أصحاب الهمم ليسوا معاقين

بالصور والفيديو- "أطفال التوحد".. فئة مهمشة بغزة ومطالبات بـ"تسهيلات" للمراكز العاملة من أجلهم

تابعنا على:   18:26 2018-11-27

أمد - غزة- خاص- أحمد قنن: "أسير في خيالي، أداعب الرسومات بأطرافي، ألون اللوحة بألواني، توحدي ليس إلا هبة من ربي أبعدوا عني الأذى بربكم، أقول لكم إنني موجود فلا تسألوا عن حالي بل اسألوا عن مستقبلي، أنا طفل التوحد الدرب يناديني"، جملة استهلت بها عريفة الحفل حديثها، خلال احتفالية خاصة بأطفال التوحد أقيمت اليوم بغزة.

إسلام بركات مدير مركز الإرادة التخصصي للتوحد يقول: "نُنظم مثل هذه الفعاليات بهدف بث روح الفرحة في نفوس الأطفال، وحتى يعيشوا أجواء الهناء والسرور كأقرانهم من الأطفال العاديين، بالإضافة إلى أن يشعر أهاليهم بأجواء السعادة"، مؤكدًا ضرورة تسليط الضوء على هذه الفئة المهمشة والتي تعاني من عدم الاهتمام من قبل المجتمع الفلسطيني بشكل عام.

ويُضيف بركات في حديث  لـ "أمد للإعلام": "أطفال التوحد هم أصحاب همم وليسوا معاقين كما يعتقد البعض، ونحن بالمركز نلجأ لبرامج معتمدة دوليا، لذلك نلحظ وجود تحسن لدى الطفل"، مشيرًا إلى أن: "المركز حقق قصص نجاح كثيرة وموثقة، بحيث تم دمج 25 طفلًا بالمدارس العادية، علمًا بأن هذا الرقم يُضاهي المؤسسات الدولية التي تملك إمكانيات طائلة".

ووجه رسالة للمعنيين قائلًا: "يجب أن يكون هناك درجة أعلى من الاهتمام والتسهيلات للمراكز العاملة بالموضوع خاصة في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به القطاع"، مهيبا بكل من لديه حس إنساني بالوقوف إلى جانب هذه الفئة ذات الطاقات "اللا محدودة".

بدورها، توضح المشرفة والمنشطة هبة عوض "26 عامًا" أنه: "يتم تشخيص طفل التوحد من قبل دكتور مختص، ومن ثم يلجأ للمراكز ذات الاهتمام كمركز الإرادة، وبعدها يتم تقييم الطفل ومن خلال النتائج نبدأ بالعمل وفق خطة مدروسة شهريًا".

وتبين عوض لـ "أمد"، أنه يتم التعامل مع الطفل تدريجيًا حتى يكتسب عدة مهارات أبرزها: "المعرفية بحيث يتم تنمية المفاهيم المعرفية والعليمة واللغوية لديه مثل المجموعات الضمنية وتشكيل قاعدة ثقافية، بالإضافة للمهارات الحركية كالرياضة البدنية والعقلية كتقوية العضلات وزيادة التركيز والانتباه والتآزر".

وتكمل سرد المهارات لتقول: "نعمل على تعزيز مبدأ الرعاية الذاتية لدى الطفل كاللبس والأكل والشرب من خلال الاعتماد على الذات وصولًا للاستقلالية"، مستحضرة اسم أحد الأطفال اللذين أصبح لديهم تحسن ملحوظ إزاء ذلك ألا وهو محمد علي "6 سنوات" بحيث كان في بداية الأمر لا يقدر على الكلام والآن أصبح لديه القدرة على التعبير عن نفسه.

من جهتها تناشد منى الشنطي والدة الطفل عبد الرحمن "9 سنوات" والذي يعاني من اضطرابات التوحد، كل الجهات المعنية بمساعدة مثل هذه المراكز حتى يتسنى لها الاهتمام بالطفل بشكل يليق بقدراته، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة.

واستدركت لـ "أمد للإعلام "أن نجلها التحق بمركز الإرادة منذ حوالي سنة، مشددة على أنه تحسن بشكل ملحوظ خاصة بعد تفاديه معظم المشاكل التي كانت تواجهه لحظة قضاء أوقاته، منوهة إلى أن إدارة المركز على تواصل مستمر معهم للاطمئنان على الطفل وإرشادهم للتخلص من أي عثرات تواجههم.

يشار إلى أنه اختتمت الاحتفالية بتكريم الأطفال وذويهم وآخرين، وسط ابتسامة ارتسمت على وجوه الحضور، لاسيما وأن أجواء الفرحة كانت هي سيدة الموقف منذ بداية الحفل حتى نهايته.

اخر الأخبار