إكرام المواطن دفنه

تابعنا على:   02:39 2018-08-14

أمير المقوسي

تُعاني الدول العربية من التدخل الغربي السافر في سياساتها من منطلق حقوق الإنسان، أين هي حقوق الإنسان هذه في المعتقلات الصهيونية؟!!! وأين كانت حقوق الإنسان في المعتقلات العراقية إبان احتلالها بشكل مباشر بعد هدم النظام البعثي؟! وقبلها أين كانت في فيتنام وغيرها؟! وقبلها أيضاً أين كانت وقت احتلالهم المباشر للدول العربية والإفريقية؟! وقبل قبلها أين كانت حين تم القضاء على سكان أمريكا الأصليين؟!
وكان ومازال هذا التدخل موجود بصورة مباشرة أو غير مباشرة من أجل الحصول على الثروات المعدنية وغيرها أو المكاسب والإمتيازات السياسية من قِبل المستعمر القديم الجديد ولا قيمة لسيادة الدولة أو للمواطن عندهم.

ونشاهد الأن تدخل اسرائيل وعقيلتها امريكا من خلال مؤسسات الأمم المتحدة المنتشرة في الدول المكلومة وتفرض سياساتها من أجل تأمين وجودها وفرض سياساتها.

المواطن العربي بعد ما يُسمى بــ "الربيع العربي" تحمل ويتحمل نفقات الصراعات بين المتشددين والأنظمة ويدفع تكاليف الحرب في الأماكن التي استقرت نوعاً ما والتي لم تستقر تماماً حتى اللحظة.
وهناك مثالان نراهما كشهود عيان وهما:-
الأول:
يتمثل في تصدي مصر للمؤامرة تحت قيادة استخباراتية وعسكرية حكيمة اخرجت مصر من الأزمة دون إراقة أي نقطة دم مصرية.وفي تونس تراجع حزب النهضة الإخواني خطوة للوراء وترك الحكم للسبسي وحزبه وبذلك قد انقذا البلد من تدهور اكثر من التي هي عليه الأن.
والثاني:
الحرب الدائرة في سوريا العربية بين نظام ومعارضة متشددة بوجود حلفاء لكل طرف ونشاهد يومياً الدم السوري على الطرقات.وفي اليمن أيضاً بين حكومة ورئاسة لهما شرعيتهما ونظام حوثي يحكم هو الآخر والضحية في النهاية من؟ إنه المواطن للأسف، فهو الذي يجوع ويمرض ويُقصف ويُقتل يموت.

وهنا في فلسطين وخصوصاً قطاع غزة حالتنا فريدة من نوعها بسبب الإنقسام الحالي الذي مر عليه احد عشرة عاماً دون حل، اما آن الأوان أن نتوحد من أجل انقاذ القضية والمواطن ؟!
ونحن في قطاع غزة كمواطنين نتحمل ونعض على جراحنا بالرغم من قساوة ما نعانيه من بشاعة الإنقسام وأثاره ومن العدوان الصهيوني الغاشم علينا ولكن السؤال؛ إلي متى وكيف سنتحمل؟!
المواطن هُنا لا يريد إلا الشرعية والوحدة كي ينعم بالحياة قليلاً ويشعر بأداميته، وليعلم الساسة والعسكريين أن المواطن يموت كل لحظة حيرة، ومرض عضوي ونفسي، وألم، وفقر، وحاجة، وذل، وقهر في مواجهة الحياة.
فليتفق الجميع ويدفنوا الإنقسام وأثاره أو يدفنوا "الميت" المواطن.

اخر الأخبار