التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة المحتلــة (26 ابريل – 02 مايو 2018)

تابعنا على:   20:26 2018-05-03

أمد/ واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي (26/4/2018 – 2/5/2018)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتجلت تلك الانتهاكات في استخدام القوة المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين، والإمعان في سياسة الحصار والإغلاق، والاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين والصيادين.  وخلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، رفعت قوات الاحتلال وتيرة الاستخدام المفرط للقوة ضد المشاركين في تظاهرات احتجاجية بعد تأجج الأجواء إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما شكل سابقة خطيرة تتناقض مع القانون الدولي.  تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

 وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

 * أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

 استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المسلحة المميتة ضد المشاركين في المظاهرات السلمية التي جرى تنظيمها ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، والذي شهد مسيرات سلمية على المنطقة الحدودية الشرقية للقطاع، شارك فيها عشرات الآلاف من المدنيين العزل من الشبان والنساء والأطفال والشيوخ. فقد شهد القطاع يوم الجمعة الموافق 20/4/2018 مسيرات سلمية شارك فيها عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، واستمرت تلك المسيرات غير العنفية بشكل متفاوت على مدار أيام هذا الأسبوع، وأسفرت عن مقتل (4) مدنيين فلسطينيين، بينهم طفل، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء فعاليات المسيرة بتاريخ 30/3/2018 حتى إعداد هذا التقرير إلى (40) مدنياً فلسطينياً، بينهم (5) أطفال وصحفيان في قطاع غزة لوحده، وخلال مسيرات العودة وكسر الحصار فقط، هذا فضلاً عن مقتل اثنين من المدنيين ادعت قوات الاحتلال أنهما “قاما بإلقاء عبوات ناسفة باتجاه دورية عسكرية” إلا أن عائلتيهما تؤكد إنهما مدنيان، ومقتل طفل حاول التسلل إلى إسرائيل. وفي القطاع أيضاً أصيب خلال هذا الأسبوع (389) مدنياً فلسطينياً، بينهم (67) طفلاً، و(8) نساء و(6) صحفيين، و(4) مسعفين، وصفت إصابة عدد منهم بالخطرة. وفي الضفة الغربية، أصابت قوات الاحتلال (10) مدنيين فلسطينيين، بينهم طفل، وصحفي، وأحد المسعفين في حالات مختلفة.

 ويدلل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا بين قتيل وجريح في قطاع غزة، على استمرار قوات الاحتلال في اقتراف المزيد من جرائمها، واستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم بقرار سياسي رسمي.  ويشير المركز إلى أن تلك القوات استبقت المسيرات، التي أعلن القائمون عليها بشكل مسبق أنها سلمية، بإرسال رسائل تهديد وتخويف للمنظمين ولسكان القطاع، كما نشرت القناصة على طول الحدود مع قطاع غزة، وفق ما أعلنه الناطق باسمها على صفحته على فيسبوك منذ الشروع بالإعلان عن النية في تنظيم هذه المسيرات التي تزامن انطلاقها مع الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض.

تؤكد التحقيقات والمشاهدات الميدانية لباحثي المركز خلال الجمعة الخامسة لمسيرات العودة وكسر الحصار على ما يلي:

 واصل عشرات القناصة من قوات الاحتلال التمركز على التلال وخلف السواتر الرملية، وفي سيارات الجيب العسكرية، داخل الشريط الحدودي الفاصل، مقابل التجمعات السلمية شرق القطاع.

شهدت التظاهرات زيادة في أعداد المشاركين خلال اليوم المذكور، وبخاصة بعد الساعة الرابعة مساءً، وقدرت أعدادهم بعشرات آلاف المشاركين في مناطق التظاهر الخمس، وكان منهم نساء وأطفال وشيوخ وعائلات بأكملها.

وفق مشاهدات الباحث الميداني تقدم المئات في حوالي الساعة 5:00 مساءً، تحت علم فلسطيني كبير الحجم، ووسط طبول الكشافة، واقتربوا لمسافة قريبة من الشريط الحدودي شرق مدينة خان يونس، واستهدفتهم قوات الاحتلال بالأعيرة النارية وقنابل الغاز بشكل كثيف جدًا، وخلال ذلك قتل أحد المدنيين، فيما أصيب آخرون بجراح. كما استهدفت بقنابل الغاز عشرات النسوة والمواطنين الذين كانوا يقفون على السواتر الترابية التي تبعد حوالي 260 متراً عن الشريط الحدودي وهم يرددون الهتافات الوطنية.

