عبد الرؤوف المحتسب إبن الخليل

تابعنا على:   17:19 2019-01-21

حمادة فراعنة

عبد الرؤوف المحتسب مواطن خليلي بسيط، ولد بالخليل ويتمنى أن يبقى على أرضها وأحضانها وسط أهله وشعبه، وأن يموت فيها ويتطهر جثمانه بتربتها، مواطن بسيط يعيش خلال دكان بقالة يعتاش منها، ولكنه بالمعايير المبدئية والأخلاقية والوطنية والمالية، ليس بسيطاً، بل هو كبير قوي متماسك لم تهزه الملايين مقابل بيته وحوشه في مدينة الخليل القديمة . 

دفعوا له ستة ملايين أول مرة، ومن ثم عشرة، وارتفع المبلغ إلى ثلاثين مليون، وأربعين مليون دولار مقابل ثمن بيته وأخيراً ارتفع المبلغ إلى مئة مليون دولار، دققوا دفعوا له مئة مليون دولار ثمن منزله وحوشه في الخليل القديمة وليس هذا وحسب بل تأشيرات دخول وإقامة إما إلى أستراليا أو إلى أميركا حماية لحياته من المس أو الاغتيال أو الفضيحة، فضيحة بيع بيته إلى المستوطنين المستعمرين اليهود .
واكتشف عبد الرؤوف المحتسب أنه يُقيم على كنز، ولذلك يقول « سأحافظ على هذا الكنز من تراب الخليل وأرض فلسطين ولن أتنازل عنه، وقال لمحدثيه من الأميركيين اليهود الذين حضروا لعرض شراء البيت : ولو بأموال الدنيا، لن أخون بلدي وشعبي وأهلي، وبلهجته الخليلية قال : أكل خبزة وحبة بندورة وأعيش بكرامة وسط أهلي مرفوع الرأس، والذين استشهدوا لن يكونوا أكثر بسالة وشجاعة مني، وسأخلف لهؤلاء الأطفال أحفادي ما يستطيعون المباهاة والافتخار بجدهم عبد الرؤوف « .
هل يمكن للصهيونية ومشروعها الاستعماري التوسعي هزيمة هذا الشعب ولديه أمثال عبد الرؤوف المحتسب، لا والله، وحتى وإن طال الزمن وتبددت الجهود، وتبعثرت قوى العرب والمسلمين والمسيحيين، نتيجة المؤامرات أو الغباء السياسي أو الأنانية الضيقة، سؤال نوجهه لأصحاب الملايين بل وبعضهم المليارات ماذا يصنعون وماذا يقدمون لفلسطين وشعبها وقدس مقدساتها ؟؟ ماذا يفعلون بأموالهم وزكاتها إن لم تذهب لصالح الشعب الذي يحفظ كرامة مقدساتهم : أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، ومسرى سيدنا محمد ومهد السيد المسيح، هل يتوهمون أن قدسية مكة المكرمة مفصولة عن المدينة المنورة، وهل مكة والمدينة مفصولتان عن قدسية القدس ومعها الخليل مدينة أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وبيت لحم مهد السيد المسيح والقدس وقيامتها والناصرة وبشارتها، المبدأ لا ينفصل ولا يتقسم، فهو كل واحد متكامل من الأجزاء، وهذا ما يفهمه الفلسطيني أنه يدافع عن وطنه، وعن قُدس الأقداس وعلى كل ذرة تراب من أرض فلسطين التي لن تندثر أمام الغزاة المحتلين المستعمرين الأجانب .
كأردنيين، نقف بما نملك من الشجاعة والوعي والإمكانات المحدودة مع فلسطين، ولكن الأسى والمرارة نحو المليارات التي تم تبديدها، ملايين ومليارات من أموال العرب والمسلمين يتم تبديدها بما يتعارض مع مصالح العرب والمسلمين، وها هو مواطن فلسطيني يقول كل أموال الدنيا لا أقبل بها بديلاً عن الخليل والقدس وفلسطين، ألا يستحق هذا الشعب الذي يحتضن عبد الرؤوف المحتسب، نظرة تقدير ودعم وإسناد للحفاظ على هويتها الوطنية الفلسطينية، وقوميتها العربية، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية .

اخر الأخبار