تأجيل "المركزي" ضرورة وطنية!

تابعنا على:   12:05 2018-10-17

كتب حسن عصفور/ بعيدا عن الموقف القانوني والسياسي من "مجلس المقاطعة" وما أنتجه من قرارات، يفترض أنها بلا أثر ولا قيمة ساسية سوى تكريس التخريب الداخلي في المشهد الوطني العام، لكن لا بد من مخاطبة رئيس المجلسين "الوطني والمركزي" الأخ أبو الأديب الزعنون، وكذا فصائل العمل المشاركة فيهما، بأن الضرورة الوطنية القصوى تتطلب وقف أي إجراء إضافي جديد يؤدي الى تعميق الكارثة الكبرى، الإنقسام..

بعضا من الهدوء لمراقبة التطورات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، بعيدا عن "الشخصنة السامة" التي يريد "مجمع الرؤوساء" محمود عباس ان يدخلها الى المشهد، بغير حسابات سوى البعد الذاتي..فلا يجب أن يرتهن مستقبل القضية الوطنية بموقف خاص لأي كان..

لا خلاف فلسطيني، صدقا ام كذبا عند البعض، بأن هناك رفض جماعي لصفقة ترامب، وأن تنفيذها الذي لم ينتظر فالتطبيق في القدس وقضية اللاجئين بدأ، وأن قطاع غزة والضفة تنتظر وقتا أو ذريعة ما للتطبيق، ما يمثل تصفية للمشروع الوطني خدمة للمشروع التهويدي، وتلك مسألة تستحق جدا، البحث عن المشترك العام، وليس تعميق المختلف العام، وأي إصرار أو عناد سياسي لن يكون سوى خدمة مباشرة لتلك الصفقة، وفتح الأبواب أمامها بعيدا عن أي بيان لساني كاذب..

فالتصدي للصفقة لن يكون بالعمل على تعميق عناصر الإختلاف، ولم يعد سرا أبدا، أن المجلس المركزي كما الوطني، لم يعد معبرا عن الكل الوطني، بل بما هو عليه الآن مثار خلاف ملموس، ولقطع الطريق على أي إستغلال سلبي فالضرورة تقضي تأجيل الإجتماع القادم، والبحث عن آلية عمل تعيد الإعتبار لما تم الإتفاق عليه في لقاء بيروت يناير 2017..

المسؤولية الوطينة تقتضي العمل على ردم كل مطبات يتم "إختراعها" للمضي بعيدا في خدمة تنفيذية للصفقة الأمريكية، التي تسير كما خطط لها، بعيدا عن "أطفال الزفة السياسية" الذين يدعون كذبا بأنهم "أسقطوا" تلك الصفقة، وهم بذلك الإدعاء الكاذب يقدمون هدايا مجانية لإستكمال التنفيذ بنشر الخديعة تلك..

تأجيل المجلس المركزي يمثل "رسالة إيجابية" ليس للجهد المصري فيما يتعلق بملفات "التصالح" و"التهدئة" فقط، بل للشعب الفلسطيني أولا، ان هناك ما زال بالإمكان فعل ما هو أكثر ضوءا من ظلامية باتت تسيطر على عموم المشهد الفلسطيني..

تأجيل المركزي هو خطوة نحو إعادة ترتيب آليات العمل لإستكمال ما بدأ في بيروت، نحو البيت الكبير للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير التي أصابها "عطب وعوار" سياسي وقانوني، دون المسارعة في إصلاحه فسيكون مصيرها موت بطيء لصالح بدائل تنتظر..

تأجيل المجلس المركزي، ليس نقيصة سياسية بل تعبير عن المسؤولية العليا، من أجل قطع كل الطرق والمنافذ التي يمكن تسلل العابثين منها لتخريب البيت الكبير.

تأجيل المركزي والبدء الفوري بلقاء وطني عام برئاسة أبو الأديب ورعاية الشقيقة الكبرى مصر، هو مصلحة وطنية عليا..

دون ذلك فكل أهداف العدو القومي ( أمريكا والكيان وبعض أطراف معلومة) ستبدأ تؤتي أكلها السياسي، ولن تقف كثيرا أمام صراخ البعض أو "جعجعة" البعض الآخر، انهم أسقطوا أو سيسقطوا "صفقة ترامب"..

المسؤول هو من يعلم كيف تكون المسؤولية الوطنية زمنا ومضمونا..من لا يرى في تأجيل المركزي مسؤولية وضرورة فهو يساهم عمليا في تحقيق كل أهداف الصفقة، وعندها لا مجال للندم الوطني!

ملاحظة:  أمريكا أقامت الدنيا ولم تقعدها نتيجة غياب صحفي سعودي، لكنها تصاب بصمت مطلق نحو مواطنة أمريكية مختطفة داخل مطار تل أبيب فقط لأنها ترفض عنصرية الكيان..غباء البعض العربي نعمة أمريكية!

تنويه خاص: لغة "الردح السياسي" بين أطراف القوى في الكيان تستحق الدراسة..معقول أي حاكم أو نص أو ربع أو ذنب حاكم في بلادنا المعطوبة يمكن يتحمل كلمة منها..أوووف شو ممكن يصير!

اخر الأخبار