أطلق قناصة الاحتلال النار بشكل عمدي وانتقائي تجاه المشاركين في التجمعات السلمية التي ضمت آلاف المواطنين، في 5 مناطق شرق قطاع غزة، موقعين (3) قتلى، وقضى طفل نحبه في اليوم التالي متأثراً بجراح، وأصيب (373) مواطنا، منهم (65) طفلاً، و(8) نساء، و(6) صحفيين، و(4) مسعفين، في يوم الجمعة المذكور فقط، علمًا أن أغلب الإصابات تقع في مناطق التظاهر على بعد مسافات تتراوح بين 30- 300 متر من الشريط الحدودي، فيما سجلت العديد من الإصابات لدى وصول المتظاهرين إلى الشريط الحدودي شرق غزة وجباليا.

تميزت المسيرات كعادتها بالطابع السلمي الكامل، ولم يشاهد باحثو المركز مظاهر مسلحة، أو مسلحين حتى بألبسة مدنية بين المتظاهرين، فيما كان بين المشاركين آلاف الشيوخ والنساء والأطفال، وبعضهم كانوا عبارة عن عائلات بأكملها، ومن مختلف الفئات العمرية، الذين تقدموا حتى وصلوا في بعض الحالات، خاصة شرق غزة وجباليا، وخان يونس إلى الشريط الحدودي، ورفعوا الأعلام ورددوا الهتافات والأغاني الوطنية، وأطلقوا الطائرات الورقية بأعداد كبيرة، وأشعلوا إطارات سيارات. وفي الكثير من تلك التجمعات جرت عروض فلكلورية ورياضية وعروض الكشافة، فضلا عن التجمعات النسوية، ومع ذلك لم يسلموا من استهداف قوات الاحتلال.

تدحض ملاحظات باحثي المركز، وبما لا يدع مجالا للشك، أي ادعاءات تروجها الحكومة الإسرائيلية، وبعض وسائل الإعلام، وغيرهم باستخدام الأطفال دروعاً بشرية من المتظاهرين، وهذا واضح من الطابع السلمي الكامل للمسيرات ومشاركة عائلات بأكملها بمن فيهم أطفالهم، واشتراك بعض النسوة والأطفال في تقديم المياه للمتظاهرين ورفع الأعلام دون وجود أي مؤثرات من أي جهة سياسية تدفعهم لذلك.

استخدمت قوات الاحتلال هذا الأسبوع قنابل الغاز على نطاق واسع، وعلى شكل رشقات، ووصلت إلى عمق ساحات الاعتصام، وإلى جانب المتظاهرين قرب الشريط الحدودي، ما تسبب بإصابة المئات بحالات اختناق ضمنهم طاقم الباحثين الميدانيين في المركز خلال توثيقهم الأحداث.  كما أن هذه الغازات تسببت بحالات تشنج واختناق شديد جدًا، ونقل العديد من المصابين للمستشفيات.

أطلقت قوات الاحتلال عدة قنابل غاز سقطت قرب النقطة الطبية شرق مخيم البريج، وتكرر ذلك مرتين، علماً بأنها تبعد حوالي 450 مترا عن الشريط الحدودي؛ ما أدى إلى إصابة الطواقم الطبية بحالات اختناق وعرقلة عملها، كما أصيب (5) من المسعفين باستهداف مباشر بقنابل الغاز خلال عملهم الميداني على إسعاف ونقل المصابين من منطقة الأحداث شرق غزة وخان يونس والبريج.

تكرر استهداف الطواقم الصحفية بشكل مباشر ما أدى إلى إصابة(6) صحفيين بأعيرة نارية مباشرة أو ارتطام بقنابل الغاز رغم أن غالبيتهم كانوا يرتدون سترات تشير لعملهم الصحفي.

تشير تحقيقات المركز أن ثلاثة من القتلى كانت إصابتهم مباشرة في الرأس والعنق، والرابع في البطن. كما كانت العديد من الإصابات في الرأس والعنق والصدر والبطن.

لاحظ باحثو المركز زيادة وتيرة إطلاق النار وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين بشكل عشوائي عندما اقترب العشرات من المتظاهرين من الشريط الحدودي، أو الوصول له في بعض الحالات، وكذلك عند سحب أجزاء من الأسلاك الشائكة الثانية الموضوعة داخل الأراضي الفلسطينية على بعد حوالي 50 مترًا من الشريط الحدودي الأساسي؛ حيث سجلت العديد من الإصابات نتيجة ذلك خاصة شرق خان يونس، وغزة، وجباليا.

