ذِكْرى الشَّهيدِ الأَسيرِ المُحَرَّر مازن مُحَمَّد سُلَيْمان فُقَها

تابعنا على:   18:47 2018-03-24

لِواءْ رُكْن/ عُرابي كَلُّوب

مازن محمد سليمان فقها من مواليدِ بلدةِ طوباس الواقعةِ بين مدينتَيّ نابْلُس وجِنين في شمال الضِفَّةِ الغربيَّة بتاريخ 24/8/1979م. أنهى دراستهُ الأساسيَّةَ والإعداديَّةَ والثانويَّةَ في مدارسِ طوباس ومن ثمَّ التحقَ بجامعةِ النجاحِ الوطنيَّةِ في نابلُس حيثُ دَرَسَ في كليَّةِ الاقتِصاد. خِلالَ دِراستِهِ الجامعيِّةِ انضمَّ إلى مجْلسِ الطَّلبةِ في الجامعةِ وكذلكَ الْتحقَ بصفوفِ الكُتْلةِ الإسلاميَّةِ وبات أحدَ أفرادِ حركةِ حماس. انضمَّ مازن فقها إلى الجناحِ العسكريِّ لحركةِ حماسٍ وهو في السَّنةِ الثالثةِ الجامعيَّة وتخرَّجَ من الجامعةِ وهو مطاردٌ من قِبَلِ الجيشِ الإسرائيليِّ حيثُ حصل على شهادةِ البكالوريوس في إدارةِ الأعمالِ عامَ 2001م.
شارك مازن فقها في العديد من العملِيّاتِ التي نفَّذتْها كتائبُ القسَّامِ من بَيْنِها مُهاجَمةُ المُسْتوطِنينَ وجنودٍ إسرائيلِيّينَ في منطِقةِ الأغْوارِ ووادي المالح ومُعسْكرِ تياسير والمشاركةِ في الإعْدادِ لعمليَّةٍ عسكريَّةٍ عند مَفْرقِ (جات) قُرْبَ مسْتَوْطَنَةِ جيلو جَنوبِيَّ القدسِ في شهرِ مايو عام 2002م والتي قُتِلَ فيها 19 إسرائيلِيّاً، كما شاركَ في الإعْدادِ لعمليَّةٍ في مدينةِ صفد.
أصبحَ مازن فقها مطلوباً للجيش الإسرائيليِّ ولمْ يعُدْ للبيتِ منْذُ ذلِكَ الحين، حيثُ داهمتْ قُوّاتُ الاحْتِلالِ الإسرائيليِّ لفترةٍ طويلةٍ بيتهُ بحثاً عنه.
بعد فترةٍ من المُطاردةِ دامتْ أربعةَ أشهرٍ جرى اعتقالُ مازن فقها يومَ الإثنَينِ الموافق 5/8/2002م بعد حِصارٍ دامَ 6 ساعاتٍ وتمَّ هدْمُ منزِلهِ بعدها بِأيَّامٍ قليلة.
وَوُجِّهَتْ إليهِ العديدُ من التُّهم أهمُّها مشاركتُهُ في الإعدادِ لِعمليَّةِ القدس، وكذلك عملِيَّةِ صفدٍ ومشاركتِهِ في العديدِ من العمليّاتِ الأخرى.
أمضى مازن فقها بعد اعتقالهِ مدَّةَ "40" يوماً داخِلَ العزْلِ الانفِراديِّ وكذلك "90" يوماً في التحقيقِ حيثُ تعرَّضَ لِجَميعِ أنواعِ التَّعذيبِ وكانَ في بعضِ الأحيانِ يغيبُ عنِ الوعْيِ من شِدَة التعذيب. 
حكمتِ المحكمةُ العسْكرِيّة الإسرائيليّةُ على مازن فقها بالسجنِ تسعَ مُؤَبَّداتٍ وخمسون عاماً إضافية.
تنقَّل مازن فقها داخلَ السُّجونَ الإسرائيليَّة من سجنِ هَدَريم حيثُ الْتَقى بالعديدِ منَ الأسْرى ومِنْ ثمَّ انْتَقلَ إلى سِجْنِ عَسْقَلان.
