الخلاف الروسي الإيراني في سوريا

تابعنا على:   14:22 2018-06-08

إفتتاحية الخليج الإماراتية

في الآونة الأخيرة خرج الخلاف الصامت بين روسيا وإيران حول الوجود الإيراني في سوريا إلى العلن، بعدما أبدت طهران موقفاً متشدداً حيال المطالبات الروسية بضرورة خروج الميليشيات الأجنبية كافة التي تقاتل على الأرض السورية، من بينها الإيرانية، لتسوية أرض الملعب في سوريا تمهيداً لعملية سياسية تشارك فيها مختلف الأطراف، والتي ترعاها روسيا.
الموقف الإيراني جاء على لسان مستشار وزير خارجيتها حسين شيخ الإسلام، الذي انتقد روسيا بسبب دعوتها لخروج القوات الأجنبية، بما فيها الميليشيات الإيرانية من سوريا، داعياً موسكو إلى احترام «إرادة وسيادة سوريا»، خاصة أن إيران، حسب قوله قدّمت الكثير من التضحيات، وخسرت من قواتها في سوريا «من أجل أمن إيران»، واعتبر الدعوة الروسية بمثابة تهديد لأمنها القومي.
وفي لهجة لا تخلو من التحدّي، يؤكد المسؤول الإيراني أن سوريا الوحيدة التي لها الحق أن تقرر من يبقى على أراضيها ومن الذي عليه الخروج، وليست روسيا، بل أكثر من ذلك يطالب روسيا ب«ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا»، كما لو أن إيران بعيدة عن هذا التدخل، فهو يؤكد أن «قوات إيران وحزب الله اللبنانية موجودة في سوريا بناءً على طلب حكومتها ووجودها سيستمر».
لا يتردد المسؤول الإيراني في التأكيد أن لإيران دوراً حاسماً ومؤثراً في إنهاء الحرب لصالح النظام في سوريا، فيشير إلى تكبد النظام الإيراني خسائر فادحة وتحمّل تكاليف باهظة، لذلك يرغب في أن تلعب إيران دوراً أكثر أهمية من بقية البلدان في مستقبل سوريا، خاصة إعادة الإعمار والبناء فيها، حيث تتهيأ بلاده لتكون واحدة من الدول التي تسعى للفوز بحصة كبرى في مشاريع اقتصادية ضخمة في سوريا.
خروج الخلاف الروسي الإيراني حول القوات الأجنبية من سوريا إلى العلن، توضّحه تصريحات ألكسندر لافرنتيف، مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى سوريا، التي يشير فيها إلى الحاجة الماسة لانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، وأن المقصود بها القوات الإيرانية وميليشيات «حزب الله» والقوات التركية والأمريكية معاً.
من الواضح أن روسيا لا تريد أن يشاركها أحد في إعادة ترتيب البيت الداخلي في سوريا، سياسياً كان أم اقتصادياً في مرحلة ما بعد الحرب، ويبدو أن إيران بدأت تستشعر توجهاً روسياً في إبعادها عن المسرح السوري، بعد تفاهمات مع «إسرائيل»، التي ظهرت بعد الزيارة التي قام بها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى روسيا ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين.
اشتراطات روسيا بخروج القوات الأجنبية كافة من الأراضي السورية، بما فيها الميليشيات الإيرانية و«حزب الله»، يعززها توجّه موسكو لإعادة رسم الخريطة في المنطقة بما يخدم مصالحها، خاصة بعد الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تواجد الأخيرة في الجنوب السوري، وهو ما يزعج طهران، التي ترى في خطة موسكو إخراجها من المشهد، استهدافاً لمصالحها ليس في سوريا فحسب، بل وفي المنطقة بأكملها، وهو ما سيفاقم الصراع بين الجانبين في المستقبل القريب.

اخر الأخبار