أضواء على الصحافة الإسرائيلية 2018-7-15

تابعنا على:   11:31 2018-07-15

أمد / المجلس الوزاري يجتمع، اليوم، لتقييم الأوضاع في الجنوب
إسرائيل تقصف القطاع بعد فترة وجيزة من الإعلان عن وقف إطلاق النار مساء أمس
تكتب صحيفة "هآرتس"، أنه بعد حوالي ساعتين من إعلان وقف إطلاق النار مع حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، سمعت صافرات الإنذار في منطقة المجلس الإقليمي اشكول. وأفاد الجيش الإسرائيلي لاحقاً بأنه حدد إطلاق قذيفتي هاون من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، وأنه قام بمهاجمة منصة إطلاق الصواريخ. وفي وقت لاحق، بعد الساعة الثانية فجرا، تم تفعيل صافرات الإنذار في منطقة المجلس الإقليمي شاعر هنيغف. وبعد حوالي 40 دقيقة، أعلن الجيش أنه كشف عمليتي إطلاق للصواريخ من القطاع.
وكانت القيادة السياسية الإسرائيلية، قد صادقت، أمس السبت، على شروط وقف إطلاق النار مع حماس والجهاد الإسلامي، والتي تمت صياغتها بوساطة دولية، بما في ذلك إنهاء الغارات الجوية في قطاع غزة. وقرر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، قبول الشروط من أجل وضع حد لإطلاق الصواريخ على البلدات الجنوبية. وأوضح مسؤول كبير في الجهاز الأمني أن "الحقائق على الأرض هي وحدها التي تملي استمرار ردنا". وفي وقت سابق، أعلنت حماس أنها وافقت على وقف إطلاق النار على الجنوب إذا توقفت الهجمات الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يثير الاتفاق معارضة في المجلس الوزاري المصغر، خاصة من قبل الوزير نفتالي بينت. فبينت، الذي عرض، مؤخراً، أمام نتنياهو، خطة شاملة لقطاع غزة، مقتنع بأن وقف إطلاق النار سيسمح لحماس بالاستمرار في تعزيز قوتها. وقال إن إسرائيل لن تكون قادرة على قبول التهديد للجنوب في أي حال، وبالتالي ستكون هناك حاجة لإجراء جولة أخرى من القتال في الأشهر المقبلة. وقال بينت الليلة الماضية "إن المعادلة التي تقول إنه بعد شهرين من الحرائق وإطلاق مئات الصواريخ على سكان غلاف غزة، تملي علينا حماس وقف إطلاق النار، هي خطأ فادح"، مضيفا أن "ضبط النفس يولد التصعيد". 
وفقا لما تنشره "يديعوت أحرونوت"، سيجتمع المجلس الوزاري، ظهر اليوم الأحد، لمناقشة التصعيد في الجنوب، بعد تلقي الوزراء، طوال نهاية الأسبوع، تحديث حول مجريات الأحداث.
وقالت الصحيفة إنه منذ بدء إطلاق الصواريخ ليلة الجمعة، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات مستمرة مع وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان غادي إيزنكوت وكبار مسؤولي الأمن. ويوم أمس، قال نتنياهو: "إذا لم تفهم حماس الرسالة اليوم، فإنها ستفهمها غداً. "وأضاف مصدر سياسي:" لقد تقرر القيام بإجراء عدائي ضد العدوان من غزة. وسوف تزيد إسرائيل قوتها بقدر ما يلزم. لقد وجهنا أشد ضربة لحماس منذ الجرف الصامد".
وقال وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس: "إن عملية الجيش الإسرائيلي القوية في غزة خلال اليوم الأخير تحول رسالة واضحة: إسرائيل لن توافق على أي نوع من الإرهاب والعنف ضد المدنيين والأراضي الإسرائيلية. لا صواريخ ولا قذائف، لا عبوات ولا طائرات ورقية ولا أي قواعد اللعبة تعني إطلاق النار على البلدات المحيطة بقطاع غزة."
