خطة الرئيس عباس لـ"تسوية الخلافات الفلسطينية" لمواجهة "صفقة ترامب!

تابعنا على:   10:06 2018-03-04

كتب حسن عصفور/ رغم الحديث من مختلف أطراف العمل الوطني الفلسطيني، عن الرفض لـ"صفقة ترامب" الإقليمية"، مصحوبا بكل "اللعنات اللغوية"، وبعضا من تهديدات بدأت تخبو نارها كثيرا، بعد أن وصلت قمة "السجع السياسي" بدءا من "فتح أبواب جنهم" الى أن "المنطقة ستنفجر اشتعالا" في وجه المصالح الأميركية، لكن المسألة عادت أدراجها لتختزل في موقف رفض غاية في "الأدب"..

الأهم من حركة "اللفض" تلك، ما لم يكن جزءا عمليا من تلك المواقف، فكل فصيل يغني وفق ما يرى من سبل الرفض، وغاب أي شكل من "أشكال التوافق الوطني" لمواجهة، ما يعتبره المتحدثين كافة، مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية بكل أركانها، وتنفيذا عمليا لـ"مشروع التهويد" للأرض والقضية، لكن تلك "المؤامرة" لم تتمكن من فتح باب "التفكير السياسي الوطني والمسؤول" للبحث في سبل "المواجهة السياسية الشاملة"، بعيدا عن "البعبعة الكلامية"..

ودوما مفتاح المسألة، يكمن في مقر المقاطعة، حيث الرئيس محمود عباس بصفته التمثيلية الوطنية العامة، وكذا كونه رئيس حركة فتح، الشق الآخر من عناصر الأزمة الوطنية الكبرى، المعروفة بإسم "الإنقسام"، حيث يمكنه وبشكل أسرع كثيرا من تنقل وفده بين مكان وآخر ليضع مزيدا من "مطبات العرقلة"..الرئيس عباس وحده، يمكمنه أن يعيد ترتيب أولويات العمل الفلسطيني دون إنتظار لرحلات لو تم حساب ثمنها لغطت جزءا هاما من الموازنة التي يدعي البعض أنها "شحيحية"، وطبعا تدفع رحلات وفد فتح من الموازنة العامة، وليس من مالية فتح، وهذا بذاته "فساد سياسي"..

اليوم قبل الغد، أصبح لزاما على الرئيس عباس ان يعرض "خطة وفاق وطني  فلسطينية"، اكثر قيمة وأهمية من خطته التي وصفت بـ"خطة السلام والتسوية"، مطلوب "خطة تسوية فلسطينية" سريعة، تشمل عناصر محددة وواضحة، كما حاول ترضية الخارج بـ"خطة تسوية" لن ترى النور أبدا، رغم التطبيل الاعلامي بأن العالم يؤيدها، وهذه كذبة سياسية لا تساوي نقاشها اصلا..

خطة الرئيس عباس لـ"التسوية السياسية الداخلية" تدعو الى:

*تشكيل "قيادة سياسة وطنية" من كل القوى الفلسطينية، تعمل على:

- تشكيل حكومة توافق وطني حقيقي.

- وقف كل الإجراءات العقابية ضط قطاع غزة، وإعادة رواتب من أوقفها الرئيس عباس.

- البحث في وضع الخطط الكاملة لفك الارتباط الكلي بدولة الاحتلال.

- وضع خطة مشتركة استعدادا لأي تطورات في حال فرض خطة ترامب، والانسحاب الاسرائيلي من مناطق ( أ وب ).

- بحث السبل الكفيلة باعلان دولة فلسطين فورا بكل ما يتطلب ذلك من إجراءات عملية.

-اعلان سحب الاعتراف بدولة الكيان، واعتبارها دولة احتلال.

- دراسة تشكيل مؤسسات الدولة في القدس والضفة وفقا للتطور الجديد، وبحث آلية العمل المشترك بينها ومؤسسات الدولة في القسم الجنوبي (قطاع غزة).

* دراسة تشكيل "قيادة أمنية مشتركة" تضم مختلف "الأجنحة العسكرية"، ووضع آلية عمل تنفيذية بالاشتراك مع الأجهزة الأمنية الرسمية في الضفة والقطاع.

*بحث تشكيل "برلمان دولة فلسطين"، ينتخب رئيسه ويكون رئيس دولة فلسطين بشكل مؤقت في حال شغور منصب الرئيس الى حين اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.

*تأجيل أي اجراء فيما يتعلق بإطر منظمة التحرير، والبحث عن سبل إعادة تشكيل بعضها ضمن "توافق وطني"، الى حين عقد "مؤتمر وطني عام" يكون صاحب صلاحية تشكيل أطر المنظمة بما يتوافق مع تطورات المشهد الفلسطيني..

* في حال تنفيذ صفقة ترامب من طرف واحد، وبعد اعلان دولة فلسطين، تعتبر أراضي الدولة في القسم الشمالي منها "أرض محتلة"، وتمارس أجهزة الدولة أنشطتها من قطاع غزة.

* إبلاغ الجامعة العربية رسميا، وبعد سحب الاعتراف المتبادل مع دولة الكيان، انها دولة محتلة لأراضي دولة فلسطين، ما يتطلب استمرار اعتبارها "دولة عدو" وفرض المقاطعة عليها وتجريم اقامة علاقات معها..

* الطلب من الدول العربية التي لها علاقة سياسية مع الكيان تعليق تلك العلاقات الى حين استجابتها لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012.

* البحث في وظيفة منظمة التحرير وآليات العمل على ضوء اعلان دولة فلسطين..

تلك بعض من عناصر لـ"خطة تسوية سياسية فلسطينية" لمواجهة المؤامرة الكبرى لو حقا يراد مواجهتها.

ملاحظة: المجلس الثوري لحركة فتح أنهى أعماله دون أن يصدر بيانا سياسيا، وترك الأمر للتسريبات..عدم اصدار البيان يشير الى ان النقاشات والقرارات لن تكون ضمن البيان المعلن لحسابات مش مفهومة..عفكرة هاي مسألة غير مسبوقة!

تنويه خاص: تشعر بالاشمئزاز كلما تحدث بعض رجال الأعمال العرب في السياسية، خاصة الصراع العربي الاسرائيلي..يبحثون ربحهم على حساب قضية شعوبهم..يلعن هيك زمن صار تجار المال يحكوا في السياسية بلا رقيب!

 

 

 

اخر الأخبار