من تضميد الجراح إلى إيصال الحقيقة.. "فاطمة جبر العطاونة" طبيبة بالفطرة أتقنت العمل الصحفي بالموهبة (فيديو وصور)

تابعنا على:   23:12 2018-06-16

أمد/ غزة – صافيناز اللوح: حملوا الأمانة، واستقلوا مراكب الدفاع الأولى، وتحدوا الصعاب متسلقين جدران الواقع، ومرسلين رسالتهم إلى الحلم، أنّ التفاؤل بتحقيقه ليس ببعيد، وأنّ الأبواب ستُفتح على مصرعيها أمام هبات الأمل الدافئة مثبتةً أدراجها على أرض الواقع.
"فاطمة جبر العطاونة " الفتاة الثلاثينية فلسطينية لاجئة من مدينة بئر السبع " الجمامة " أخر العنقود الأصغر من بين الإخوة والأخوات، دمر الاحتلال منزلهم المكون من 7 طوابق بالكامل في عام 2014م، ولم يثنيها أو يضعف معنوياتها في استكمال مسيرتها الإعلامية"، حاصلةً على بكالوريوس التحاليل الطبية، وحاصلة على دبلوم إدارة مشاريع من الحكومة اليابانية تحضر لرسالة الماجستير في إدارة المستشفيات
عملت "العطاونة" في العديد من المؤسسات ومنها اتحاد لجان الرعاية الصحية Uhcc، كمنسقة مشاريع صحية ومن ثم انتقلت للعمل مع المؤسسة الدولية لرعاية كبار السن HelpAge International لمدة 9 أشهر ضمن المشاريع الصحية وانتقلت فيما بعد للعمل مع جمعية ارض الانسان الفلسطينية الخيرية بالإضافة إلى العديد من مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة لتوصل للعالم نور القضية وعدالة الحقوق وتحاول أن تجسد معانٍ جديدة للمرأة الفلسطينية
طموح وأحلام واقعية صنعتها بيداها
تقول "العطاونة" خلال حديثها مع "أمد للإعلام"، " انطلاقتي الإعلامية كانت في عام 2006، وكانت لدي طاقات أفرغتها مبدعةً في مجال الإعلام الذي أحببته منذ الصغر وكنت أحلم بأن أصبح إعلامية لها وزنها وثقلها في المجتمع الفلسطيني.
وأضافت، "عملت لأكثر من قناة فضائية على مستوى فلسطين والعالم، في البداية كانت مهمتي الأولى في جريدة الصباح الفلسطينية كمحررة صحفية والتي توقفت في فترة الانقسام الفلسطيني عام 2007 وتم إغلاقها، مضيفةً انتقلت للعمل كمراسلة تلفزيونية لقناة آسيا، ومن ثم انتهى بى المطاف الان كمديرة لمكتب قناة النعيم الفضائية بالعراق الشقيق ومراسلتها في فلسطين وعلاوة على ذلك قناة الثقلين الفضائية لمراسلة قناة النعيم في عام 2008.
قامت الطبيبة الصحفية المتألقة، بتغطية 3 حروب على قطاع غزة كمراسلة صحفية
في بداية عام 2017، بدأت "العطاونة" العمل مع قناة الثقلين الفضائية كمراسلة ومقدمة برامج من غزة من بينها برنامج نبض فلسطين المختص بمواكبة كافة الاحداث على الساحة الفلسطينية وكذلك برنامج "القدس نبض فلسطين " المختص بمسيرات العودة الكبرى على الحدود الشرقية للقطاع".
حصلت على جائزة المرأة المبدعة في مجال الإعلام على مستوى قطاع غزة من خلال تحكيم لجنة إعلامية للمواد التي تم عرضها عام 2015 ، كما حصلت على سفيرة النوايا الحسنة من المؤسسة الدولية للصليب الأزرق فرع بريطانيا بالإضافة إلى حصولها شهادة الدكتوراه الفخرية من المركز الثقافي الالماني "لبنان"، وتم ترشيحيها كسفيرة للسلام بالأمم المتحدة فرع جاكرتا كأفضل شخصية لعام 2018 على مستوى فلسطين لتمثلها في جاكرتا.
وأوضحت، تم تكليفي وتفويض من الاتحاد الدولي للصحافة العربية كمسئولة له في قطاع غزة، كما تم إعطائي مهمة المستشارة الإعلامية لدى المجلس الدولي للتدريب ICTC من مصر عام 2016
بداياتي العملية عملت كمتطوعة في عيادة الرمال الطبية التابعة لوزارة الصحة بغزة، ومن ثم عملت في مختبر خاص ، وما زالت تمارس حتي هذه اللحظة عملها الصحي خصوصا ً في التحاليل، ولكنها منخرطة أكثر بالمشاريع الصحية في القطاع
وتابعت، "في عام 2012 كان لدي اهتمام بموضوع الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي من خلال برامج تختص بهم برنامج من خلف المعتقل إلى رحاب الوطن المختص بالأسرى وذويهم وتسجيل العديد من قصص النجاح التى تحاكى واقع الأسيرات في سجون الاحتلال .
قدمت "العطاونة" دورة برعاية نقابة الصحفيين وبالتعاون مع قناة النعيم العراقية بعنوان "إعداد مراسل تلفزيوني"، حيثُ تم حصول 20 مراسل عبلى هذه الدورة ومن بينهم اليوم أصبح زملاء المهنة ومراسلي قنوات فضائية .
