ماكرون يهين فرنسا

تابعنا على:   16:31 2018-04-21

جاك يوسف خزمو

وجّه الرئيس الفرنسي الشاب ايمانويل ماكرون اهانة كبيرة للدولة التي يترأسها ويقودها عبر قراراته الخاطئة التي جعلت من فرنسا دولة "تابعة" للسياسة الأميركية، رغم ان الرئيس الأميركي ذاته، دونالد ترامب، تعرّض لسياسة فرنسا عدة مرات، ووجه الانتقادات والصفعات للسياسة الفرنسية، وخاصة سياسة ماكرون، ومن هذه الصفعات انه نفى ان يكون قد أصغى الى طلب الرئيس ماكرون بتأجيل انسحاب القوات الاميركية من سورية، وادعى أن قرار الانسحاب يعود له أولاً وأخيراً.

والاهانة الكبرى الموجهة الى فرنسا كانت بمشاركتها في العدوان الغاشم والفاشل على سورية فجر يوم السبت 14 نيسان الجاري، إذ ان فرنسا انجرت وراء القرار الأميركي العسكري الفاشل، وكذلك صدقت الكذبة المختلقة المصنعة في بريطانيا وواشنطن بأن الدولة السورية الشرعية استخدمت السلاح الكيماوي في معركة تحرير الغوطة الشرقية، وخاصة مدينة مادما، من الارهابيين الذين كانوا يعيثون في تلك المنطقة وحولها ارهابا وفوضى واضطرابا عبر ممارساتهم القذرة والدنيئة ضد أبناء تلك المنطقة، علماً ان الدولة السورية لم تحتاج الى السلاح الكيماوي لحسم المعركة، وكذلك لن تعتدي على أبنائها، بل بالعكس كانت حريصة على سلامتهم، وكانت عملية التحرير العسكرية النوعية تأخذ في الحسبان أن هؤلاء المواطنين استخدمتهم قوى الارهاب لتشكيل درع بشري في مواجهة قوات الدولة.

يبدو ان الرئيس ماكرون اراد تصديق الكذبة الأميركية ليساير أميركا، ولتكون فرنسا تابعاً وربما عبداً للسياسة الأميركية الخارجية، وهذا التصرف مخالف كاملاً لسياسة القادة الفرنسيين السابقين وفي مقدمتهم الجنرال شارل ديغول الذي كان يعمل على ان تكون لفرنسا سياسة مستقلة تخدم المصالح الفرنسية أولاً وأخيراً، وحاول ديغول بأن تكون فرنسا الدولة القائدة لاوروبا، ورفض أن تكون تابعة لأحد.

والصفعة الأخرى الموجهة للرئيس ماكرون جاءت من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي أعاد الى الرئاسة الفرنسية وسام "جوقة الشرف" الذي منحه اياه الرئيس الفرنسي الأسبق عام 2001، أي قبل 17 عاما، وقد قال وبكل وضوح لماكرون انه لا يشرفه حمل وسام دولة شاركت في العدوان على سورية، وتابعة او عبدة للسياسة الأميركية المعادية لسورية التي تواجه الارهاب وعناصره المتنوعة المدعومة من أميركا وحليفاتها المتذيلة لها.

ان اعادة الوسام هي اهانة لفرنسا أولاً وأخيراً، ولشخص الرئيس ماكرون نفسه، ولتؤكد أيضاً أن سورية ممثلة بقيادتها ليست بحاجة الى أوسمة من أحد، وأن قضاءها على الارهاب لهو أكبر وسام تحصل عليه، وسيسجله التاريخ، سواء رضي أم لم يرض بذلك ترامب وجوقته التابعة له.

قد يخطئ رئيس أي دولة في تعامله السياسي مع قضية ما، ولكن لا يتوقع أحد أن يقوم رئيس دولة باهانة بلده وشعبه كما يفعل ماكرون الذي يظهر للفرنسيين كما هو الحال للعالم بأنه رئيس ضعيف، ولا يخدم مصلحة دولة تعتبر عظمى، ولكنها على ارض الواقع هي الآن ضعيفة عبر تبعيتها للسياسة الأميركية الداعمة للفوضى والارهاب في العالم بشكل عام، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.

اخر الأخبار