ذكرى الشهيد مروان كايد مطلق زلوم (أبو سجى)

تابعنا على:   16:17 2018-04-22

لواء ركن/ عرابي كلوب

مروان كايد مطلق عبد الكريم زلوم من مواليد مدينة الخليل عام 1960م لإحدى العائلات الخليلية الشهيرة، أنهى دراسته الأساسية والإعدادية والثانوية في مدارس الخليل ومن ثم غادر إلى الأردن ومنها إلى لبنان حيث التحق بحركة فتح هناك حيث كان أحد مقاتلي هذه الحركة، خدم في قوات القسطل بالجنوب اللبناني، وشارك في التصدِّي للاجتياحات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب اللبناني، حيث عمل قائداً لمحور أرنون، وقائداً لفصيل المدفعية ومن ثم نائبَ قائدِ قلعةِ الشقيف الشهيرة.
شارك في التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، وبعد خروج قوات الثورة الفلسطينية، تنقل مروان زلوم ما بين سوريا والأردن وليبيا وتونس.
بعد عودة قيادة المنظمة وقواتها إلى أرض الوطن عام 1994م، لم يتمكن مروان زلوم من العودة معهم بل تأخر حضوره لعدة سنوات، عاد إلى أرض الوطن قبل اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة بأشهرٍ قليلةٍ وعُيِّنَ في الأجهزة الأمنية الفلسطينية مثل رفاقه الذين سبقوه.
بعد اندلاع الانتفاضة المباركة شكَّل مروان زلوم مجموعات عسكرية في مدينة الخليل (كتائب شهداء الأقصى) وكان قائداً لتلك الكتائب، أصبح مروان زلوم مسؤولاً عن العديد من عمليات إطلاقِ النِّار على البُؤَرِ الاستيطانية وعن العمليَّات الفِدائيَّة التي نفذتها كتائب شهداء الأقصى وأبرزُها عمليةُ الاستشهاديةِ (عندليب طقاطقة).
أصبح مروان زلوم (أبو سجى) مطلوباً و مطارداً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لِوُرودِ اسمهِ ضِمْنَ قوائم المطلوبين وفي ليلة 22/4/2002م وفي حوالي الساعة الحادية عشر وأربعين دقيقة قامت مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه سيارةٍ مَدَنِيَّةٍ في قلبِ مدينةِ الخليل، هذه السيارة كانت تَتَنقَّل في الأزِقَّةِ المُطِلَّةِ على شارع عين ساره حيث كان يَسْتَقِلُّها الشهيد/ مروان زلوم و صديقه سمير أبو رجب، المطلوبان للاحتلال منذ فترةٍ طويلة، وقد أصابتْ تلكَ الصواريخُ السيارة بشكلٍ مباشرٍ وأدَّتْ إلى تمزيقِ أجْسادِ الشهيدَيْنِ إلى مئاتِ القطع، بالإضافة إلى اشتعال النار في السيارة وتفَحُّمِ جُثَثِ الشهداء قبل السيطرة على النار وإخمادها.
استشهد البطل/ مروان زلوم بعد أن ترك بصماتٍ عميقةً في الصراع الفلسطينيِّ الإسرائيلي.
هكذا استشهد قائد كتائب شهداء الأقصى في مدينة الخليل (مروان زلوم) وأحدُ قادة جهاز القوة (17) في مدينة الخليل سمير التميمي في عمليةِ الاغتيال الجبانة.
لقد فشلت عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله سابقاً، ولكن هذه المرة أوقعهم الخونة في كمائِنِ المروحيات الإسرائيلية لتقتلهم بصواريخها دون رحمة.
بعد عملية الاغتيال قام رفاقُ الشهداءِ بالانتقام من هؤلاء العملاء حيث تم القاءُ القبضِ على ثلاثةٍ من الذين قِيلَ عنهم أنهم عملاء وتمَّ قتلهم وإلقاءُ جثَثِهمْ في المكان الذي قُصِفَتْ به السيارة.
الشهيد البطل/ مروان كايد زلوم (أبو سجى) مقاتلٌ جاهدَ في سبيلِ الله تحت مِظَلَّةِ حركةِ فتح في لبنان وبعد الخروج منها وحتى العودة إلى أرض الوطن.
كان الشهيد البطل/ مروان كايد زلوم يَتَمتَّعُ بالشجاعة والجُرأَة، وكان صلباً في مواقفه، ناضل في كلِّ الميادين وكان صاحب أخلاقٍ عالية، 
كان يعلم أن نهايةَ كلِّ مجاهدٍ ومناضلٍ هي الشهادةُ التي يتمناها في طريقِ النضالِ الطويل والمسيرة الطويلة من أجل الشعب والقضِيَّة، هذا الطريق هو الطريق الخطر، إلّا أنَّه كان مصمِّماً على المضي فيه بدون رجعة.
مروان زلوم حَمَلْتَ فِلَسْطين في حدَقَةِ العَيْن، وحملْتَ روحَكَ على كَفِّكَ فَنِلْتَ الشهادة.
جاءتْ تِلْكَ اللَّحظَةُ التي ترَجَّلَ فيها شهيدُنا مروان زلوم على عرس الشهادة الأبطال الميامين، مضَحِّياً و مُقدِّماً روحاً عاشتْ حياتها في سبيل الله ودفاعاً عن شرفِ الوطنِ والشعب، حيثُ ارتَقى إلى جوارِ ربِّه شهيداً دفاعاً عن وطنِهِ في ساحةِ المواجهةِ والتصدِّي.
رغْمَ الرَّحيلِ فأنْتَ حيٌّ بِقُلوبِ من أحبوك
كان مروان زلوم (أبو سجى) قائداً متميزاً وذو شخصِيَّةٍّ قويَّةٍ ومثالاً للشجاعةِ والرجولةِ مضَحِّياً بكل شيء.
كان مروان دائماً في المقدمة في مقارَعَةِ العدو الصهيوني.
رَحِمَ الله الشهيد البطل/ مروان كايد مطلق عبد الكريم زلوم (أبو سجى) وأَسْكَنَهُ فسيحَ جنَّاتِه.

اخر الأخبار