وتكتب "يسرائيل هيوم" في هذا الصدد، أن رئيس الأركان، الجنرال غادي إيزنكوت، يعتقد أيضًا أن النشاط العسكري يجب أن يستمر في هذا الوقت. وخلال تقييم للوضع في كتيبة غزة، بمشاركة كبار ضباط القيادة الجنوبية، قال ايزنكوت إنه لا يوجد مجال لاحتواء إطلاق الصواريخ من غزة، وأن الهجمات ستستمر ما لم يوقفها أي تحرك سياسي.
وتحدث وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، عدة مرات أمس، مع مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملدانوف ونقل رسائل قوية إلى الجانب الآخر، قائلا إن إسرائيل لن تتوقف عن إطلاق النار طالما أن الطرف الآخر يواصل إطلاق الطائرات الورقية.
مصر وملدانوف عملا على وقف إطلاق النار
وتضيف "هآرتس" أنه طوال يوم أمس، تحدث مسؤولو الاستخبارات المصرية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملدانوف، مع ممثلي الجانبين في محاولة لتحقيق وقف إطلاق النار. وضغط المصريون على حماس لوقف إطلاق النار، بادعاء أن استمرار النيران قد يؤدي إلى رد إسرائيلي أكثر حدة وتصعيدًا شاملاً. وإلى جانب وقف إطلاق الصواريخ، طالبت إسرائيل أيضاً بأن توقف حماس إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت المنظمة قد استجابت لهذا المطلب.
ولوحظ في ساعات المساء المتأخرة، حدوث انخفاض في عدد الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، وعزت قوات الجيش الإسرائيلية ذلك إلى رغبة قيادة حماس في إنهاء القتال. 
وتم يوم أمس، إطلاق حوالي 190 صاروخا وقذيفة من قطاع غزة. وأصيب في بلدة سديروت أربعة مواطنين بجراح طفيفة، جراء سقوط قذيفة على منزلهم. وفي المقابل قصف الجيش الإسرائيلي عشرات الأهداف التابعة لحماس في القطاع. وقالت مصادر الصحة الفلسطينية أن القصف الإسرائيلي أسفر عن قتل الطفلين أمير النمرة (15 عاما) ولؤي كحيل (16 عاما) جراء استهداف منطقة الكتيبة غرب قطاع غزة. 
وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد رونين مانليس، فإن الهجمات في قطاع غزة، أمس السبت، كانت الأكثر اتساعًا منذ الجرف الصامد، في 2014، وقال إن قوات الجيش هاجمت 40 مرة على الأقل في قطاع غزة. مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي أصاب 40 هدفًا، بما في ذلك مقر كتيبة بيت لاهيا التابعة لحماس، وجميع بنيتها التحتية، ومستودعات أسلحة لقوات البحرية. وقال "سنرد بقوة كلما تطلب الأمر، ووفقا للتطورات، وسنزيد القوة ونستخدم المزيد والمزيد من الأدوات".
وورد أن الجيش هاجم بناية شاهقة في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال قطاع غزة. ووفقاً للبيان، فقد كان المبنى يستخدم كمرفق تدريب لحماس في منطقة مبنية، وتم تحته حفر نفق كان يُستخدم في المناورات القتالية تحت الأرض. وكتبت "يديعوت أحرونوت" أن هذه البناية تقع بالقرب من مسجد الشيخ زايد، وكانت تقوم فيها المكتبة الفلسطينية الوطنية، لكن حماس استخدمتها لتدريب قواتها على القتال في المناطق المأهولة، والسيطرة على المباني.
التصعيد بدأ بعد إصابة ضابط إسرائيلي 
وفقا لما تكتبه "هآرتس"، فقد بدأ التصعيد في القطاع، يوم الجمعة، مع إصابة ضابط إسرائيل بجراح متوسطة، جراء انفجار قنبلة تم رشقها خلال مظاهرات الجمعة. وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه باستثناء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، تم تنفيذ الهجمات واسعة النطاق رداً على "إرهاب النيران" (إرسال الطائرات الورقية والبالونات الحارقة)، فضلاً عن النشاط ضد قوات الجيش الإسرائيلي على امتداد الحدود. بما في ذلك إلقاء عبوات ناسفة وقنابل يدوية. 
