كَذِبة

تابعنا على:   21:28 2018-11-04

أمير المقوسي

تتبعت الإشارات كصوفي مبتدء في رحلة انصهاره، كُنت كرأس بومة اصيخ السمع مفتشاً عنها في كل الإتجاهات حتى حددت مكانها، وساعدني في ذلك أيضاً نعيق غراب اعتز به على تحديد قِبلتها، فتوجهت إليها متوجساً وتطهرت، ووقفت مسلوب الإرادة في إنتظار خروجها من محرابها محاولاً اقناعها أن نقوم سوياً بإستكمال رحلة غيبية كنت أرى ملامحها في أحلامي ويقظتي.
وسيلتي في رحلتي كانت إمتطاء ظهر فهد كي أصل إليها قبل غيري، خارت قوة يدي وشقت الرياح صدري بسبب سرعته وجموحه، اُرهقت فترجلت عن ظهره وامتطيت صدفة سلحفاة فوصلت.
اُنهكت فجلست تحت شجرة، اهذب ما تبقى من لحيتي بعد أن هاجمتها الثعلبة بقشة من بقايا عش عصفور تطفل عليه متسللي الليل مثلما فعلت معها، متخيلاً كيف لي في أول جلسة لنا سوياً سأُهذب لها حواف كيس السكر قبل أن انتهك خصوصيته وافتحه كي اُحلي لها به مُر شايها؟
حياة نسجتها في خيالي وجسدتها، فتعايشت معها، تحدثنا سوياً، وتنزهنا، وتهاوشنا، وتناوشنا، مارسنا الحب بأعيُننا، واعتادت كفة يدي على التجمد بعد حريق سلامها، صنعت من شعرها المتساقط الذي لم تشعر به قط اعمدة لمستقبل تبين لي أنه صَّرْحٌ في الهواء.
والآن اُداعب ذَّنَب عقربة سوداء متناسياً أنها لدغتني وأنني ميت مُسجَّى، وكل ما يجول بخاطري وأراه ما هو إلا كَذِبة مثواها خيالي.


اخر الأخبار