أَتَمَّ مازن فقها حِفْظَ القُرْآنِ الكَريمِ في سجنِ بِئْرِ السَّبْعِ وقامَ بِتَسْميعِهِ في سجنِ رامون.
أصبح مازن فقها يعملُ على تَحْفيظِ القُرآنِ لِلْأسرى والتَّسْميعِ لهم بالإضافةِ إلى تدْريسِ المَوادِّ الأُخرى وخاصَّةً الموادَّ المُتَعَلِّقةَ بِتَخصُّصِهِ وهو إدارةُ الأعمالِ والعلومِ السياسيَّةِ وقدْ تعلَّمَ اللغةَ العِبريَّة كِتابةً ومُحادثةً بالإضافةِ إلى اللغةِ الإنجليزية.
قرأَ مازن فقها العديدَ منَ الكتبِ في مُخْتَلفِ المجالاتِ والتخصُّصاتِ خِلالَ وُجودِهِ في السِّجن.
تمَّ تحريرُ الأسير/ مازن محمد فقها بصفْقةِ وفاءِ الأحْرارِ عامَ 2011م بعدَ مُضيِّ عَشْرِ سَنوات ٍ في السِّجنِ وتمَّ إبْعادهُ إلى قِطاعِ غزَّةَ في واحِدةٍ منْ أبْرَزِ تبادُلِ عملِيّاتِ الأسْرى، حيثُ تمَّ إخْلاءُ سبيلِ الجُندِيِّ الأسيرِ جلعاد شاليط مُقابِلَ الإفْراجِ من سُجونِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ عن 1027 أسيراً فِلسْطينياً تمَّ إطلاقُ سراحِهِمْ على دُفْعتين، بعدَ الإفْراجِ عنهُ مارسَ عملهُ في كتائِبِ القسَّام، حيثُ وَرَدَ اسمُهُ خِلالَ الأعوامِ الماضِيَةِ على أنَّهُ أحَدُ قادَةِ كتائِبِ القسَّامِ و المسْؤولُ عنِ العديدِ منَ العملِيَّاتِ العسْكرِيَّةِ التَّابِعَةِ لِحَرِكةِ حماسٍ والتي جَرى اكتِشافُها مُؤَخَّراً في الضِّفَّةِ الغرْبِيَّة.
كذلكَ ارْتبطَ اسْمُ الأسيرِ المحرَّرِ/ مازن فقها بِعمليةِ اخْتِطافِ المُستَوطِنينَ الثَّلاثَةِ التي تسبَّبَ على إِثْرِها عُدْوانُ عامِ 2012 (العَصْفُ المَأكول) على قِطاعِ غزَّة.
تعرَّض الأسيرُ المحرَّرُ/ مازن محمد سليمان فقها مَساءَ يومِ الجُمعةِ الموافق 24/3/2017م للاغْتيالِ من قِبَلِ مَجْهولينَ بِمُسَدَّسٍ كاتِمٍ للصَّوْتِ برَأسهِ بِمنْطِقةِ تلِّ الهوى جنوبَ مدينةِ غزة.
لقد شكَّلَ اغتيالُ القائدِ في كتائبِ عزِّ الدِّينِ القسَّامِ الجناحُ العسكريُّ لحركةِ حماس (مازن محمد الفقها) بنيرانِ مجهولينَ حالةً منَ الصدْمةِ في الشَّارعِ الفِلَسْطينيّ، حيثُ أكَّدتْ حركةُ حماسٍ أنَّ إسرائيلَ هي من تقفُ خلفَ عمليةِ اغتيالِ مازن فقها.
وبعد مُضِيِّ حوالَيّ خمسون يوماً أَعلنتْ حركةُ حماسٍ في قطاعِ غزَّةَ اعتقالَ قاتِلِ القِيادِيِّ بالحركةِ الشهيد/ مازن فقها والذي سَيُقدَّمُ للمُحاكمة.

رَحِمَ اللَّهُ الشَّهيد/ مازن محمد سليمان فقها وأَسْكَنَهُ فَسيحَ جَنَّاتِه.

اخر الأخبار