جدل السياسة والمقاومة

تابعنا على:   10:41 2019-01-14

محمد جبر الريفي

مرحلة النضال السياسي السلمي التي بدأت بتوقيع اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني وصلت إلى طريق مسدود رغم التمسك بها من الجانب الفلسطيني لبلوغ مسعاه بتحقيق مشروع حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي رغم تنكر إدارة ترامب المتصهينة له والاستعداد لطرح تسوية تصفوية باسم صفقة القرن التي كثير الحديث عنها بدلا منه . .مرحلة سياسية تتسم بجمود عملية ما تسمى بالسلام مع الكيان الصهيوني العنصري لانها لم تحقق مأتم الاتفاق عليه في الاتفاقية المذكورة لأن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة جميعها لا فرق بينها كما يحلو لبعض المحللين السياسيين التمييز ما بين متطرفة ومعتدلة لم تتعاط كلها مع استحقاقات السلام العادل والكامل غير المنقوص الذي يحقق الحلول السياسية العادلة للقضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفي المقدمة منها قضيتي القدس واللاجئبن وهي دائما تنحاز للمشروع الصهيوني على حساب العملية السلمية والمشروع الصهيوني العنصري الذي يستقي أفكاره من الرواية إليهودية الخرافية لا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية على أرضه ويرى فيه اغيارا أي غرباء على ارض إسرائيل التوراتية أرض الميعاد كما يسمونها لذلك فشلت كل المفاوضات التي جرت طيلة ما يقارب أكثر من عشرين عاما مضت من التوصل إلى اتفاق سلام شامل وعادل وهذا لا يعني أن المعركة السياسية بيننا وبين الكيان الصهيوني قد انتهت انها مازالت مستمرة في المحافل الدولية خاصة في اطار العمل الدبلوماسي في الأمم المتحدة واللجان التابعة لها وتكسب كل يوم تأييدا مستمرا على المستوى الدولي لصالح الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية و بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقيه ولكن هذه المعركة السياسية محتاجة إلى من يساندها كباقي معارك التحرير في العالم فالمقاومة في فيتنام والجزائر كانت مستمرة تسير جنبا إلى جنب مع المفاوضات والحراك السياسي حتى خضعت واشنطن وباريس لمطالب الثورتين الفيتنامية والجزائرية في التحرر والاستقلال الوطني الكامل ...هكذا هي معارك التحرير دائما يترابط فيها جدل السياسة مع المقاومة والحالة الفلسطينية ليست استثناءا عن قانون الثورات الوطنية ضد الاستعمار الكولنيالي الغاشم .. الكيان الصهيوني هو كيان استيطاني واستعماري يحتل الأراضي الفلسطينية و الجولان السوري وأراضي من لبنان و في ظل سيطرة اليمين الفاشي على مقاليد الحكم فيه وبدعم من المجتمع اليهودي كله يمارس الآن أبشع الجرائم الوحشية وتمارس قواته الاحتلالية كل يوم في الضفة الغربية المحتلة اعدامات يومية بدم بارد على الشباب الفلسطيني لأي شبهة وآخر الإعدامات للشباب كانت مؤخرا في بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام وهذه الجرائم الوحشية من قبل جيش الاحتلال لابد من مقاومة مسلحة في مواجهتها حتى لا تصبح انتحارا للشباب المنتفض ومعادلة خاسرة في مسيرة الكفاح الوطني كما أن سياسة التعنت والصلف الإسرائيلي القائمة على ادعاء قوة الجيش الإسرائيلي المدعوم بالتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة التي درجت على ممارستها الحكومات الإسرائيلية سوف تستمر طالما بقى الوجود البشري الإسرائيلي بمعزل عن التهديد الأمني ..

اخر الأخبار