طقوس الشيعة في يوم عاشوراء تاجيج.للخلاف المذهبي

تابعنا على:   03:01 2018-09-22

محمد جبر الريفي

غضب الشيعة الذي يتكرر في الاحتفال بيوم عاشوراء من كل عام كطقوس دينية وفيه مظاهر عنف لجلد الذات الإنسانية بقسوة متناهية باللطم وبالضرب على الصدور والظهور وكل ذلك اعتقادا بضرورة التعبير عن التقصير الذي حصل في الدفاع عن الحسين بن علي بن أبي طالب وذلك بالحيلولة دون مقتله على يد يزيد بن معاوية الأموي .. مظاهر عنف لا يقرها الدين الإسلامي لأنها شكل من أشكال الشعوذة لا يقبلها العقل السليم ولا تنسجم مع أساليب التعبير في الحضارة الإنسانية المعاصرة التي وصلت بفضل التطور العلمي والتكنولوجي إلى مرحلة متقدمة من المدنية والحداثة.
واستمرار هذه الطقوس في يوم عاشوراء من كل عام هو في الحقيقة تعبير عن حالة الخلاف المذهبي في العالم الإسلامي والعمل على تجديده و تعميقه أكثر خاصة في الدول التي تقطنها أغلبية شيعية كايران والعراق وبعض مناطق في باكستان وجنوب لبنان .. لولا هذا الخلاف التاريخي العميق بين الذين تشيعوا لآل البيت وبين أهل الجماعة أي السنة لكان الموقف السياسي الإيراني في المنطقة المعادي للكيان الصهيوني العنصري وللولايات المتحدة الأمريكية الشيطان الأكبر كما يسميها الإعلام الحكومي الإيراني الرسمي أكثر قبولا مما هو موجود الآن في العالم العربي الذي تدين أغلب شعوبه بالمذهب السني حيث أن هذا الموقف السياسي الإيراني الثوري مقتصر في مسألة التأييد على القوى التقدمية واليسارية العربية وذلك من زاوية العداء للمشروع الصهيوني وللمصالح الامبريالية في المنطقة ..لولا الخلاف المذهبي الشيعي السني الذي يطغى على العامل السياسي لما كان ينظر إلى إيران اليوم وهي دولة إسلامية إقليمية كبرى من قبل دول الخليج العربية السنية على أنها العدو الرئيسي للأمة العربية وان التمدد الإيراني هو أخطر من الوجود الإسرائيلي ومن هنا كانت الأصوات الخليجية المتصهينة تصدح بأهمية التحالف مع الكيان الصهيوني ضد طهران وهو ما يتم الآن فعلا حيث خطوات التطبيع بين كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين مع الكيان الصهيوني العدواني تشهد خطوات سريعة ومتقدمة في وقت ما زالت القدس الشرقية محتلة والمسجد الأقصى المبارك الذي ارتبط بحادثة الإسراء والمعراج التي هي جزء من العقيدة الإسلامية يستباح.

هكذا فان العامل المذهبي بين السنة والشيعة إضافة للعامل القومي إيضا في تأجيج النزعة بين القومية الفارسية والقومية العربية أضعف كل منهما بشكل ملموس على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط إمكانية إيجاد إستراتيجية عربية إسلامية مشتركة تجسيدا لوحدة النضال ضد المشروع الصهيوني الأمريكي المعادي للأمتين العربية والإسلامية والذي بدأ تطبيقه الآن على مستوى القدس واللاجئين وهما من القضايا الجوهرية للصراع العربي الصهيوني.

اخر الأخبار