وكان حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق من يوم أمس السبت، أن هجمات الجيش الإسرائيلي لن توقف أنشطة المنظمة. وقال عبد اللطيف القنوع، أحد المتحدثين باسم حماس في قطاع غزة، إن "تصعيد وتكثيف العدوان من جانب إسرائيل لن يفرض جدول أعمال جديد أو يوقف مسيرات العودة. لن تسمح قوات المقاومة لإسرائيل بمواصلة مهاجمة الشعب الفلسطيني وسنرد دائما." 
استشهاد طفل وشاب جراء أصابتهما بالنيران يوم الجمعة
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، أن أحد جرحى مظاهرات يوم الجمعة، توفي متأثرا بجراحه. ووفقاً لوزارة الصحة، فإن القتيل محمد ناصر شراب، 20 عاماً، أصيب بجروح بالغة يوم الجمعة، بنيران قوات الجيش الإسرائيلي، شرق خان يونس، وبذلك يرتفع عدد قتلى مظاهرة يوم الجمعة إلى اثنين، وعدد القتلى منذ بداية المظاهرات، إلى 139.
وكان الطفل عثمان رامي حلس (15 عاما) قد قتل بنيران الجيش يوم الجمعة، وأصيب حوالي 220 آخرين بجراح متفاوتة. وقد أصيب حلس بجراح بالغة إلى الشرق من مدينة غزة.
أضرار الطائرات الورقية، حوالي 12 مليون شيكل، لا تشمل الأضرار غير المباشرة
تكتب "يسرائيل هيوم" أن حجم الأضرار التي لحقت بالممتلكات في منطقة غلاف غزة، جراء الحرائق، تقدر، حتى يوم الخميس وقبل نهاية الأسبوع: بنحو 10-12 مليون شيكل حسب أرقام مصلحة الضرائب. ولا تشمل التقديرات الأضرار غير المباشرة للمصالح التجارية. وتضيف أنه تم حتى الآن تقديم حوالي 120 طلب تعويض إلى ضريبة الأملاك، وان الحرائق دمرت حوالي 6000 دونم من الأراضي الزراعية. 
وقال عضو الكنيست موشيه غفني، رئيس لجنة المالية في الكنيست، لسكان منطقة غزة إن اللجنة المالية على اتصال مع وزارة المالية وهيئة الضرائب، و "أن قضايا سكان غلاف غزة تحتل الأولوية في جدول اهتمام اللجنة المالية".
آلاف الإسرائيليين تظاهروا في تل أبيب ضد قانون القومية
تكتب صحيفة "هآرتس" أن الآلاف تظاهروا في تل أبيب، أمس السبت، ضد قانون القومية. وسار المتظاهرون من ساحة رابين إلى مركز ديزنغوف سنتر، حيث تحدث أعضاء كنيست وعدد من النشطاء المدنيين. ويأتي ذلك قبل يومين من الموعد الذي أعلنه رئيس الوزراء للتصويت على القانون في القراءتين الثانية والثالثة، الاثنين، قبل خروج الكنيست إلى عطلة الصيف.
وقال رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست أيمن عودة، في المظاهرة، إن المقصود "قانون يتلخص في دس إصبع في عيون خُمس المواطنين، نزاع وانقسام متعمد من أجل كسب المزيد من رأس المال السياسي لاستبداد نتنياهو". وبحسب عودة، "في الحكومة التي فقدت كل الخجل، والتي تخشى من ظلها، تسحق الأغلبية الأقلية، هذا تشريع عنصري، والفضاء الديمقراطي يواجه الخطر الدائم".
وتطرقت رئيسة حركة ميرتس، عضو الكنيست تمار زاندبرغ، إلى الوضع الأمني وقالت: "شاهدنا هذه الليلة ونهار اليوم ما يحدث عندما لا يكون لدى الحكومة أي حل لغزة - كل ما لديها هو طرح قوانين عنصرية - قوانين سموطريتش. آخر ما تحتاج إليه إسرائيل هذا الأسبوع هو القانون الأساسي: العنصرية، التي صيغت في الظلام، في الصفقات وثني الأيدي، بين أكثر أعضاء الكنيست تطرفا".