تواصل التحريض الإسرائيلي، ضد المسيرات والتجمعات السلمية، وهو ما يأتي امتدادا لتصريحات محددة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من إسرائيل، هددوا فيها بإيقاع قتلى وإصابات في صفوف المتظاهرين، إضافة إلى اعتبارهم أن التظاهرة بحد ذاتها تشكل خطرًا، بما يناهض الحق في التجمع السلمي الذي كفلته المواثيق الدولية.

 وفضلاً عما ورد أعلاه، ففي تاريخ 29/4/2018، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة إسرائيل، شرق بلدة القرارة، شمال شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع مواطنين فلسطينيين حاولا التسلل عبر الشريط الحدودي المذكور. وفي وقتٍ لاحقٍ، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال، عبر صفحته على فيسبوك، أن شخصين اجتازا السياج الأمني جنوب قطاع غزة، مدعيا أنهما “قاما بإلقاء عبوات ناسفة باتجاه دورية عسكرية، فردّ أفرادها بإطلاق نار باتجاه المخربيْن الذيْن قتلا”. وتقول عائلة المواطنين المذكورين إنهما مدنيان.

 وفي التاريخ نفسه، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه الطفل يوسف أبو جزر، 16 عاماً، من سكان مخيم بدر، غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بعد أن تمكن من اجتياز الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، وقاموا باعتقاله مع صديق له تم الإفراج عنه في وقت لاحق.

 وفي نفس التاريخ، أصيب مواطن بعيار ناري في ساقه اليسرى عندما توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقابل مخيم العودة، شرق بلدة خزاعة، جنوب شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع، وسط إطلاق النار تجاه ساحة الاعتصام هناك.

 وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد وتيرة اعتداءاتها ضد صيادي الأسماك الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى استمرار سياسة الاحتلال في محاربتهم في وسائل عيشهم ورزقهم. وخلال هذا الأسبوع رصد المركز (3) اعتداءات على الصيادين شمال غرب بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع.

وعلى صعيد أعمال القصف الجوي، ففي تاريخ 27/4/2018، أطلقت طائرات لاحتلال الحربي الإسرائيلي صاروخين تجاه قوارب مجهزة لاستقبال سفن كسر الحصار في ميناء غزة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالقوارب، ولم يبلغ عن وقوع إصابات بالأرواح.

 وفي التاريخ نفسه، قصف الطيران المروحي الحربي الإسرائيلي بأربعة صواريخ موقعاً تابعاً لعناصر المقاومة الفلسطينية غرب مدينة دير البلح في المحافظة الوسطى. جاء القصف بعد إطلاق زوارق الاحتلال الحربية ستة قذائف تجاه الموقع المذكور. وفي حين لم يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح، إلا أن القصف أدى إلى وقوع أضرار مادية في الموقع.

 وفي إطار استهدافها للمناطق الحدودية للقطاع، ففي تاريخ 26/4/2018، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، شرق مدينة دير البلح في المحافظة الوسطى، نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه رعاة الأغنام، ولم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوفهم.

 وفي تاريخ 27/4/2018، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل الشريط الحدودي المذكور، شرق قرية وادي غزة (جحر الديك)، في المحافظة الوسطى، النار والقنابل في محيط مكب النفايات، ولم يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح.

 وفي تاريخ 29/4/2018، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، شرق المغازي في المحافظة الوسطى، نيران أسلحتهم الرشاشة، تجاه أراضي المزارعين. وتكرر ذلك بتاريخ 30/4/2018، شرق المنطقة المذكورة، وشرق مدينة دير البلح.

 وفي الضفة الغربية، ففي تاريخ 26/4/2018، أصيب مدنيان فلسطينيان وذلك عندما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل البرج العسكري المقام على مدخل مدينة حلحول الجنوبي، شمال محافظة الخليل، النار تجاه مركبة من نوع (فيات – بونتو)، دون أي إنذار مسبق.

 وفي التاريخ نفسه، أصيب مواطن بعيار ناري في يده اليمنى، عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الدهيشة للاجئين، جنوب مدينة بيت لحم، لتنفيذ عملية اعتقال، فنظاهر عدد من المدنيين ضدها.

