أرض والدتي

تابعنا على:   18:14 2018-03-20

د.ثابت أبو راس

شاركت بحلقات بيتية كثيرة في نطاق حركة "بلاد للجميع" لكن المشاركة أمس، مع زميلي ميرون روبوبورط، في كيبوتس زيكيم كان لها وقع اخر. هذا الكيبوتس ومعه الكيبوتس المجاور كرميه بنيا على أنقاض القرية التي ولدت فيها أُمي. وقد حالف أُمي الحظ ؟ حيث تزوجت من أبي قبل النكبة وانتقلت للسكن معه في الجنوب من قلنسوة. اهل أُمي الذين بقيوا في بلدتهم هربيا طردوا الى غزة ابان النكبة عام ١٩٤٨
ما زال آقاربي يسكنون في مخيمات اللجوء في غزة، بضعة كيلومترات من "نادي الاصدقاء" في زيكيم. كل الوقت وخلال اللقاء كنت أُفكر بأقاربي الذين يسكنون قريبا من قريتهم ولا يستطيعون الحضور اليها وبظروف حياتهم الصعبة تحت الحصار الإسرائيلي المصري حيث يتم تزويدهم بالكهرباء لأربع ساعات يوميا فقط ودون بارقة أمل.
كان مهما لي أن اقابل، بالذات، هؤلاء الذين أقاموا بلدتهم على خراب بلدة أُمي، انظر في اعينهم، واتحدث لهم عن حل يرضي الجميع وخاصة أفراد عائلتي في جباليا، المغازي خان يونس ورفح. حل لا يرتكز على الفصل وانما على التواصل وحرية الحركة.
قلت للحاضرين من سكان كيبوتس زيكيم انه يجب ايجاد حل يرفع الحصار عن غزة، ويفتح الحدود ويعطي الامكانية لاقاربي بالرجوع الى هربيا والسكن ليس بمكان من يسكنون في الكيبوتس اليوم ولكن ممكن لجانبهم. واضح لي ان أي حل لا يعطي اقاربي هذه الامكانية هو حل غير اخلاقي. هذا هو الحل الذي نعرضه نحن في حركة "بلاد للجميع". دولتان مستقلتان مع حرية الحركة والسكن.
عائلتي التي أحبها وتسكن اليوم في قطاع غزة. لم تكن معي في كيبوتس زيكيم ولكنني شعرت انها تسمعني وتقول لي استمر استمر وبالنجاح.
وأنا أعدهم أن أظل مستمرا في إيجاد حلا وخلق أفقاً لهم بقدر ما أستطيع إليه سبيلا..

 

اخر الأخبار