صفقه القرن ليست خطه بل هي مسار سياسى متراكم ما قبل اوسلو

تابعنا على:   20:59 2019-02-17

عيسى أبو عرام

الدارس للسياسات الامريكيه ولا سيما الخارجيه منها يدرك بان تلك السياسات لا تخضع لمزاج رئيس يشغل البيت الابيض ولا لرغبات فريقه المساعد ، بل تصاغ علي اساس جمله من المصالح وتطلعات الدوله العميقه .

قد يقول قائل ان خطه صفقه القرن لا ينطبق عليها مفهوم القرار بالمعني الحرفي ، اقرب الى المبادره منها الى القرار ، لكن مادام تم الاعتراف بالقدس عاصمه ابديه لاسرائيل عبر قرار الذي هو جزء من صفقه القرن كما يقول الساسه الاسرائليون والامريكون  .اذن صفقه القرن قرار ،فعمليه صنع القرار في السياسه الخارجيه الامريكيه ، قبل اتخاذه يمر في اكثر من مرحله قد تستمر لسنوات ، بدايةيتشكل لدى توجه توجه من ثم مسار من خلال تقدير الموقف الحافز بمعنى وجود حافز بالبيئه الخارجيه لاتخاز القرار المناسب ، قد يتاجل اتخاذ القرار حتى يتسني لصناع القرار ايجاد الشخص او الهيئه المناسبه التي تتفاعل مع هذا الحافز ومدي تأثيره على متخذ القرار على مستويين ادراك الحافز ومستوي تحقيق اهدافه من اتخاذ القرار ، يجري بعدها دراسه التهديدات والفرص والغايه المرغوبه وعلاقته مع غيرها من الغايات المركبه والنتائج المترتبه عليه والوقت المناسب لاتخاذه .

المسار الامريكي القاضي بشطب منظمه التحرير الفلسطنيه عبر ثلاثه مراحل عشريه بدأ من العام ١٩٨٢ المرحله الاولى بالتحييد والثانيه بالاحتواء والثالثه بالتفكيك لماذا.؟

لان منظمه التحرير باعتبارها قائده الكينونه الفلسطينيه ورائده كفاحه تحمل في برنامجها الوطني فكرتين اقلقتا امريكيا والكيان الاسرائيلي هما:- ١ /تتبنى وترعى وتقود الكفاح المسلح ضد دوله الكيان على كل الساحات وحيث اقتضت ضروره العمل ، هذا يشكل تهديد امني لدوله الكيان . ٢ / تتبنى حق الفلسطينين بالعوده وفق القرارات الدوليه وتحول دون توطينهم باي بلد مضيف يشكل تهديد وجودي لدوله الكيان .المرحله الاولى بدأت بترحيل قوى الثوره من لبنان وحيدتهم وابعدهم مئات الاميال عن ساحات الفعل المؤثر ، الا ان اندلاع الانتفاضه الاولى في وجهه اسرائيل خفف من اثار تلك المرحله على قضيه الشعب الفلسطيني .

المرحله الثانيه بدأت باحتواء منظمه التحرير من خلال الاعتراف المتبادل وحق اسرائيل بالوجود وارغامها على تغير بنود من ميثاقها الذي يتناقض مع هذا الاعتراف .

المرحله الثالثه مرحله التخلص من ياسر عرفات ومرحله التفكيك  بعدما تيقنت اسرائيل ومن خلفها امريكيا ان ياسر عرفات مصمم على الدوله وعاصمتها القدس واهميه القدس في وجدانه في كامب ديفد ٢٠٠٠م . قررت اسرائيل من خلفها الولايات المتحده للتخلص منه بشتى الطرق والوسائل ، وتشجيع قوى سياسيه مناوئه لنهجه من قياده السلطه والمنظمه بمعني تحالف مجموعه من الشرائح التي انتجتها تجربه اوسلو صارت تعرف ب(نيوليبراليه )التي عرفت بموقفها المتخاذله ابان انتفاضه الاقصى وعبرت عن مواقف مكشوفه ترفض بشكل مطلق اي اشتباك مع الاحتلال وبنيته الاستعماريه وباتت تردد كافه المصطلحات التى انتهجها الاعلام الغربي ضد ياسر عرفات مثل ارهاب فلسطيني ،فلتان امني ، فساد اداري ومالي ...

بتمأسس تيار التسويه وتكثيف النموذج النيوليبرالي بشكل كبير زاد من نفوذ الرسمله الفلسطينيه في المؤسسات السياسيه وتبؤ رجال الاعمال والتكنوقراط مناصب وزاريه بما فيها منصب رئيس الوزراء .

عمل التشكيل الجديد من رأسماليه  مرتبطه ببنيه الاستثمار الاسرائيلي واقطاب المجتمع المدني وبروقراطيه السلطه ورؤساء الاجهزه الامنيه والتي افرد لهم وزاره هامه تحت مسمى الشؤؤن المدنيه . كل هذه المركبات كان لها دور كبير في تفكيك المجتمع الفلسطيني قبل منظمه التحرير ، هذا بعد ان تراكمت شروط موضوعيه في ولاده حركات جديده تقود عمل شعبي مقاوم في سلسله الاشتباك مع المحتل كانت سياسه القمع والاحتواء هي الاولويه التي تعاملت معها السلطه عبر اجهزتها الامنيه وتكثيف التعاون الامني مع سلطات الاحتلال .حاله كهذه ومن خلفها معظم العرب كما قال عنهم يدي كوهين لو سمع الفلسطينيون ما يقوله العرب للاسرائليين يشيب شعر رؤؤسهم ، لماذا تطرح امريكا خطه نتنابز حولها شتما ورفضا ما دام اصبح تطبيقها مباح وبلا اي مقاومه فخارطه الطريق مطبقه في معظمها وسيطبق المتبقي منها دون اعلان .

اخر الأخبار