 وفي تاريخ 27/4/2018، أصيب مواطن (جرى اعتقاله) وأحد المسعفين عندما اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة مفترق كبسة، بين بلدتي العيزرية وأبو ديس، شرق مدينة القدس الشرقية المحتلة، وتظاهر عشرات الشبان والفتية الفلسطينيين بالقرب من المكان.

 وفي تاريخ 30/4/2018، أصيب مواطن (21 عاماً) من سكان مخيم بلاطة، بعيار معدني بالقدم اليمنى، خلال تظاهره ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مدينة نابلس بهدف تنفيذ اعتقالات فيها. وفي التاريخ نفسه، أصيب طفل بعيار معدني بالقدم، وتم اعتقاله، أثناء اقتحام تلك القوات بلدة جبع، جنوب مدينة جنين، لتنفيذ اعتقالات فيها.

وفي تاريخ 1/5/2018، أصيب الصحفي وائل السلايمة بعيار معدني في قدمه أثناء تغطيته لعملية هدم بناية في قرية العيسوية، شمال شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، أثناء تغطيته لعملية الهدم. (انظر بند: إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة).

 وفضلاً عن الإصابات المشار إليها أعلاه، أصيب خلال هذا الأسبوع اثنان من المدنيين الفلسطينيين بجراح، بعد إطلاق النار وقنابل الغاز تجاه المسيرات السلمية، وإلقاء حجارة باتجاه جنود الاحتلال المتمركزين على مداخل التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة. وتأتي تلك المسيرات في إطار الاحتجاجات التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في جرائم الاستيطان ومصادرة الأراضي، وللتنديد بجرائم قوات الاحتلال ضد مسيرات الاحتجاج السلمي التي ينظمها الفلسطينيون على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

 *أعمال التوغل والمداهمة:

 خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (64) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفّذت (4) عمليات اقتحام في مدينة القدس وضواحيها.  أسفرت تلك التوغلات والاقتحامات عن اعتقال (52) مواطناً فلسطينياً على الأقل، بينهم (6) أطفال، في الضفة الغربية، فيما اعتقل (7) مواطن آخرون في مدينة القدس وضواحيها، بينهم طفل، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، 79 عاماً.

 وفي قطاع غزة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تاريخ 29/4/2018، مسافة تقدر بحوالي 70 متراً، مقابل مخيم العودة، شرق بلدة خزاعة، جنوب شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع، وشرعت في تنفيذ أعمال تسوية وإعادة وضع سياج حدودي في المنطقة وصيانة المقاطع التي أزيلت خلال التظاهرات السابقة.

 وخلال هذا الأسبوع، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، شرق بلدة القرارة، شمال شرقي خان يونس، جنوب قطاع غزة، ثلاثة مواطنين فلسطينيين حاولوا التسلل عبر السياج الحدودي، كما واعتقلت طفلاً جنوب القطاع.

 * إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة:

 فعلى صعيد أعمال التوسع الاستيطاني والتجريف وإخطارات هدم المنازل السكنية، ففي تاريخ 27/4/2018، هدم المواطن إياد رمضان بيده “موقف سيارات” يملكه في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب مدينة القدس الشرقية المحتلة، تنفيذاً لقرار بلدية الاحتلال. وأفاد المواطن المذكور أنه شرع بهدم الموقف الذي يملكه وعائلته تنفيذاً لقرار بلدية الاحتلال، وتفادياً لدفع غرامات مالية، إضافة إلى إجباره على دفع أجرة الهدم التي تفرضها البلدية بحجة البناء دون ترخيص. وذكر أن البلدية أصدرت قرار هدم الموقف قبل حوالي 3 أشهر بحجة البناء دون ترخيص، وحاول تأجيل عمليه الهدم حتى يتمكن من ترخيص المنشأة دون جدوى.

 وفي تاريخ 29/4/2018، قامت طواقم سلطة الطبيعة الإسرائيلية بأعمال حفر في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال. حفر أفرادها عدة قبور، ونبشوا أطراف بعضها، وحطموا شواهدها، لتثبيت أعمدة حديدية، وذلك ضمن المخططات الإسرائيلية في أراضيها.

