رسائل إسرائيلية

تابعنا على:   13:11 2019-01-13

افتتاحية الخليج الإماراتية

تتعمد «إسرائيل» المضي في القيام بالاستفزاز عل جبهتها الشمالية، وتحديداً في سوريا ولبنان لعلها تستطيع تغيير قواعد اللعبة لمصلحتها بعد أن وجدت نفسها محشورة في تحقيق أي هدف فعلي بعدما قررت موسكو إقفال الباب في وجهها إثر إسقاط طائرة «إيل 20» الروسية قبالة سواحل اللاذقية في 18 أيلول (سبتمبر) 2018 عندما قامت طائرات مقاتلة «إسرائيلية» من طراز «إف 16» بالتستر وراء طائرة الاستطلاع الروسية لضرب أهداف سورية في محافظة اللاذقية.

العدوان الذي قامت به طائرات «إسرائيلية» مساء أمس الأول على مواقع في غرب دمشق، حيث أطلقت ثمانية صواريخ من فوق الأجواء اللبنانية تم إسقاط معظمها باستثناء واحد أصاب مستودعاً قرب مطار العاصمة السورية، تزامن مع استفزاز جديد ضد لبنان كاد يؤدي إلى اشتباك مع الجيش اللبناني عندما أقدمت قوات الاحتلال على تركيب بلوكات أسمنتية على مقربة من السياج التقني متجاوزة الخط الأزرق مقابل مستوطنة «مسكفعام»، الأمر الذي أدى إلى استنفار وحدات الجيش اللبناني والقوات الدولية في المنطقة، ما اضطر «إسرائيل» في نهاية الأمر إلى نزع البلوكات. وجراء تكرار الاستفزازات «الإسرائيلية» التي تكررت خلال الفترة القليلة الماضية تقدم لبنان بشكوى إلى مجلس الأمن بعد تعمد دويلة الاحتلال انتهاك الأراضي اللبنانية براً وجواً واستخدام أجوائه منطلقاً للاعتداء على سوريا.

تحاول الحكومة «الإسرائيلية» من وراء هذه الاستفزازات والاعتداءات أن تؤكد أن الموقف الروسي السلبي منها، وتسليم سوريا منظومة صواريخ «إس 300» لن يردعاها، وباستطاعتها أن تواصل مخططاتها في الساحة السورية تجاه ما تصفه ب«الخطوط الحمر» (الوجود الإيراني في سوريا ونقل أسلحة إلى لبنان)، وأن «إسرائيل» قادرة على التصرف بما تراه «حماية لأمنها القومي».

لكن من الواضح أن «إسرائيل» لم تعد طليقة اليدين كما كان الحال في السابق، فالمستجدات في العلاقة مع موسكو التي ألغت التفاهمات السابقة مع تل أبيب، وتخلت عن «آلية التنسيق» التي كانت قائمة بينهما قبل إسقاط الطائرة الروسية، فرملت الحركة «الإسرائيلية»، ولم تعد طائراتها المقاتلة قادرة على أن تسرح وتمرح في الأجواء السورية كما كان الحال من قبل، بل أصبحت تتستر خلف سلسلة جبال لبنان الشرقية تفادياً لرصدها، ومن هناك تطلق صواريخها باتجاه الأراضي السورية.

أما بالنسبة للبنان، فهي تتعمد الاستفزاز على الحدود من خلال اختلاق قصة الأنفاق، أو إقامة السواتر الأسمنتية متجاوزة الخط الأزرق، ثم تعود لإزالتها من دون أي تصعيد في مواجهة الجيش اللبناني، أو القيام بعمليات عسكرية واسعة تدرك أنها لن تمر مرور الكرام، ولن تكون نتائجها في حساباتها، لكنها تستطيع مثلاً انتهاك الأجواء اللبنانية واستخدامها منطلقاً للاعتداء على سوريا لأنها تعرف أن لبنان لا يمتلك سلاحاً جوياً أو صواريخ أرض - جو يمكن أن تتصدى لطائراتها، وهي بهذا المعنى تشكل خاصرة رخوة لسوريا، ولا يمكن في الظروف الحالية سد هذه «الفجوة العسكرية».

التصعيد «الإسرائيلي» على الجبهة الشمالية محسوب وأهدافه واضحة ومحددة، لكنه لن يؤثر في مجرى ما يتحقق ميدانياً.

اخر الأخبار