امرأة جاهلة لا تعرف الحُبّ

تابعنا على:   12:50 2018-06-20

عطا الله شاهين


نص المقال امرأة جاهلة لا تعرف الحُبّ

لا تلوم امرأةً جاهلة لا تفهم لغة الحبّ البتة، لا تستغربُ منها لأنها امرأة لمْ تغرق في حُبّ من قبل، كان ذلك في مستهلِ كلامها المختلط بهبلٍ وضخك لا يتوقف؛ حاولتُ أن أعلّمها لغة الحب، لكنني فشلتْ؛ أنا منذ زمن بعيد لا أجيد غير لغة الحُبّ، جلستُ على شرفة منزلي القديم، الذي ابتعته من امرأة هاجرتْ إلى دولة نسيت أسمها، حتى إنني بتّ أتكاسل لتصليح أي شيء في بيت أحببت السّكن فيه منذ وطأت قدماي أرضية حجراته القديمة، تذكرت كلامَ صاحبة البيت، حينما قالت لي: لا تعلّم امرأة جاهلة في الحُبّ أي شيء عن الحُبّ، لا تحبّ امرأة جاهلة في كل شيء، وحين ألتقيها في شارع فرعي أهربُ منها، فهي تظل تضحك حينما أكلمها عن الحُبّ، تذكرت صاحبة البيت حينما كانت تقول لي ما أصعب أن تتعرّف على امرأة لا تفهم لغة الحب..
فأنا صادفتها ذات مساء حينما ساعدتها في حملِ أغراض بالكاد كانتْ تحملها، لكنها ظلتْ تضحكُ حينها لأنني سألتها عن الحُبّ .. لم أعرفُ عنها أي شيء .. سألت عنها، فقال لي رجلٌ هرم : هي امرأة هبلة تركها والدها وهاجر وتربيت في بيت امرأة عجوز لتعتني بها، يبدو أن المرأة العجوز ماتتْ وبقيت هذه المرأة الهبلة في بيتٍ كل شيء فيه نظيف حتى مسكات الأبواب تلمع من كثرة تنظيفها هكذا قال الرّجُل الهرم، فتلك المرأة لا تعرف سوى تنظيف البيت ليس إلأ ..
فقلت بعدما عُدت إلى بيتي: عليّ أن لا أسمع كلمات صاحبة البيت، فلماذا لا أعلّم هذه المرأة الجاهلة الحب؛ وخطوت صوب الشرفة، ورحت أدّخن سجائري الفاخرة، فرأيتها تسير على الرصيف وتضحك، فقلت لها: ما الذي يضحككِ فردت كلماتكَ عن الحُبِّ، فأدركت بأن لا فائدة منها، فهي امرأة لا تفهم غير حياة التّعب، فقلت لها: أتدرين ما معنى الحُبّ فردت كلا، وسارت في طريقها، أما أنا فجلستُ على أريكتي، وقلت ما أصعب الإنسان أن يعيش بلا حُبّ، كتلك المرأة الجاهلة والهبلة التي تسير وتضحكُ مع نفسها.. هذا كان قبل عقود مضت، أما الآن فهرمتُ، لكنني تذكّرت ضحكاتها الهبلة ..

اخر الأخبار