وقف "عقوبات غزة" "شرط الضرورة" الأول!

تابعنا على:   10:38 2018-11-21

كتب حسن عصفور/ منذ "إعلان عباس" في مؤتمر المنامة أبريل 2017 البدء الرسمي في حصار قطاع غزة "شراكة" مع الشاباك الإسرائيلي، وحركة الإجراءات "العقابية" تتنامى مع أي موقف لا يكون وفقا لـ"مزاج" الرئيس محمود رضا عباس السياسي.

ورغم أن عدد من ممثلي "تحالف المقاطعة" أشاروا كثيرا الى أنه تم الاتفاق لوقف تلك الإجراءات، والانتهاء منها وإعادة "الحق الى أهله"، فما يتم عمليا هو توسيع نطاق تلك العقوبات، وكأنها أصبحت "مقدسة" لا يمكن المساس بها، بل لا يجوز الإشارة الى وجودها، حتى في سياق "الكذبة الكبرى"، المعروفة باسم "الخلل الفني"، التي حاول البعض تمريرها لتبرير انحطاطه السياسي لمصالح لم تعد مجهولة، لم يعد يسمح بها، واستبدالها بكذبة أكبر، بعدم وجود عقوبات، بل أن الرئيس حريص كل الحرص على تعزيز "صمود" أهل غزة.

بعض ناطقي تنظيم فتح (م 7) فقدوا حتى "ماء الحياء" الذاتي، وهم يعلنون ليل نهار كيف أن مواطني قطاع غزة يشيدون بمواقف الرئيس وحرصه على تعزيز صمودهم، ولا يمكن لأي عاقل أن يتعامل مع هكذا تصريحات سوى أنهم فقدوا كل ما لهم من مخزون "الحياء" السياسي، ولا نعرف كيف توصلت هذه الفرقة، التي غابت عن الوعي، الى ذلك الاستنتاج العبقري، بدعم "الغزازوة" لسياسات حصارهم، ومنذ عام ونصف، حصار رسمي وبقرار رسيم ومراسيم معلنة، وتوافق كامل مع جهاز أمن المحتلين.

قوى "تحالف عباس" السياسي، عليها ان تراجع مواقفها الذيلية للفرقة العباسية، وتعلن أن تواصل البقاء في سياق التحالف، مرهون بوقف كل أشكال حصار القطاع الذي أعلنته فتح (م 7) ورئيسها، خاصة وهناك قرار مجلس وطني بوقفها كليا، والإقلاع عنها وعدم استخدام حق المواطنين في "مناكفات حزبية"، الى جانب أن استمرارها يزيد من عمق الكارثة الإنسانية في غزة، ما ينتج عنه "كوارث اجتماعية" بدأت تدق كل مناحي الحياة العامة، مضافا انها تمثل مساعدة للمشروع الأمريكي - الإسرائيلي لتكريس الفصل المؤقت نحو الانفصال الدائم، بين جناحي "بقايا الوطن".

وتزداد السخرية أكثر، مع بيانات يصدرها أمين سر تنفيذية "المقاطعة" يطالب العالم بالضغط على إسرائيل لوقف "حصارها" لغزة، بيانات تكشف أن هؤلاء خارج سياق المنطق وباتوا مغيبين كليا عن حقيقة المشهد القائم في قطاع غزة، وربما يعتقدون أن تقارير مخبريهم لا تنطق زيفا ولا كذبا.

أن تصدق أطراف فرقة المقاطعة، بكل ألوانها، تقارير "الكذب الممنهج"، فذلك لأنهم يريدون تمريره وترسيخه ليصبح "قاعدة مقدسة" لحماية رئيسهم، الذي لم يعد له ما يحتمي به وطنيا سوى اللجوء الى مزيد من "مراسيم العقاب"، وبمساعدة صريحة من مؤسسات أمن دولة الكيان، مع الكذبة بأنه المعارض الوحيد لـ"صفقة ترامب"، بحيث أصبحت هذه وكأنها الخيمة التي يستظل بها كي يواصل كراهيته لغزة ناسا ومنطقة جغرافية.

حصار أهل القطاع، ليس عملا اجرائيا، بل هو فعل سياسي لا سابق له، يمثل أحد اهم عناصر تمرير صفقة "ترامب الإقليمية الكبرى"، ومنح دولة قطر "حضورا" تستغله لتمرير كل مشبوه بالتنسيق مع الطغمة الفاشية في تل أبيب، حضور ما كان له أن يكون في مشهد سياسي طبيعي.

وقف الحصار ورفع كل اشكال العقاب الجماعي ضد قطاع غزة، يجب أن يكون "شرط الضرورة" لأي لقاء مع فصيل عباس السياسي، ودونه يصبح من يلتقيهم جزءا من آلية الحصار بعيدا عن أي تبرير باسم المصلحة الوطنية العليا، فلا مصلحة تستبق هذا، مهما تفننتم في صياغة أكاذيب جديدة.

ملاحظة: أصاب القيادي محمد دحلان، في كلمته خلال مهرجان ذكرى الخالد، دعوته الرئيس عباس ان يحمل حقائبه ويأتي لقطاع غزة، خطوة لو تمت ستكون هي الرد العملي لرفض صفقة ترامب، والخطوة الأهم لردم رحلة الانقسام.. لكن لو كيف نترجمها!

تنويه خاص: دولة الكيان لم تهدأ بعد قرار الشركة الأمريكية " إير بي.إن.بي" وقف نشر إعلانات عن شقق المستوطنات، تعمل كيف ترد بالشراكة مع إدارة ترامب."مقاطعة" رام الله تكتفي ببيان بليد وتواصل كل علاقاتها مع المحتلين اقتصاديا.

اخر الأخبار