وهاجمت ميسم جلجولي، من قيادة حركة "نقف معا"، الحكومة، وقالت إنها تستخدم قانون القومية كوسيلة للهروب من التعامل مع المشاكل الاجتماعية الحقيقية التي تهم الناس في إسرائيل. "هذه الحكومة ليس لديها حلول للمسنين والمعوقين، وهذه الحكومة ليس لديها حلول لأزمة السكن، وللأجور المنخفضة للعاملين الاجتماعيين والمعلمين والممرضين، فماذا تفعل؟ تبحث عن خلق التصعيد – عن الشجار مع المواطنين العرب من خلال قانون القومية، وأيضا من خلال القصف في غزة وجرنا جميعا إلى المواجهة".
وقال الناشط الاجتماعي أفي يالو، إن "هذا القانون يسعى إلى إضفاء الطابع المؤسسي على العنصرية الموجودة اليوم في المجتمع الإسرائيلي، والفصل بين مختلف المجموعات السكانية، وإيجاد وضع لا يخجل فيه الناس من عنصريتهم. بعد أن يمر هذا القانون، لن يخجل الناس من التمييز ضد العرب، المهاجرين الروس أو أي مجموعة أخرى".
وقالت المديرة العامة لحركة "سلام الآن"، شاكيد موراغ، إن القانون "يسعى إلى تغيير قواعد اللعبة وخلق ديمقراطية لليهود فقط، ليهود من النوع الذي تريد الحكومة اليمينية رؤيته هنا – أولئك الذين يرفضون السلام، ويكرهون العرب، ويقصون النساء، ويطردون الأجانب ويلاحقون المثليين".
وقالت حين أريئيلي، المديرة العامة لمنظمة المثليين، أن المظاهرة تخص كل الجمهور الإسرائيلي. "النظام الحالي لا يأخذنا في الحسبان - لا يريد مثليي الجنس، لا يريد العرب، لا يريد الأثيوبيين، ولا يريد الديمقراطية! إنه اعتداء على القيم الديمقراطية التي تسمح لنا بأن نعيش حياتنا كما نحن. إنه صراع من أجل حياتنا".
ووصف الحاخام جلعاد كاريف، المدير العام لحركة الإصلاحيين، القانون بأنه "حقير". وقال "حسابنا الحقيقي هو مع المسؤولين المنتخبين الذين يعرفون في خفايا قلوبهم مدى الضرر الذي يلحقه قانون القومية بكتاب القانون الإسرائيلي، لكنهم يواصلون الصمت."
وقالت رونق ناطور، المديرة العامة المشاركة لجمعية سيكوي: "جئنا إلى هنا اليوم لنقول للحكومة إننا سنواصل بناء المستقبل المشترك والمتكافئ الذي يطمح إليه الكثير منا. نحن هنا اليوم لنقول لهذه الحكومة بأنها لن تنجح في أي تشريع يجعل هذا المكان وطنًا حصريًا لليهود".
مقالات
ارتفاع النيران في الجنوب يتزايد، ولكن ليس من المؤكد وقوفنا على أبواب عملية حربية
يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس"، أن الجولة الحالية من الضربات على حدود قطاع غزة، لا تبدو في الوقت الراهن، بأنها الطلقة الأولى في حرب أخرى بين إسرائيل وحماس. غنها تبدو كمحاولة إسرائيلية لفرض قواعد أخرى للعبة في الجنوب، موازية للمفاوضات غير المباشرة بين الأطراف التي توسط فيها المصريون. ومساء أمس، السبت، أعلنت حماس والجهاد الإسلامي وقف إطلاق النار، لكن لا يزال من غير الواضح كم من الوقت سيستمر.
