ميتشجن والإخوان

تابعنا على:   13:53 2018-09-15

عمرو عبدالسميع

أعتنق ما تعلنه الدولة المصرية عن أنها لا تحارب أو تواجه إلا من يرفع السلاح فى وجهها من الجماعات التى يزخر بها الفضاء المصرى وتتضاغط فيه، ومع ذلك فقد لفت نظرى مرشح أمريكى ليكون أول حاكم مسلم لولاية ميتشجن الأمريكية، وهو مولود فى أمريكا من أبوين مصريين، وهو طبيب ينتمى إلى الحزب الديمقراطي، وله حضور عام ربما أهم محطاته هى المشاركة فى إعادة بناء إدارة ديترويت الصحية، بعد أن واجهت الإفلاس، وتعتبر عائلة هذا الطبيب عبدالرحمن السيد جزءا من جالية عربية ومسلمة تبلغ نحو7 ملايين مسلم يتركزون فى عدة ولايات من أهمها ميتشجن.. إلى هذا الحد لا مشكلة ـ على الإطلاق ـ فى حكاية د.عبدالرحمن السيد، ولكن ما لفتنى وأثار شلالا من التساؤلات عندي، أن الذى يقوم بالدعاية لهذا المرشح ـ بالذات ـ هى مؤسسة (ميدل إيست آى) وثيقة الصلة بجماعة الإخوان الإرهابية، وبدولة قطر المساندة لقوى التطرف والعنف والمتورطة فى أعمال إرهابية، ولا تمر علىَّ تلك المعلومة مرور الكرام، صحيح أننى لست محققا قانونيا حتى أعرف إذا كان عبدالرحمن منتميا للإخوان أو متعاطفا معها أم لا، كما أن الارتباط بجماعة الإخوان ليس فعلا تم تجريمه فى المجتمع الأمريكى، ومازال وضع تلك المنظمة على قوائم الإرهاب أمرا مقتصرا على طلب قدمه 49 نائبا فى الكونجرس، ولكن هل هناك جهة ما تدقق وتفحص خلفية مرشح مثل د. عبدالرحمن السيد أم لا؟ وهل قيام (ميدل إيست آى) بتسويقه وترويجه هو مجرد صدفة ليس لها خلفية سياسية يؤيدها أو يحبذها الإخوان وداعموهم فى قطر؟ وهل يمكن أن تندفع مؤسسة إخوانية أو قطرية إلى تأييد مرشح لمنصب بهذه الخطورة دون أن تكون لذلك أبعاد سياسية؟ ثم ما علاقة هذا المجهود الإخوانى والقطرى بعمليات اختراق الإدارة الأمريكية، بدءا من جون ماكين (الله يرحمه) وصولا إلى باراك أوباما وتأثير ذلك على توجهات القرار السياسى الأمريكى؟ ثم إذا كنا نرتبط مع الولايات المتحدة بعلاقة استراتيجية ولا نراقب ونستقصى أسباب صعود مرشح إلى منصب رفيع كحاكم فى ولاية أمريكية مهمة فإن ذلك غياب غير مبرر.

عن الاهرام

اخر الأخبار