نضالات الأسرى وتلبية الشعب

تابعنا على:   15:55 2019-01-23

خالد صادق

برؤية ثاقبة تدل على وعي كبير باستمرار الصراع مع الاحتلال الصهيوني بمراحل مختلفة ومتلاحقة, ربط المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأخ المجاهد أبو حمزة, بين عملية بيت ليد البطولية المزدوجة التي نفذها الاستشهاديان البطلان صلاح شاكر وأنور سكر وأدت لمقتل أربعة وعشرين جنديا صهيونيا, وإصابة نحو ثمانين آخرين بجراح متفاوتة, وبين ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني من قمع وتنكيل وعزل واعتداءات, وان مجابهة الاحتلال بكافة السبل ستبقى قائمة ومستمرة وهي نهج وثقافة ستتواصل ما دام الاحتلال قائما, والاحتلال سيدفع ثمن اعتدائه على الأسرى وتنكيله بهم, كما دفع الثمن في بيت ليد وديزنغوف والخضيرة وعسقلان والقدس وغيرها, ولن يستطيع أحد أن يوقف نضالات شعبنا ولو تحالف العالم كله مع هذا الكيان المجرم وتدافع للزود عنه.

أبو حمزة الذي تحدث في الذكرى الثالثة والعشرين لعملية بيت ليد البطولية قال ان سرايا القدس لن تترك الأسرى في سجون الاحتلال وحدهم ولن تتخلى عنهم ابدا، مشددا على أنه «لن يرتاح لها بال إلا بكسر قيدهم», وقضية الأسرى على «رأس أولويات» قيادة الجهاد الإسلامي التي تساندهم في معركتهم الشرسة ضد السجان», وعلى الاحتلال ان يعلم ان الأسرى خط احمر وقضيتهم على سلم أولويات شعبنا وفصائلنا وقياداتنا الفلسطينية, وإذا حاول الاحتلال المس بهؤلاء الأسرى الأبطال, فليعلم انه يلعب بالنار, وانه قد يتلقى ضربات موجعة, وقد يجره ذلك إلى الويلات, إنه عهد شعبنا مع أسراه, انه لن يتخلى عنهم ولن يتركهم في مواجهة السجان وحدهم, وان المقاومة عندما تستهدف اسر جنود الاحتلال, فهذا استجابة لرغبات شعبها الفلسطيني من اجل الإفراج عن كافة أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني, وفي سبيل ذلك مستعد شعبنا ان يدفع أي ثمن مهما كان باهظا, وفاء للأسرى الأبطال, والتزاما بالواجب نحوهم, وعرفانا بجميلهم وحقهم علينا.

نحو مائة أسير فلسطيني أصيبوا خلال اعتداء السجانين الصهاينة عليهم أول أمس, وهناك نحو عشرين أسيراً لم يعودوا إلى زنازينهم ولا زال مصيرهم مجهولا, وأعلن أسرى سجن «عوفر» إضرابهم المفتوح عن الطعام, وربما لا يدرك الاحتلال عواقب هذه السياسة العنجهية تجاه الأسرى الفلسطينيين, لكنها كفيلة بتفجير انتفاضه عارمة في السجون الصهيونية من شأنها ان تدفع الشارع الفلسطيني إلى الانفجار في وجه الاحتلال, لذلك ومن خلال فهمنا لعقلية وتفكير هذا الكيان المجرم, فأعتقد انه سيلجأ إلى الحوار والتفاوض مع الأسرى لنزع فتيل الأزمة قبل لحظة الانفجار, علما ان مجرد الجلوس مع إدارة مصلحة السجون الصهيونية مرفوض تماما لدى الأسرى حتى الآن, بسبب تنصل الاحتلال من التزاماته تجاههم, وبسبب الأسلوب القمعي والهمجي في التعامل معهم, وعدم الاستجابة لمطالبهم العادلة التي انتزعوها بنضالاتهم وتضحياتهم من مصلحة السجون الصهيونية, وبسبب الإصرار الغريب على الإطاحة بكافة التفاهمات بين مصلحة السجون وقيادة الأسرى.

فصائل المقاومة الفلسطينية تحركت سريعاً لمناصرة الأسرى, وبدأت الوقفات التضامنية تتفاعل في الكثير من المدن الفلسطينية, والأيام القادمة حبلى بالأحداث والمفاجآت ما لم يرتدع الاحتلال ويتراجع عن خطواته القمعية وعقوباته بحق الأسرى الفلسطينيين, ثم إن ما يشهده سجن عوفر هو مقدمة لما ستشهده باقي السجون التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيين, وكلما امتدت الأحداث إلى السجون الصهيونية الأخرى, كلما ازدادت الأمور تعقيدا, وتعاظمت فرص اندلاع انتفاضة الأسرى في وجه الاحتلال البغيض, يجب ان يعلم هذا الكيان المجرم ان الشعب الفلسطيني يراقب عن كثب كل الأحداث خاصة تلك التي تعنى بالأسرى, ويتفاعل معها وينتظر الأوامر بالانطلاق بانتفاضته المباركة, وهذا الأمر سيكون بإجماع فصائلي كبير, لأن قضية الأسرى والتضامن معهم والالتفاف حولهم عليها إجماع فلسطيني كبير, وكل فصيل يعرف دوره وواجبه الوطني في نصرة الأسرى والتضامن معهم, ولن يتخلى عن أداء هذا الواجب, فمعاناة الأسرى تجمعنا وتوحدنا, كما وحدتنا من قبل دماء الشهداء الأطهار وتضحياتهم في الميدان عندما تصدت المقاومة لعدوان الاحتلال.

التحية كل التحية لأسرانا الأبطال, والحرية لهم عما قريب بإذن الله عز وجل, ونحن اليوم نحيي عملية بيت ليد البطولية نترحم على شهدائها الأبطال صلاح شاكر وأنور سكر, هذان القمران اللذان أنارا سماء فلسطين بدمائهما الطاهرة, وأسسا لمرحلة جديدة من العمليات البطولية, مرحلة لا زال شعبنا يجني ثمارها حتى الآن ويتخطى بنضالاته كل العقبات وصولا إلى النصر والتحرير بإذن الله.

اخر الأخبار