فشل الفكر والسلوك

تابعنا على:   16:58 2019-02-18

د.حسين ميعاري

لم أكن متفائلا أبداً بالمحادثات لعلمي المسبق وسط دقات قلبي المتسارعة بأن كل صحافيي عواصم العالم سيحملون الخبر اليقين إلى الشعب الفلسطيني باننا على قلب رجل واحد وأننا نحمل على كاهلنا أصعب مهمه لمستقبلنا المعاصر ألا وهي وحدة الصف والكلمة الصادقة لمعالجة مرض ألمَّ بأصحاب القرار وحان وقت استئصاله!

كانت أهمية "مؤتمر موسكو" تحديا أمام الشعب الفلسطيني ومعه أصدقائنا الروس، الذين أرادوا لهذا المؤتمر أن يكلل بالنجاح ولو بالحد الأدنى ليحملوا مآسينا إلى العالم بأننا وحدة واحدة غير قابلة للقسمة والتقسيم، بأننا شعب أراد للحياة أن تستمر دون ظلم وظالم بحق قضيتنا المركزية لاستعادة حقوقنا المشروعة دون نقصان ولو كانت في المراحل الأولى وهي فلسطين وعصمتها القدس الشرقية إلى أن تتهيأ الامور وتصلح الأفكار بأن فلسطين غير قابلة للقسمة من البحر إلى النهر تتعايش فها كل المكونات والطوائف دون استثناء أو انحياز.

لم أكن متفائلا كما ذكرت آنفا، لإدراكي بأن كثيرا من الأمور طفت على السطح فتكشفت الأقنعة، واتضح جليا بأن المتحاورين من الطبقة السياسة لا يريدون فقط إنهاء النوايا السيئة وإعادة لحمة الوطن فحسب بل يريدون إنهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية التي أتى بها الشعب الفلسطيني وعمدها بدماء شهدائنا الأبرار وبالفعل هذا ما استفزني في الحقيقة، رغم أنني لم أكن أتوقع ذلك أبداً.

لقد أرادوا تقسيم الوطن ومن ثم القضاء على شرعيته التي اعترف بها العالم اجمع ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير التي علينا دعمها وإصلاح مؤسساتها وهذا شرط أساسي للحفاظ على استمراريتها وتجديدها بما يتناسب مع قضايانا، هذا إذا ارتأى شعبنا ذلك.
.
وبهذا قد فقدتم المصداقية بعد كل ما حصل في موسكو إثر رفضكم كافة الحلول المناسبة دون نقصان مع أصدقائنا الروس لمساعدتنا ورفع قضيتنا في كل المحافل الدولية والإقليمية بأننا أصحاب الحق وهم بجانبنا وانتم ترفضون.
.
وكان توقيع هذه الوثيقة المهمة (وثيقة المصالحة) سيشكل صفعة لوجه كل من حضر " مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط " والذي كان الهدف منه ضرب أمل الفلسطينيين في تحقيق دولتهم المستقلة ونصرا لمؤتمر سوتشي الذي جمع يوم 14 شباط/فبراير 2019 القمة لثلاثية لرؤساء روسيا وإيران وتركيا، ومحاولتهم جاهدين مساعدتنا لنكون على قدر المسؤولية تجاه شعبنا الذي عانى منذ سنين من الحرمان واستعادة حقوقنا الشرعية، ولكن نستميحكم عذرا أيها الأصدقاء، لأنكم الأقرب إلى شعبنا.
.
واذكر بهذا الصدد دعوة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، يوم الخميس الماضي، لحكومات العالم للتمسك بالتزاماتها بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة باعتبارها السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم لفلسطين وإسرائيل والمنطقة برمتها.
.
جاء ذلك في رسالة عاجلة وجهها عريقات إلى ممثلي دول العالم والدبلوماسيين الدوليين حول عقد "مؤتمر وارسو"، شدد من خلالها، على أن القيادة الفلسطينية أبدت معارضتها لعقد المؤتمر، وقال: "لن نقوم بإضفاء الشرعية عليه".
حيث أشار إلى "أن ما تقوم به الولايات المتحدة اليوم، بالتعاون مع الحكومة البولندية، يصب في خدمة تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وأن ما يُسمى بمؤتمر وارسو يهدف إلى تجاوز مبادرة السلام العربية، ومنح إسرائيل الفرصة لتطبيع علاقاتها مع دول المنطقة، في حين تواصل تنفيذ سياساتها الممنهجة وغير القانونية، التي تمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في تقرير المصير.

لم يبق من حلول بعد كل الذي جرى في موسكو إلا أن نحج إلى مكة والقاهرة وبيروت لإيجاد الحل وهذا هو الأصح بعد كشف المستور والتوجه إلى إيران تركيا وقطر لأن مفاتيح الحل موزعة بين هذه الدول التي تعتبر حليفة للشعب الفلسطيني فالحل يكمن هناك لا في موسكو ولا حتي في فلسطين والقاهرة للأسف الشديد، لان معظم الحاضرين مرتبطون بشكل أو بآخر بأطراف عدة وقراراتهم تصدر من هناك لذلك حاولوا ويحاولون منذ زمن الطعن بمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بعد احتلال غزة، لقد طال انتظار الشعب الفلسطيني لحل المهزلة وما يسمى بالمصالحة الكاذبة والمراوغة وإضاعة الزمن لإطالة الحالة الراهنة و سببها الاحتلالين في فلسطين وغزه. لتنفيذ مآربهم. ونسوا أو تناسوا ما حصل في وارسو، وكيف يقاسم العرب العاربة والصهاينة الخبز والميكروفونات بين نتنياهو ووزير الخارجية اليمني على منصة واحده وانتم في غفلة من أمركم ، يسير الوقت فيها بعكس ما نريد. فهل انتم تنتمون حقا لفلسطين ؟!!

حبا والتزاما بالوطن تنحوا جانبا، لأنكم تعبتم من السياحة والسفر على حساب دماء الشهداء،،، فهل حان الوقت، ويحق لنا أن نسأل الآن، هل حان الوقت لكي يغيركم الشعب.؟.!! لن ننتظر إجابة منكم، ولكننا نؤكد تصميمنا على استرجاع الأرض بدونكم ونؤكد اعتصامنا بحبل فلسطين الى الأبد وفشلكم هذا لكم وليس لشعبنا، بعد أن أضعتم كل الفرص بين حر مكه وثلوج موسكو لعجزكم وضعفكم أمام الدنيا كلها. وأرجو أن تخبرونا عن وجهتكم في المرات القادمة.!!! .

اخر الأخبار