 وفي تاريخ 1/5/2018، هدمت جرافات بلدية الاحتلال الإسرائيلي بناية تعود ملكيتها للمواطن جمال عليان في قرية العيسوية، شمال شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، وذلك بحجة البناء دون ترخيص. وأفاد المواطن المذكور أن البناية تم بناؤها قبل 5 سنوات، وأصدرت البلدية قرارا بهدمها بعد عامين من البناء، وتم تأجيله وتجميده عدة مرات حتى فرضت غرامة مالية عليه قيمتها (230) ألف شيكل. البناية مؤلفة من 3 طوابق، الطابق الأول تجاري ويضم “محل الملاك للبيتزا، محل البهارات، محل لتنظيف السجاد وغسل الملابس”، ويضم الطابقان الآخران (4) شقق سكنية، وتبلغ مساحة كل طابق 200م2، ويعيش فيها أربع عائلات قوامها (17) فرداً، بينهم (7) أطفال.

 * جرائم الاستيطان والتجريف واعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم:

 فعلى صعيد أعمال التوسع الاستيطاني والتجريف وإخطارات هدم المنازل السكنية، أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 28/4/2018، عائلتين فلسطينيتين بوضع يدها على مساحات شاسعة من أراضيهما في بلدة الخضر، جنوب مدينة بيت لحم. وأفاد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في البلدة أن تلك السلطات أخطرت عائلتي صلاح وصبيح، بوضع اليد على (42) دونماً وذلك بذريعة “الأغراض الأمنية”.  وذكر بأن هذا الإجراء تزامن مع قيام موظفين من (الإدارة المدنية) بعملية مسح الأراضي في منطقة “أم ركبة” في البلدة، بزعم إقامة دوار واسع، وشق طريق تجاه برك سليمان.  .

 وفي تاريخ 2/5/2018، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بعدة آليات عسكرية وجرافات، وترافقها مركبات تابعة لدائرة التنظيم والبناء في (الإدارة المدنية)، قرى مسافر مدينة يطا، جنوب محافظة الخليل، والمصنفة من قبل تلك القوات مناطق تدريبات عسكرية. قامت تلك الآليات بأعمال تجريف طالت عدة مساكن، خربة الفخيت ومنشآت أخرى في خربة جنبة، خربة الحلاوة، خربة المركز، وخربة الفخيت. وطالت أعمال التجريف (5) غرف سكنية، و(5) حظائر للأغنام، ومصادرة (4) وحدات من الخلايا الشمسية.

  وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ففي تاريخ 27/4/2018، هاجمت مجموعة من المستوطنين، ممن يطلقون على أنفسهم مجموعات “تدفيع الثمن”، منطقة المحاجر شمال غرب قرية عوريف، جنوب مدينة نابلس، وخطوا شعارات معادية للعرب والمسلمين على الصهاريج وهياكل السيارات، وثقبوا بآلات حادة إطارات سيارتين تابعتين لشركة صخر الشمال.

 وفي التاريخ نفسه، هاجمت مجموعة من المستوطنين، ممن يطلقون على أنفسهم مجموعات “تدفيع الثمن”، أرض المواطنة جميلة شحادة من قرية عوريف، جنوب مدينة نابلس، وقاموا بتقطيع (14) شجرة زيتون، مستخدمين المناشير الأوتوماتيكية.

 وفي تاريخ 29/4/2018، شرعت مجموعة من المستوطنين بتجريف أراضي المواطنين التابعة لبلدة كفر الديك، غرب مدينة سلفيت، للتوسع في مستوطنة “عيلي زيهاف”. وأثناء قيام المراسلة الصحفية في وكالة (معا) الإخبارية، عهود الخفش، 38 عاماً، من سكان قرية مردا، شمال المدينة بتغطية الحدث، حيث تم الاعتداء عليها لمنعها من التصوير، ومحاولة الاستيلاء على معداتها الصحفية، وأدى الاعتداء عليها إلى إصابتها برضوض كبيرة بيدها وقدميها.

 * الحصار والقيود على حرية الحركة

 واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

  ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي منذ أكثر من 11 عاما متواصلة، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه.  ومنذ عدة سنوات قلصت سلطات الاحتلال المعابر التجارية التي كانت  تربط القطاع بالضفة الغربية وإسرائيل من أربعة معابر رئيسة بعد إغلاقها بشكل كامل إلى معبر واحد” كرم أبو سالم”، جنوب شرقي القطاع، والذي لا تتسع قدرته التشغيلية لدخول الكم اللازم من البضائع والمحروقات للقطاع، فيما خصصت معبر ايرز، شمال القطاع لحركة محدودة جداً من الأفراد،  ووفق  قيود أمنية مشددة، فحرمت سكان القطاع من التواصل من ذويهم وأقرانهم في الضفة وإسرائيل، كما حرمت مئات الطلبة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية والقدس المحتلة. أدى هذا الحصار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

 وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.

 

 

اخر الأخبار