إما الموافقة أو الأبعاد أو القتل بأدوات من حولك

تابعنا على:   19:56 2018-09-19

عبد الحكيم السراج

عالم الشرق الأوسط غريب بتركيبته السياسية فقط، رغم وجود نفس اللغة والعقيدة إن كان إسلام أو مسيحي، قسمه الغرب في الماضي كما يحلو له لأسباب تجعله المسيطر على كل صغيرة وكبيرة بمعنى أنه هو صاحب الكلمة الاخيرة لأي قرار سياسي أو اقتصادي، وكان الزعماء العرب يوافقون حسب العرض والطلب ومن يرفض تكون النهاية غير صحية و أمثالها موجودة واخرها كان الشهيد الرمز ياسر عرفات وقبله الملك فيصل رحمه الله.

مقولتهم إما معنا أو ضدنا وعلى هذا الأساس كانت الأمور غير صحية لأغلب الدول ويستثنى منها أمثال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي كان يقول لا للغرب واستطاع بحكمته الفريدة أن ينشأ الاتحاد الإماراتي والمساهمة الفعالة لإقامة مجلس التعاون الخليجي.

اليوم وقد تغيرت مطالب الغرب، فأصبحت المطالب سياسية واقتصادية وعرقية ودينية لتتماشى مع مطالب المحتل الإسرائيلي.

إن قانون القومية الذي صدر مؤخراً ما هو إلا إثبات للوضع الجديد والتغيير في الدول العربية الذي يريدونه وبدون استثناء جاري على قدم وساق. أن صفقة القرن التي تنفذ ما هي إلا جولة من المخطط الكبير للشرق الأوسط الجديد بغض النظر عن من يقبله أو يرفضه من الزعماء، هذه الخطة التي سوف تقسم معظم الدول العربية إلى كانتونات عرقية ومذهبية وهذا الذي دأبت على صيغته وتطبيقه دولة المحتل في فلسطين في نهاية السبعينيات من القرن الماضي وكان يتمثل بروابط القرى ولكنهم فشلوا في ذلك الوقت نتيجة الوعي الكبير لدى الشارع الفلسطيني في ذلك الوقت.

ثم تابع النظام الغربي بتنفيذ المخطط الصهيوني في بداية الثمانينات بتصفية المقاومة الفلسطينية والتحالف مع أقليات لبنانية هناك ثم حرب العراق مع إيران وهنا بدأ التنفيذ الحقيقي للخطة الإسرائيلية على أساس عرفي وديني وبدأت لاحقا في العراق والان في سوريا ثم اليمن وأضافوا إليها ليبيا على اقامة كانتونات على اساس العرق لعدم وجود مذاهب عدة وكادوا أن يضيفوا مصر إلا أنهم فشلوا لإدراك القيادة المصرية التي أعادت الوحدة بين المصريين على أساس المواطنة وليس الدين، ولكنهم لم يقبلوا بذلك وتم فرض حالة الإرهاب الموجودة حاليا في مصر مع الاحتفاظ في نفس الوقت على المجموعات المصرية القبطية التي أنشئت في الولايات المتحدة الأمريكية في عهد مبارك والتي كانت تطالب بتقسيم مصر على أساس ديني، هذه المجموعات سوف تستخدم لاحقا في حال نجح الجيش المصري في دحر الإرهاب في سيناء.

إن الانتظار من الخلاص من المشكلة الفلسطينية ليس هو المطلوب نهائيا لان مطالبهم أكبر بكثير، ان تغيير عباس أو غيره لا يغير من الخطة الكبرى والتي تدار من تل أبيب وتنفذ القوى الغربية على جميع المستويات والمناطق.

بدون الحفاظ على الإنسان العربي وجعله يكون الحامي الأول لوطنه وزعيمه إن كان ملكاً او رئيس، سيكون أي زعيم معرض للابتزاز والأبعاد وربما القتل ليس من شعبه وإنما من القوة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بتعليمات هذا المحتل من خلال أذرعه .

انظروا الآن كيف يقتل الإنسان العربي بأدوات تحت مسميات دينية خالصة وبأيدي عربية ومسلمة بامتياز والتي تدعي الإسلام وإقامة الدولة الاسلامية، كم مواطن مسيحي ومسلم قتل على أيدي هؤلاء بكل عنف وازدراء وهم يعرفون أن الأقصى بيد محتل، فمن هم ومن ورائهم يدعمهم بكل شيء.

اخر الأخبار