إسرائيل .. وصفقة القرن!

تابعنا على:   13:05 2018-06-06

د.وحيد عبد المجيد

مازال الغموض مخيماً على خطة السلام التى تعدها الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس دونالد ترامب فى البيت الأبيض، وفى مقدمتهم نائبه مايك بينس، وصهره ومستشاره جاريد كوشنر. غموض حول محتوى هذه الخطة، التى توصف إعلامياً ومن جانب بعض السياسيين أيضاً، بأنها صفقة القرن. وغموض بشأن موعد إعلانها.

والحال أنه لا توجد مؤشرات فى اللحظة الراهنة على أن إعلان هذه الخطة بات قريباً. هناك من يعتقد أن الأمريكيين لن يعلنوها ما لم يتمكنوا من إقناع رئيس السلطة الفلسطينية بقبول التفاوض حولها، أو ممارسة ضغوط عليه تدفعه إلى ذلك.

والأرجح أنه سيكون صعباً أن تجد واشنطن أى قيادى فلسطينى مستعد للتعامل بإيجابية مع خطة يعرف الجميع أن قضية القدس ليست جزءاً منها حتى إذا نصت على أنها ستكون ضمن قضايا التفاوض. ولكن مشكلة الفريق الذى يعد الخطة ليست فى الموقف الفلسطيني، بمقدار ما هى فى مدى استعداد إسرائيل لقبول إدراج هذه القضية ضمن الخطة، فى الوقت الذى أغلقت حكومة نيتانياهو ملفها، واعتبرته منتهياً، بعد أن نُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس. ولذلك، ربما تكون ممانعة إسرائيل إعلان ما يُسمى صفقة القرن أقوى من أى اعتراض فلسطينى عليها.

لا تحتاج المؤسسة الإسرائيلية إلى أى خطط سلام الآن، وهى التى تشعر بأنها فى أفضل وضع منذ 1948. فهذا الوضع يتيح لها ضم الأراضى الفلسطينية التى تريدها قطعة وراء أخري، ولا تريد ما يُفسد خططها فى هذا المجال.

كما أنها لا تكتفى بضم الأراضى الفلسطينية، بل تسعى إلى اعتراف أمريكى بضم هضبة الجولان السورية المحتلة، التى كان الكنيست قد أصدر قراراً بضمها من جانب واحد فى مطلع الثمانينيات. وتتعامل تل أبيب مع الجولان منذ ذلك الوقت باعتبارها امتداداً لمحافظة شمال إسرائيل. ولكنها تتطلع الآن إلى غلق ملف هضبة الجولان عن طريق اعتراف أمريكى رسمي، بعد أن ازدادت أهميتها الاستراتيجية فى ظل تحول سوريا إلى ساحة رئيسية للصراع الإسرائيلي-الإيراني, ولم تعد مقصورة على الموقع المميز الذى يكشف منطقة واسعة من جنوب سوريا إلى أطراف دمشق، و يتيح مراقبتها عبر مراكز ومحطات إنذار أقيمت فى المواقع الأكثر ارتفاعاً فى شمال الهضبة.

عن الأهرام

اخر الأخبار