حقيقة وقوع عدد قليل نسبياً من الضحايا نتيجة هجمات القوات الجوية في قطاع غزة، وأن حماس تركز معظم قذائفها الصاروخية على الدائرة الأولى - المجتمعات المجاورة لقطاع غزة - تشير إلى أن إسرائيل وحماس ما زالتا تفرضان قيودا على نفسيهما، وتمنعان حاليا التدهور نحو حرب واسعة. استمرار التدهور يعتمد، أيضا، على عدد الضحايا، مما سيزيد من الضغط على القيادات المتصارعة للموافقة على المزيد من التحركات الهجومية. على سبيل المثال، ما حدث مساء أمس، عندما أصيب أربعة من السكان جراء سقوط صاروخ في سديروت وقيام الجيش بقصف بناية في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال قطاع غزة، ما أسفر عن قتل صبيان.
الأحداث التي وقعت منذ يوم الجمعة، كانت جزءًا من التصعيد الذي بدأ في نهاية آذار، حول مظاهرات حماس كل جمعة على طول السياج. منذ ذلك الحين، لم يكن هناك هدوء كبير في القتال بين الجانبين. في الشهرين الماضيين، استبدلت الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة المظاهرات، لتصبح وسيلة الاحتكاك الرئيسي بين الفلسطينيين وبين الجيش الإسرائيلي.
لقد تراكم في إسرائيل قدر كبير من الإحباط في ظل عدم القدرة على وقف الحرائق، التي بلغ متوسطها حوالي 20 يوميا، في الأسابيع القليلة الماضية. على الرغم من أن الطائرات الورقية لم تتسبب في وقوع إصابات، إلا أنها تسببت في توجيه ضربة قوية إلى مشاعر الأمن لدى سكان المنطقة - وفي الوقت نفسه قوضت صورة حكومة نتنياهو كقوة تتعامل مع التهديدات الإرهابية.
عندما حاول الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار من خلال شن هجمات جوية عقابية على مواقع حماس، ردت المنظمة بإطلاق صواريخ وقذائف الهاون، وهي ظاهرة تكررت أربع مرات منذ نهاية أيار. لقد انحرفت حماس بذلك عن نهجها السابق: فطوال أربع سنوات تقريباً، منذ الجرف الصامد، تمتنع المنظمة، بشكل عام، عن إطلاق الصواريخ بنفسها. في بعض الأحيان، عندما كانت هناك حاجة لتحرير الضغط عن قطاع غزة، غضت الطرف عن إطلاق النار من قبل الفصائل الفلسطينية الأصغر. لكن حماس الآن، تتحمل المسؤولية الرسمية عن الهجمات. هذه هي "معادلة الردع" الجديدة التي تحاول إسرائيل كسرها الآن، من خلال الهجوم الهائل في اليوم الأخير. 
لقد توفر الحافز لهذا الهجوم بعد الحادث الذي وقع بالقرب من السياج، الليلة قبل الماضية، حيث أصيب نائب قائد كتيبة مدرعة بجراح متوسطة، جراء شظايا القنبلة اليدوية التي رشقوه بها. وقام الجيش الإسرائيلي، الذي كان يستعد للتصعيد منذ عدة أسابيع، بمهاجمة عدد من المواقع قبل الفجر، والتي كانت تستخدم لتنظيم الخلايا التي صنعت الطائرات الورقية المحترقة وقامت بتوزيعها. والأهم من ذلك، أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف، أيضاً، نفقين هجوميين بالقرب من الحدود، في الجانب الفلسطيني لقطاع غزة. هذا جزء من جهد مستمر لتجريد حماس من الأصول العسكرية، تمهيدا لمواجهة محتملة. في الأشهر التسعة الماضية تم الكشف عن 11 نفقاً وقصفها على جانبي الحدود، إلى جانب بناء الحاجز ضد الأنفاق التي سيتم الانتهاء منه في العام المقبل.
بعد بضع ساعات، وبعد أن ردت حماس بقذائف الهاون والصواريخ الهائلة، هاجمت القوات الجوية مرة أخرى، نحو 40 هدفا في قطاع غزة. وكان أبرزها مقر الكتيبة التابعة للمنظمة التي دمرت بالكامل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. لكن المنظمة قامت على ما يبدو بإخلاء مقراتها في الليل، بعد بدء الهجمات الأولى، ولم تكن هناك خسائر في قصف المقر. وبحلول المساء، تم إطلاق أكثر من 100 قذيفة هاون وصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وتم اعتراض معظم الصواريخ التي تهدد المناطق المأهولة بالسكان بواسطة بطاريات القبة الحديدية.
