شعبنا بين المطرقة والسندان

تابعنا على:   22:06 2018-06-18

صالح عوض

عندما انتفض شباب فلسطين في رام الله مطالبين برفع الحصار عن غزة وإيقاف الإجراءات العقابية نهضت قوات الأمن الفلسطينية وأجهزة المخابرات لقمعها وتشتيتها واعتقال الفتيات والشباب، وعندما انتفض شباب فلسطين في غزة يطالبون بإنهاء الانقسام والتصدي لمؤامرة فصل غزة نهضت شرطة حماس لتقمع المظاهر السلمية وتعتدي على المتظاهرين بطريقة محزنة.

شعبنا الفلسطيني أصبح بين مطرقة السلطة وسندان حماس وهو يرفض حصار غزة ويرفض السير في الانقسام وتكريسه.. وهذا يعني بوضوح أما ان الشعب لم يفهم السلطة وحماس ا وان حماس والسلطة لا يهمهما الشعب ولكل مواله يغنيه بلا اكتراث.. ا وان الشعب يخوض واحدة من معارك الوعي ضد الوهن والعجز والأفهام المغلوطة و التكلس الذي أصاب الحالة السياسية الفلسطينية وهو يدرك ان العملية التي هو بصددها تستوجب صداما سلميا بالسلطة وحماس لكي يحدث الانتباه لحجم الكارثة التي يدفع اليها الشعب الفلسطيني.. وقد يكون للسلطة وحماس برنامجا متكاملا غير معلن وغير متفق عليه لكنه في واقع الحال يؤدي لنتيجة تكاملية وهي إرهاق الشعب الفلسطيني وتكبيله وتحويل الى حالات إنسانية تنتظر صدقات جمعيات الإغاثة الخيرية التي تثري على حساب دمه وتحسم قضايا سياسية لها في بلدانها على حساب جوعه وقهره.

ما جرى بالأمس في غزة كارثة كما صرح قادة سياسيون من شتى الاتجاهات وهو أمر مدان بلا شك لان كرامة الشعب الفلسطيني من كرامة فلسطين والقدس والأمة فهو شعب مرابط يعاني ويقاسي الأمرين فلا ينبغي مقابلة كل ما يقدمه بهذا الصلف والغرور والعنف لاننا حينذاك لن نجد مكانا نصطف معه الا موقع الشعب الفلسطيني الذي خرج في رام الله وخرج في غزة مدينا الإجراءات العقابية على غزة ومدينا لواقع الانقسام والانفصال الذي تدفع إليه غزة.

لم نسمع أي صوت من داخل السلطة يستنكر ما جرى في رام الله ولا من داخل حماس يستنكر ما جرى في غزة.. الأمر يعني ان هناك استهانة واضحة بكرامة الناس وحقهم في التعبير عن موقفهم

من الواضح تماما ان هناك خلل كبير في الساحة الفلسطينية وان هذا الخلل يسكن في قمة الهرم السياسي لشريحة القيادة السياسية الفلسطينية التي لا تجيد هذه الأيام إلا المناكفات والتشاحنات فيما بينها وتستخدم في السر والعلن كل ما يمكنها من إلحاق الخسارة بالأخر..

كل المؤسسات مع احترامنا لها ليست أقدس من الشعب وكل المنجزات السياسية ليست أكرم من الشعب وينبغي ان لا يقترب احد من كرامة الشعب الفلسطيني بأذى لأنه يمثل الأمة كلها من طنجة الى جاكرتا وسيجد هؤلاء الذين يستخفون بالشعب الفلسطيني ان رصيدهم يسير الى الصفر في قلوب الأمة ويبقى شعب الجبارين هو الأروع والأعظم والأكرم.. وسيأتيهم نبأه بعد حين.

اخر الأخبار