خُدني إِلى الحُلُم
أحمد جمال دبدوب
خُدني إِلى الحُلُم
تَقَلبتُ في الفراشِ كثيراً، ولم أَنَمْ
أغلقتَ كل الشبابيكِ ، أطفأتُ كل الأنوار
أغمضتُ عينيّ وارتَخَتْ أعصابي ، لكّنني لم أَنَمْ
حاولتُ أن آخذكَ معي من اليَقَـظَة إلى النَومِ ، و فَشِلتُ
كَرَّرتُ المحاولة من جديدٍ ،
وكانت النتيجة نفسُهَا جسدي المُرهَق يكادُ يذوبُ حنيناً إِلى النومِ ،
العينانِ مَحتبِسَتَانِ بدَمعِ النَومِ ،
ومَعَ ذلك ، لم أُفلِحْ في أن آخذكَ بالجفنِ ،
في دفءٍ يَعْمُرُ القلب ،
في صُوَرِ الكائناتِ تَمُر يُّسترجِعُها العَقْلُ نَشِطاً ، مُتحفَّزاً ،
في رغبةٍ لاسترجاعِ صورٍ و كلماتٍ
و قُمتُ أُضيءُ النور
إِمتدَّت يداي إلى الورق والقَلم ،
السيجارة ... اشعلتُ سيجارة
بَدَأَ القلمُ يقومُ بواجبهِ اليوميّ ، المُعَذَّب الرائِع
كلّ يومٍ أعتصرُ من نفسي شيئاً ، أُسمَّك لَهُ
كلّ يومٍ أُحاوّل نبضاتي إلى حروفٍ ،
يصَـلُك دفئُها ، وكلّ ليلةٍ تأخُذني مَعَكَ إلى الحُلُمْ
لكّنكَ اللّيْلَةَ رَفضْـتَ دَعوَتي إلى الحُلُم ،
مُنْذُ متى كان ذلك؟
دقيقة … ساعة … ساعات ،
أَو أَكْثَرَ أَو أَقَلّ، فَهَلْ تَقبَل الآن ؟
خُذني مَعَكَ إلى الحُلُم ،
لِنَشْهَدَ شُروق الشمسِ سويّاً
وليُصبحَ كلّ الآخرين على خَير