ولكن هنا أيضا، كان هناك بعض ضبط النفس من قبل الفلسطينيين، مثل إسرائيل. لقد ركز إطلاق النار على مناطق تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود. ولذلك، أطلقت قذائف هاون من عيار 107 ملم وكاتيوشا، وليس صواريخ كبيرة ذات مدى أطول. وأصيبت سديروت والمجتمعات الأخرى في المنطقة بقصف كثيف، لكن لم يتم إطلاق النار حتى الآن على المدن الكبيرة في الجنوب مثل بئر السبع وأشدود وعسقلان. في ساعات المساء المتأخرة، كان هناك انخفاض في عدد عمليات الإطلاق من قطاع غزة، وأكدت المنظمات الفلسطينية أنه تم تحقيق وقف إطلاق النار.
كل هذه الخطوات تتوافق مع ما يحدث في قنوات التفاوض. صباح أمس، بدأت المخابرات المصرية محادثات هاتفية مع أعضاء من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وشخصيات بارزة من حماس في محاولة لتحقيق وقف إطلاق النار. في الخلفية، تنضج منذ فترة طويلة، خطوة أوسع على نار هادئة. حماس تحتاج إلى تدفق الكثير من المال وتخفيف حرية الحركة في قطاع غزة. إسرائيل مستعدة من حيث المبدأ لمناقشة هذا الأمر، لكنها تشترط ذلك بحل مسألة أسرى الحرب والمفقودين الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، تتوقع حماس على الأقل الإفراج عن عشرات السجناء المحررين ضمن صفقة شليط، والذين أعادت إسرائيل اعتقالهم في الضفة الغربية في عام 2014. إن عدم إحراز تقدم بشأن هذه المسألة هو العقبة الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيف كبير في قطاع غزة.
في هذه الأثناء، يبدو أن المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية أوسع نطاقاً عالقة – وتواجه حماس ما يكفي من الضغط نتيجة الوضع في قطاع غزة، ولذلك تواصل إطلاق الطائرات الورقية والصواريخ، رغم معرفة قادتها بأن هذا قد يورطهم في حرب جديدة، قد يكون فيها الضرر الذي سيصيب قطاع غزة أثقل مما حدث هناك في "الجرف الصامد".
على الرغم من التشابه بين الفترتين، يبدو أننا لم نصل بعد إلى عتبة العملية التالية. إذا انهار وقف إطلاق النار الذي أعلنه الفلسطينيون مساء أمس، فمن المرجح أن يحاول الجيش الإسرائيلي تقديم عرض جوهري لقدراته: هجوم مركّز، معظمه من الجو، على أمل أن يثبت لحماس ثمن الخسارة إذا لم يتم تنفيذ الاتفاق. في الخلفية، سنسمع رئيس الوزراء والوزراء يطلقون تصريحات حربية، والتي إذا لم تترك انطباعا على حماس، فقد تترك بعض الانطباع على الساحة السياسية في البيت (بالمناسبة، لقد أدى التصعيد الأخير إلى إلغاء مسيرة تضامنية مخططة للمعسكر الصهيوني في منطقة غلاف غزة الليلة الماضية).

ومع ذلك، من الأفضل، في هذه الأثناء، ألا يتم الإفراط في الإعجاب بالخطاب الصقري لأعضاء الحكومة. عندما سعت إسرائيل إلى حرب في غزة في الماضي، كان رد فعلها أكثر قوة. ويكفي أن نذكر بالافتتاح المثير للجدل لعملية الرصاص المصبوب في كانون الأول 2008. في حينه أرسلت حكومة أولمرت - براك القوات الجوية لتفجير استعراض في حفل تخريج دورة لشرطة حماس في غزة. وقُتل حوالي 90 من أعضاء المنظمة جراء عملية القصف - وقدر العدد الإجمالي للقتلى في قطاع غزة في اليوم الأول من الحرب بـ 270. هذا العدد لا يزال بعيداً عن أحداث الأيام الأخيرة في غزة.
