الرؤية الشرعية والغير شرعية

تابعنا على:   17:49 2018-10-21

أمنة الدبش

لا تسقني ماء الحياة بذلة، فاسقيني بالعز كاس الحنظل ظهرت في الآونة الاخيرة بالحالة الفلسطينية علي السنة قيادات وسياسيين وإعلاميين وعلي مواقع التواصل الاجتماعي كلمتين هما "شرعية" " وغير شرعية" إنهما ليستا مترادفتان لمسمى واحد بل تطابق في الروح والدم وتضاد منفصل في الاتجاهات الفكرية وايجاز غير مشروع من كلا الاتجاهين.
 
ربط غير متكامل ومتجانس تربطه تعارض يمثله ارادة شعب ناضل طوال سنوات حياته من أجل البقاء والحرية، نحن لسنا أحرار في وضع نظريات قائمة علي كشف الفجوات الموجودة في غزة بل مقيدون في قواعد تفرضها علينا الحكومتين.
 
• الحكومة الشرعية في رام الله والحكومة الغير شرعية في غزة.
 
كثير من التعقيدات تسود المشهد السياسي الفلسطيني الحالي بين الحكومتين ربما  تتبعه انفصال سياسي وجغرافي واداري، وأصبحت الحالة الفلسطينية أمام اقليمين منفصلين عن بعضهما، في كل منهما حكومة وسلطة وادارة خاصة.
 
وبين الإقليميين حرب إعلامية ساخنة واعتقالات علي خلفيات سياسية امتدت إلى صراعات علي مشروعية التمثيل وشرعية القيادة.
 
- سيطرة حماس علي غزة غير شرعية وتمت بقوة السلاح لهذا تم تصنيفها من الناحية الدولية والقانونية بانها سيطرة غير شرعية، برغم انها حققت فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية مطلع عام 2006م.
 
- حركة فتح في رام الله الشرعية اعتبرت ما يجري في قطاع غزة مؤامرة علي فلسطين ، وأن الممثل الشرعي والوحيد لشعبها هي منظمة التحرير الفلسطينية وما بنى علي باطل فهو باطل، بينما تمارس الحكومة الشرعية سياسة الاقصاء للفصائل الرئيسة في منظمة التحرير الفلسطينية لصالح المطبخ السياسي ورؤية الرئيس.
 
هنا يقف الشعب الفلسطيني حائرا يتجرع المرارة والاسى وثنائية الموت والحياة بفعل طرفي الانقسام ، وبذلك لم تتوقف معاناته في حصوله علي حقوقه المشروعة التي لا تزال بعيدة المنال.
 
• ماهي الرؤية الشرعية والغير شرعية..؟ حسب اقوال الحكومتين.
 
أعلنت حكومة رام الله الشرعية رفضها لكافه المشاريع التي وصفتها بالمشبوهة في إمدادات الوقود القطري للأشهر المقبلة واعتبرت أي مساعدات لغزة خارج اطار الشرعية مشبوهة.
 
- فيما ان حكومة غزة الغير شرعية تقوم بتهريب الوقود إلى المناطق الخاضعة لهم ويتم توزيعها علي مراكزهم ومواقعهم من ثم يتم توزيع جدول الكهرباء علي الشعب المسكين المحاصر أربع ساعات وصل مقابل 16 ساعة فصل.
 
- الحكومة الشرعية في رام الله وصفت حرب2014م  نزاع عسكري بين اسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في القطاع وبهذا اعتبرت هذه الحرب " غير شرعية "، ولهذا لم يتم توثيق ملف الجرحى والشهداء بعد.
 
- الحكومة الغير شرعية في غزة ترفض التنسيق والتعاون الامني مع الاحتلال الذي استباح اعتداءات المستوطنين من دهس وقتل وحرق لابناء شعبنا العظيم.
 
• شرعية الحكومتين مطعون فيها وشعبنا يعيش في ظل سلطتين قمعيتين في غزة والضفة ‘واصبحنا بشرعية الغاب والحكم والسيطرة للأقوى.
 
هل أصبح مصير أبناء شعبنا في أقاويل وتصريحات الحكومتين الشرعية والغير شرعية..؟
 
هل أصبح مستقبل أبناءنا بالجامعات متوقف علي ما هو إدارة شرعية وغير شرعية..؟
 
 هل أصبحنا اضحوكة الحكومتين الكهرباء الشرعية والغير شرعية..؟
 
ماذا بعد..؟
 
أخذوا أرضنا ودنسوا كرامتنا ونهبوا أموالنا ورملوا نسائنا ويتموا أطفالنا وشردونا من بلادنا في المنافي والشتات ومازلنا نبحث..!!
 
زاد الاستيطان وضموا القدس ومازلنا ننتظر قرارات مجالس خاضعة لنفوذ امريكية إسرائيلية، خصموا مرتبات عوائل الشهداء والأسرى ولم نفعل شيء سوى الصمت، جاء قانون القومية فماذا نتوقع..؟ دخلنا مجددا في متاهات المصالحة إلى أين ذاهبون..؟ يتأمرون علينا لتمرير صفقة القرن ونحن لهم مؤيدون.
 
إن الضفة الفلسطينية باتت عقاراً خاصاً بفتح وأن قطاع غزة بات هو الأخر عقاراً خاصا بحماس تناسوا ما يعانيه شعبنا من حصار وبطالة وفقر وفلتان امني وغيرها من الجرائم جراء هذا الانقسام البغيض.
 
ماذا بعد يا سامعين الصوت وقارئين كلماتي .. غزة تموت..!!
 
ألا يحق للشعب الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى وحطم مؤامرات تجزئة جذوره أن يكون هو مصدر الشرعيات ولا توجد شرعية الا بحكمه إلا يحق للشعب أن يكون بصيره قراراته الشرعية وحقوقه المشروعة.. الا يحق له ان يتعالى بصوته المجروح الباكي ارحلوا عنا 
( فلا الضفة ملك لفتح ولا القطاع ملك لحماس ).
 
حان الوقت لإنهاء الانقسام الذي شكل وصمة عار في الحياة الفلسطينية وقسم شعبنا قسمين ( شرعية وغير شرعية ) حان الوقت لبناء البيت الفلسطيني وتقوية صفوفنا وتوحيد كلمتنا ووضوح مواقفنا وتعزيز جبهتنا الداخلية ولم شملنا واستعادة الوحدة الوطنية واستئناف لجنة الانتخابات المركزية لأعمالها في القطاع تمهيدا لانتخابات رئاسية وتشريعية جديدة لإعادة المؤسسات الفلسطينية علي أسس ديمقراطية ومهنية وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل لضمان مشاركة الكل الفلسطيني في صناعة القرار بعيدا عن الإنفراد والتفرد للخروج من مأزق ونفق الانقسام المظلم.

اخر الأخبار