خاص- هجرة "التعليم الخاص" واقع قاس تفرضه العقوبات على أهالي قطاع غزة

تابعنا على:   00:01 2019-02-12

أمد/ غزة-أحلام عفانة : يعيش قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات، أوضاعاً معيشية كارثية، إثر الانهيار الاقتصادي الخطير الذي يشهده خلال الأشهر الأخيرة، في ظل تحذيرات محلية ودولية من انهيار كافة مناحي الحياة في حال ظلت الأوضاع على حالها.
وأتمّ اقتصاد غزة المتأزم عامه الثالث عشر، فيما تتواصل الاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس بتعطيل تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع منذ أكتوبر عام 2017.
حياة أنهكها الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني، كلمات اختصرت واقعاً قاسياً يعيشه مليوني فلسطيني محاصرون في تلك البقعة الضيقة "غزة" التي باتت مكاناً غير صالحاً للحياة، آملين بإنقاذهم من المجهول الذي يقودهم نحو الهاوية.
تحديات متعددة يواجهها أهالي قطاع غزة أثقلت كاهلهم وأثارت ضجيجاً ورفضاً كبيراً، ومن إحدى مظاهر الوضع الاقتصادي المتدهور، وصوله إلى مرحلة ضياع مستقبل الأطفال التعليمي.
فالرواتب المتدنية ونقص السيولة المالية بغزة حرمت الكثير من الأطفال التحاقهم برياض الأطفال، والعديد من الطلاب استكمال تعليمهم في مدارسهم الخاصة، نظراً لعدم قدرة الأهالي على تسديد الرسوم، الأمر الذي دفهم إلى نقلهم لمدارس الوكالة "الأونروا" والحكومة.
قالت (ص. ع) لـ "أمد للإعلام ": "الرواتب التي نحصل عليها من حكومة غزة لا تكفي إلا لسد الاحتياجات اﻷساسية للحياة فقط، حيث إننا نتنازل عن كثير من الاحتياجات نظراً لغلاء المعيشة والراتب لا يكفي لسد جميع المتطلبات".
وأضافت: "هذا الأمر اضطرنا إلى تحويل ابنتي ريما من مدرستها الخاصة التي كانت متأقلمة فيها بشكل كبير، إلى مدرسة حكومية ذات بيئة جديدة وأصحاب جدد ومدرسين مختلفين ما أثر بشكل سلبي على نفسيتها إلى جانب ضعف نشاطها وتحصيلها العلمي".
كما اضطرت (ع. ز) بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في غزة، إلى نقل ابنتها البالغة من العمر (9 سنوات) من المدرسة الخاصة إلى مدرسة الوكالة "الأونروا".
ووصفت لـ "أمد للإعلام" مدى تأثير هذا الأمر على نفسية ابنتها وعدم تأقلمها مع الوضع والأجواء الجديدة، حيث إن عدد الأطفال يزداد عن مدرستها السابقة، وأسلوب المدرسين أيضاً يختلف، ما أدى إلى قلة تحصيلها الدراسي علماً بأنها من الطلبة المتفوقين.
وتعاني (ع. ع) من الوضع الاقتصادي الصعب في غزة الذي خلّف الفقر وعدم القدرة على توفير الاحتياجات الضرورية، خاصة مع بدء الموسم الدراسي وما يحتاجه من متطلبات لابنتها الكبرى تتضاعف مقارنة بباقي أشهر السنة، وكذلك توفير رسوم لتسجيل طفلتها الأصغر في رياض الأطفال.
وقالت لـ "أمد للإعلام": "كل ذلك جعلني أقف مكتوفة الأيدي تجاه تلبية احتياجات بيتي، وتلبية احتياجات أطفالي، خاصة أن الأطفال لصغر سنهم وجهلهم بأعباء الحياة لا يقدرون أو يلتمسون عذراً لوالدهم عند عجزه في تلبية احتياجاتهم".
وتابعت: "بعد تسجيل طفلتي في إحدى الروضات لم نتمكن من تسديد قسط من أقساط الرسوم فأبلغتنا إدارة الروضة برفضها لاستقبال طفلتي بعد شهر محدد طالما لم نسدد الأقساط كاملة، ما أدى بي إلى تغيير الروضة إلى روضة أخرى برسوم دراسي أقل نوعاً ما والدفع بالتقسيط، لكن ذلك أثر بشكل سيء على نفسيتها وأصبحت تكره الذهاب للروضة الجديدة".
ولدى (ف. ن) -التي تعيش في شقة سكنية صغيرة جداً- أربعة أطفال، حيث إن الوضع المادي الصعب أدى بها إلى عدم استكمال ابنها الكبير لدراسته في رياض الأطفال لعدم قدرتها على دفع الرسوم، متأملة بأن يتحسن الوضع في غزة وتعيده لاستكمال دراسته خلال السنة القادمة.
وأوضح (م. ع) أن حالهم لا يختلف عن كثير من أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ 13عاماً، مضيفاً "الأوضاع الكارثية التي وصلت لها غزة بفعل الخصومات التي طالت راتبي جعلتني غير قادر على سداد رسوم الروضة لطفلتيّ إحداهما في مرحلة البستان والأخرى في مرحلة التمهيدي".
وبعد أن خصمت السلطة الفلسطينية ما نسبته 50% من راتبه، أصبح غير قادراً على سداد الرسوم الدراسية لطفلتيه، ما اضطره إلى إيقاف دراستهما لحين تغيير الحال إلى الأفضل.
وطالب الأهالي بتسريع تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، من أجل إنقاذ قطاع غزة من حالة انهيار اقتصادي كامل قد تصيبه في ظل غياب الحلول وعدم وجود تغيير إيجابي وملموس يحسن من ظروف الحياة بغزة.

اخر الأخبار