راية وحطة وقمباز!

تابعنا على:   09:53 2018-11-03

كتب حسن عصفور/ بإحساس فطري بحثت عن أغاني فلسطينية شعبية، تعيد للتراث رونقه حضوره قيمته السياسية قبل الفنية، لتكون هي الحاضر العملي لشكل من اشكال "المقاومة الوطنية" للتآمرية المستمرة على القضية الوطنية الفلسطينية في ذكرى الإعلان المشؤوم.

نعم كان الفن الشعبي الفلسطيني، بأداء عديد من الفرق، خاصة فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، التي كانت أحد أدوات الكفاح في زمن الثورة ومنظمة التحرير، أداة فعل مقاوم، ردا خاصا على مرور 101 سنة على "إعلان بلفور" الاستعماري - الاستيطاني"، بعيدا عن البحث عن كلمات ومفردات تجرها غالبية القوى الفلسطينية، وبعض من يتذكره من دول العرب، بعد أن كان يوما حاضرا في طابور الصباح المدرسي في غالبية مدارس الأمة من محيطها الذي كان هادرا، الى خليجها والذي كان ثائرا وبات نقيضا.

الفن الشعبي الفلسطيني، كلمات وأداء يجسد تاريخ من الارتباط بالأرض وكل ما بها من تفاصيل، يجسد تلك العلاقة التي لا فكاك منها، مهما حاول البعض تمرير ما هو خارج التاريخ خنوعا وشعورا بالهزيمة.

تراث فلسطين الشعبي يحمل دروسا ليس لأهلها فهم صانعيه، وليس لأجيال جديدة منه فهم القائمين على تحديثه وحمايته من تزوير لم يعد بعيدا عن بني صهيون، بل هو رسالة لكل من غابت عنه روح الشعب الفلسطينيي وعمق حضوره في أرضه ووطنه، وكيف لها تجسيدها عبر رموز لا نهاية لها.

يرتبط الفلسطيني برايته الوطنية علما ارتفع فوق رايات الفصائل والأحزاب، هزمها في كل ميادين المشاركة، استمر رمزا لقضية وطن.

حطة بيضاء مرقطة بالأسود، كانت غطاء للرأس وإكمالا للزي الشعبي فأصبحت رمزا لثورة ولقضية، ودخلت تاريخ الأمم والشعوب بعد ان حملها الشهيد المؤسس أبو الوطنية الفلسطينية الخالد ياسر عرفات، لتصبح عنوانا لهوية، ومنها الى رمز تضامني عالمي مع فلسطين، فحيثما يكون التضامن الأممي تكون الحطة - الكوفية هي التعبير الأسمى مع قبضة مانديلا وكاسترو.

وتكتمل ثلاثية الرمز الوطني في الحضور الشعبي زيا وهوية بـ "القمباز"، ملبسا يمنح الفلسطيني هيبة وكبرياء، تغيرت الأحوال واختلفت المظاهر، ولم يختلف "القمباز" قيمة تراثية وطنية وشعبية.

يوم 2 نوفمبر، حيث أعلن وزير بريطاني "مشؤوم" ما سلب وطنا من شعب لتجمع صهيوني لخلق أداة مضافة استعمارية، عملوا طوال الوقت على تهويد ما يمكن تهويده، حتى وصولهم أخيرا الى سن قانون عنصري فاشي، لكنهم تناسوا ان هناك ما هو أقوى من التهويد، وأعمق من المساس به عبر أي قانون أو قرار، تراث شعب فلسطين في كل مدنه وبلداته، حيث التنوع والتميز العجيب، لكنه يجمع على تلك الثلاثية الساحرة " راية وحطة وقمباز".

وهروبا من بيانات "الملل السياسي" الفصائلية، والتي تصدر بشكل مبرمج تغيب عنها روح أهل الوطن، كان الفن السلاح الأقوى لشحذ الروح الإنسانية في مواجهة ذكرى الإعلان الاستعماري. فن يجيب على محاولات السرقة واللصوصية السياسية بأن التاريخ لا يبدأ بإعلان، ولن ينتهي مع قانون.

الثلاثية المقدسة "راية وحطة وقمباز" هي الرد، و" تلولحي يا دالية الوطن" فخرا وعزة وكرامة بعيدا عن الخانعين!

شعب فلسطين يؤكد لبني صهيون، من لا تراث له ولا فن له لا مستقبل له.

ملاحظة: كأن صفقة "التهدئة مقابل المال" بين حماس ودولة الكيان تطرق الباب الغزي..طيب بعد هيك صفقة وعلاقة "محبة" قادمة بينهم.. صحيح مين حيحرس الحدود!

تنويه خاص: نشر الكلام بأن مظاهرات "جمعة المشؤوم" أكدت قدرة الفصائل على التحكم بها دليل فشل مش نجاح، وهيك فقدت قيمتها الأهم بأنها قوة شعبية مش حزبية.. والفرق كتير كبير بينهما لو البعض بيفهم!

اخر الأخبار