وأكدت، "طموحي كان أن أدخل مجال الإعلام ولكنني درست مجال التحاليل الطبية بحكم أن عائلتي جميعهم أطباء ومهندسين وشددت بالقول، "أنا لبيت طموحهم وضربت عصفورين بحجر، درست التحاليل الطبية ودخلت مهنة الإعلام وهي طموحي، تحديت جميع الصعوبات التي واجهت انخراطي في مجال الإعلام"، مشيرةً إلى، أنّ "الصحفية تصنع الإبداع وتصنع الناس الذين يحتاجون لدفعة حياتية بسيطة" .
حكايتها مع الكاميرا
حاولت "فاطمة" أن تصنع من نفسها اسماً لامعاً في مجال الإعلام من خلال المثابرة والابداع والإصرار على التميز ، وبالفعل نجحت هذه المحاولة، وأصبحت مراسلة صحفية مشهودٌ لها بعملها الصحفي وبإتقان، وتمارس مهمتها في نقل الحقيقة، ورسالة شعبنا إلى العالم أجمع، كما تبرز الجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين السلميين العزل قائلة: "أول تجربة لي باللغة الإنجليزية، وكانت بداياتي كتابة ومن ثم متلفز".
وقالت، الإعلام سلطة رابعة بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهي صاحبة الجلالة، ورغم كل الحياة ومعتركاتها السياسية، والانقسام والوضع المأساوي والاوضاع الإنسانية الصعبة، لا زلنا نواصل رسالتنا الإعلامية بكل ما أوتينا من قوة.
وتؤكد، الاعلام يجب أن يحترم، فهناك الكثير من يفكرون أنّ الصحفي أداه مسيرة، لكن أنا أقول أنّ هذا غير صحيح، فالإعلامي ينقل الحدث ويقدم نفسه بأرض الميدان وخير دليل ارتقاء الشهداء والجرحى من الاعلاميين في مسيرة العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، مضيفةً أنّ الإعلام يحيى دول وأمم ولولاه لما أوصلنا هدف تواجدنا من أجله وهو إيصال القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية، وهذا بحد ذاته، وسام شرف على نجاح الإعلام الفلسطيني بكشف جرائم الاحتلال في فلسطين وخاصة في قطاع غزة".
وحول المشاهد المؤلمة التي واجهتها خلال عملها الصحفي أكدت العطاونة، أنّ "أكثر المشاهد كانت مؤلمة هو هدم بيتي في عدوان عام 2014، وتغطيتي للحروب الثلاثة الماضية على قطاع غزة، وأعداد الشهداء والجرحى التي سقطت في هذه الحروب وكذلك المشاهد الدامية التي نشاهدها كل أسبوع في جمع الغضب الفلسطيني المنادى بالحق السليب والعودة .
وفيما يخص الانتهاكات بحق الصحفيين أوضحت، أنّ "الاحتلال يبقى احتلال ويبقى عدو وينتهك حرمة الصحفي ولا يحترم شارة الصحافة التي يرتديها، ويحاول قتل من يقوم بإيصال رسالة شعبنا وجرائمه للعالم أجمع، مشددة، أنّه يقتل الصحفي الذي ينقل رسالة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وفي غزة وخاصة ما يحدث في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، فهو لا يحترم اتفاقيات جنيف أو لاهاي التي تحفظ حق الصحفيين وحمايتهم خلال الحروب والكوارث.
وفي رسالتها للعالم، تابعت "فاطمة"، أن! أبناء شعبنا تواقين ومتعطشين للعودة إلى ديارهم، مؤكدةً "علينا أن نضمد جراحاتنا وأن تبقى الكلمة تجمعنا وأن لا نجعل الفرقة تكتسح مقاعد حياتنا، علينا أن نجمع كلمتنا الفلسطينية على القوة والوحدة والوفاء للشعب الفلسطيني الذي قدم ولا زال يقدم الشهداء والجرحى، فمسيرة الصحفيين صعبة ولكنهم على قدر هذه المسئولية وأهلٌ لها ومحافظون عليها"، شاكرةً عائلتها وعلى رأسهم والديها الكريمين ولكل من ساندها ووقف إلى جانبها.
تمنت مراسلة قناتي "النعيم والثقلين" في غزة ، أن تكون وزيرة الصحة والإعلام بنفس الوقت و"عندي طموح لا يتوقف أن اكمل مسيرتي الاعلامية حتى تحرير فلسطين والقدس الشريف ومهما قدمت خلال مسيرتى السابقة فهى لا تساوى انات المكلومين في حدود الوطن ومن قدموا اراوحهم فداءا للقضية الفلسطينية وسأبقى أوصل رسالة شعبنا للعالم، مشيرةً إلى، أنّ الانسان الذي يريد أن يطمح للوصول إلى هدفه ومبتغاه، يجب أن يتعب ويشق طريقه حتى يصل إلى ما يتمني إليه ، فلا حياة مفروشة بالورود ، ولكن علينا أن نتخطى الصعاب للوصول إلى اهدافنا".
حلمت .. فحققت الحلم، كبرت فتعملت.. وأنجزت المهمة، لكنها لم تبقى طموحها رهينة العادات ولا التقاليد أو حتى شهادتها الجامعية، تاركةً خلفها كل الصعاب، لتسير على الأشواك للوصول إلى عالم الأحلام الافتراضي الذي جعلته حياة واقعية تمارسها فعلياً.

اخر الأخبار