة حماس على،  التواصل مع كل الأطراف الفلسطينية يجب أن لا يفشل المصالحة، وحركة فتح لا تعاني مما نعانيه في غزة، ولكن فتح في مأزق فشل التسوية وسقوط وحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني وأظن أن الرئيس عباس انتهى سياسيا"، مضيفاً أنّذ سلوك رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" جزء من مسار سياسي لبناء تحالف عربي إسرائيلي في المنطقة على أنقاض تصفية القضية الفلسطينية، والتحريض على حرب ضد إيران هدفها حرف لبوصلة الصراع في المنطقة".

وتابع، "هناك ضغوط كبيرة على علاقات الحركة من قبل الإدارة الأمريكية وحلفاء الكيان الصهيوني، ونحن نبذل جهدنا، ولكن في الغالب فإن معظم علاقاتنا تسير بشكل مناسب بالنظر إلى حجم الضغوط".

واستطرد حديثه قائلاً، إنّ المعركة في الضفة قاسية وفيها نواجه العدو والتنسيق الأمني معه، ليست الضفة خارج أيدينا، لكن استعادة مشهد المقاومة في (٢٠٠٠- ٢٠٠٥) يحتاج كثيرا من الجهد، وبعض ما جرى مؤخرا مؤشر إيجابي"، مؤكداً، أنّ "لدينا ثلاث أوراق قوة يجب أن لا نغفل عنها (المقاومة، و طبيعة القضية التي لا يسهل انهاؤها، والبيئة الإقليمية المتحركة".

وأشار إلى، أنّ "دولة قطر وتركيا دعمتنا بصدق وبشكل كبير، وهما تمران بمرحلة صعبة كما المنطقة، ونحن نقدر دعمهما ونتفهم ظروفهما ومن غير الطبيعي أن نطالب بما ينعكس سلبا عليهما".

اخر الأخبار