عن "صفقة القرن" مجدداً

تابعنا على:   14:51 2018-05-21

يونس السيد

التسوية الأمريكية للقضية الفلسطينية، والتي حملت اسم «صفقة القرن»، تستعد أخيراً للانطلاق خلال الشهر المقبل، وفق وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، وتم إقناع «حماس» أو «السلطة» أو الاثنتين معاً بقبولها، من وجهة نظر الإدارة الأمريكية.
لماذا تأخر طرح هذه الخطة/ الصفقة التي دأبت إدارة ترامب على الإعداد والتحضير لها منذ أكثر من عام؟ ربما يتعلق الأمر بتوفير الظروف المناسبة لطرحها، بعد أن تمت تهيئة المنطقة، ودفعتها المقدمات إلى الشهرة ربما أكثر من بعض التسريبات التي يحملها مضمونها.
لكن السؤال: هل أصبحت أو ستصبح الظروف مناسبة لإطلاقها خلال الشهر المقبل، خصوصاً بعد أن اطمأنت الإدارة الأمريكية على عملية نقل سفارتها من «تل أبيب» إلى القدس، دون مشاكل تذكر، وكرست بذلك اعترافها بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، آخذة في الاعتبار رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي، وقبل كل ذلك اطمأنت إلى أن مسيرات العودة الكبرى لم تتمكن من اختراق حدود غزة إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وشكرت «إسرائيل» على هذا القدر من «ضبط النفس»، لاكتفائها بقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف منهم بجروح.. فكم سيكون عدد الضحايا الفلسطينيين في حال لم تضبط «إسرائيل» نفسها؟.
مع ذلك، بعد أن اطمأنت واشنطن إلى كل هذا، يبدو أنها ترى أن الوقت قد حان للإفراج عن «صفقة القرن»، لكنها تشترط لذلك إقناع حركة «حماس» بقبولها، أو عدم عرقلتها، على الأقل، باعتبار أن السلطة الفلسطينية قطعت عهداً بألا تتعامل معها بعد قراري «الاعتراف ونقل السفارة»، ولا ندري هنا ما إذا كانت واشنطن تحاول إثارة غضب السلطة، ودفعها إلى العودة للمفاوضات عبر تهديدها بإجراء اتصالات، ولو غير مباشرة، مع «حماس».
مصادر غربية كشفت في تصريحات نشرت مؤخراً، أن الإدارة الأمريكية تجري اتصالات مع بعض الدول العربية حول قطاع غزة، بما في ذلك إقناع «حماس» بقبول «صفقة القرن»، مقابل رفع الحصار وحل المشاكل الإنسانية كافة، من خلال تشكيل إدارة خاصة لقطاع غزة مكونة من شخصيات مستقلة، ستحظى بدعم مالي أمريكي وغربي، لفتح الطريق أمام مشاريع عملاقة للقضاء على البطالة وإنعاش الاقتصاد، ودفع الغزّيين إلى العزوف عن المقاومة، مثلما يحدث جزئياً في الضفة الغربية.
لكن يبقى أن القضية الفلسطينية ليست موضوعاً للسجال أو المفاضلة بين «السلطة» و«حماس»؛ إذ ربما يتطلب الأمر سؤال الشعب الفلسطيني فرداً فرداً عما إذا كان سيتخلى عن مفاتيح بيوته وحقه في العودة، وهو ما لن يحدث أبداً.

عن الخليج الإماراتية

اخر الأخبار