سيدتان تحولان الريحاني من الفقر إلى المجد

تابعنا على:   16:04 2018-08-18

أمد/ كان الفنان الراحل نجيب الريحاني شابا فقيرا، عانى كثيرا في حياته، خاصة بعد طرده من عمله كموظف بشركة في صعيد مصر عام 1910، ولكنها كانت فرصة ليتبع شغفه في مجال التمثيل، فلم يستقر مع فرقة مسرحية واحدة، لكنه تنقل من فرقة متواضعة، لأخرى مع جورج أبيض، ثم أسس فرقة مع ستيفان روستي وعزيز عيد وتركها، حتى التحق بمسرح "الايبي دي روز".

كان عمله حينها في عام 1917 أن يظهر في نمرة خفيفة الظل بدور صامت، فضاق الريحاني بهذا التمثيل الصامت، واقترح على صاحب المسرح أن يقدم اسكتشات تمثيلية حقيقية، ولكن الخواجة صاحب الملهى الذي به المسرح، لم يقتنع بهذا الرأي.

سيدتان تحولان الريحاني

 

 

 

 

كان لصاحب الملهى زوجة بارعة الجمال، يقول عنها الريحاني في مذكراته: "إنها أجمل امرأة في القطر المصري"، وقد أحبت هذه المرأة الفاتنة، الممثل الشاب نجيب الريحاني، ولكنها لم تصرح له بذلك، وحاولت مساعدة نجيب فألحت على زوجها الخواجة بقبول فكرة نجيب.
كانت فكرة نجيب أن يمثل دور عمدة في الريف يزور القاهرة بعد أن يبيع محصول القطن، ويملأ جيوبه بالمال، فتسحره ملاهي القاهرة وفتيات المراقص، فيخسر كل نقوده ولا يجد معه أجرة القطار الذي يعود به، وهكذا ولدت شخصية"كشكش بيه"، عمدة كفر البلاص.
سيدتان تحولان الريحاني
خطرت فكرة شخصية "كشكش بيه" للريحاني من خلال عمله مع عمد الريف، فكثيرًا ما كان يلتقي بهم خلال عمله بالبنك الزراعي، عندما كانوا يترددون عليه للحصول على قروض، بعد فقدهم أموالهم أو تعرضهم للاحتيال في المدينة، وكانت هذه الديون تسجل كدين يُخصم من ثمن المحصول أو تسدد بعد عودتهم إلى قراهم.
ويقول الريحاني في مذكراته عن شخصية "كشكش بيه": "خطر ببالي أن ابتكر شخصية عجوز شهواني، محبوب لطيبته وسذاجته، ومرحه وشغفه بالحياة، يرتدي الجبة والعمامة والقفطان، وقد وفد حديثا إلى القاهرة من الريف، ومعه الكثير من المال، والتف حوله الحسناوات لماله، ويضعن ماله ويتركنه مفلسا، فيعود إلى قريته نادما".
سيدتان تحولان الريحاني
أنهى الريحاني عروضه في هذا الملهى سريعا ولكن ظلت زوجة صاحب الملهى تلاحق نجيب بعواطفها بشكل أثار غضب زوجها، فترك الريحاني الفرقة، ليعمل في مسرح آخر، بعيدا عن الزوجة المغرمة.
في ذلك الوقت شاء القدر أن يصادف الريحاني حبه الكبير الأول عندما تعرف على الممثلة الفرنسية الحسناء "لوسي دي فرناوي"، وكانت حينها تقدم أدوارا ثانوية في فرقة فرنسية على مسرح "كازينو دي باري"، وأحبها نجيب وبادلته الحب، وعاش معها "أجمل أيام حياته" كحد وصفه في مذكراته.
وحين عرفها كان قد ترك المسرح الذي يمثل عليه، وقرر إنشاء مسرح خاص لنفسه، واستغرق الهدم والبناء شهورا طويلة استنفذ فيها كل ما معه من مال، فقاسمته لوسي ما معها، وكانت رفيقة الجوع والحرمان، وكانت دائما ما تعينه على ما يمر به.
سيدتان تحولان الريحاني
انتهت أيام الفقر والجوع، بافتتاح الريحاني لمسرح "الإجيبسيانة"، الذي قدم عليه مسرحياته الاستعراضية، والتي كان اولها "حمار وحلاوة" والتي حققت نجاحا كبيرا وقتها، وذاعت شهرة "كشكش بيه" وتدفق الكثير من المال إلى جيبه.
وقال الريحاني عن زوجته لوسي في مذكراته عام 1921: "إنها قدم الخير، وقدم السعد، وبعد أن عرفتها سعى إلى المجد والشهرة والمال، وربحت الألوف، وانتقلت إلى شقة جديدة فاخرة، واستأجرت في نفس الوقت ذهبية في النيل، وجناحا في فندق هليوبوليس بالاس..وعشت كـ هارون الرشيد".

اخر الأخبار