حماس فوجئت بقوة الرد، وتبحث عن وسيلة لتجنب المواجهة العامة
يكتب يوآب ليمور في "يسرائيل هيوم"، أنه بعد أربع سنوات بالضبط من عملية "الجرف الصامد"، كانت إسرائيل وحماس، في الأمس، على مقربة كبيرة من تجدد المواجهة في قطاع غزة.
التصعيد في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لم يكن له حافزا واحدا. بل كان نتيجة لتراكم الكتلة الحرجة على الجانبين: الطائرات الورقية والبالونات وسلسلة من حوادث إطلاق النار وتفجير العبوات الناسفة التي جلبت إسرائيل إلى حافة الاحتواء وضبط النفس، وتقليص النشاط على المعابر ومناطق الصيد، وهو ما أوصل حماس إلى نفس النتيجة.
في القدس وغزة، قالوا "حتى هنا" وسعوا إلى تغيير قواعد اللعبة باستخدام النار، ولكن من دون كسر الأدوات بالكامل. على الرغم من أن عطلة نهاية الأسبوع كانت عنيفة للغاية، فقد تم الحفاظ في إسرائيل وحماس على حدود واضحة. لقد كثفت إسرائيل بالفعل من الهجمات، بما في ذلك تدمير مبنى مقر الكتيبة وتدمير مرفق تدريب متعدد الطوابق، ولكنها تأكدت من تجنب وقوع إصابات في غزة قدر الإمكان. ومن جهتها، أطلقت حماس أكثر من 100 صاروخ، لكنها اهتمت بعدم تجاوز مسافة 10 كيلومترات، بحيث بقيت المراكز السكانية الكبيرة في الجنوب (عسقلان، أشدود، بئر السبع) خارج الصراع في هذه المرحلة.
ومع ذلك، من المعقول الافتراض أن حماس فوجئت بشدة الهجمات. لقد استعد الجيش الإسرائيلي للتصعيد المحتمل، وأعد سلسلة من الأهداف، بما في ذلك نفقين تم مهاجمتهما أمس. واستغرق الأمر بضع ساعات حتى انتعشت حماس، ولكن بمجرد حدوث ذلك، تأهبت للتصعيد. من هنا كان الجانبان على أهبة الاستعداد للتصعيد الذي لا يريدانه: حماس أدخلت قواتها في حالة تأهب قصوى، والجيش الإسرائيلي استعد وفقًا لذلك، مع إعطاء أولوية واضحة للنشاط الجوي (الطائرات المقاتلة في الجانب الهجومي وبطاريات القبة الحديدية في الجانب الدفاعي) وتجنب القيام بعملية برية واسعة النطاق (على الرغم من القوات الكبيرة الموجودة حاليًا في الجنوب، خاصة الفيلق 162 بكامله، والذي سيبدأ اليوم مناورات في المنطقة).
يعتمد تطور الأمور هنا على قدرة الأطراف على الانسحاب من المستوى العالي للإجراءات والتصريحات التي طرحوها أمس. هذا بالضبط ما يفعله المصريون، الذين بدأوا بالوساطة المكثفة بين الجانبين من أجل منع التصعيد. لقد وضعت إسرائيل ثلاثة شروط فورية لموافقتها على التهدئة: وقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات المحترقة، ووقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، ووقف النشاط الإرهابي على السياج. وحماس، من جانبها، تطالب بإعادة فتح المعابر بالكامل وبأن توقف إسرائيل هجماتها في غزة.
من المرجح أن إسرائيل لن تصر على طائرة ورقية واحدة، ولكنها لن تكون قادرة على قبول العودة التدريجية للواقع الذي حدث في الأسابيع الأخيرة في الجنوب. أولئك الذين يدعون أنهم لا يخرجون إلى الحرب بسبب الطائرات الورقية ولا يرسلون جنوداً ليقتلوا بسبب حرق الحقول، على حق، ولكن حتى تقرر إسرائيل ما تريده من غزة، يحق لسكان المنطقة الاستمتاع بصيف هادئ، حتى إذا تطلب ذلك عدة أيام من القتال.

 

اخر الأخبار