وسقطت ورقة التوت

تابعنا على:   22:15 2019-02-23

د. عز الدين حسين أبو صفية

تكالب المتآمرون والمنافقون والمأجورون والخونة والدول العربية القزمية ومن يسمون بالثوار والجبهات والتنظيمات المعارضة وخزانات المذب ، كلهم تآمروا على بلد الحضارة والتاريخ والجمال ، جبهة الدفاع عن شرف الأمة العربية ، رمز القومية العربية والعطاء والتصدي لمخططات للصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل ، كلهم تآمروا وتجندوا ضد سورية الأبية على مدى أكثر من خمس سنوات وهم يحيكون المؤامرات ويشترون ذمم الخونة للحرب ضد النظام والجيش والشعب العربيّ السوري، والذين جميعهم تصدوا بصبر وعزيمة ضد كل المارقين الفاشلين في كل مخططاتهم لأن رب العزة قال : لا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، ولأنهم أهله أسقط الل تعالى عن عرواتهم ورقة التوت ونصر سورية .
وتظهر علامات الهزيمة على وجوههم المسخة فتقاتلوا فيما بينهم وتصارعوا على المال المرسل لهم من الدول القزمية للاستمرار في حروبهم ضد الشعب السوري فصرفوها على بذخهم وملابسهم وسياراتهم ونومهم في الفنادق ذات السبعة نجوم في بلاد الطورانيين في أنقرة واسطنبول ، واليوم أصبحوا كالمشمسين الذين أصابتهم القذارة والجرب والكراهية ، فلم يعُد مرغوبا بهم كما السابق لأن الدور الوظيفي الذي كلفوا به أوشك على الهزيمة والانتهاء ، فاليوم لم يجدوا جليساً منافقاً أمريكياً كان أم تركياً أم عربياً خائناً لعروبته وشرفه ،فهم الآن يتلقطون الفتات ليسدو رمقهم الذي جَفَ من كثرة النفاق ، فما عاد لهم من الشرفاء أصدقاء ، وأصبح تيار الصراع يلاطمهم ويسحبهم إلى القاع ، فبلا شك بأنهم بالغوه عقاباً ربانياً لهم على فعلتهم القذرة التي لا تُغتفر .
لا أريد أن أطيل ، ولكن لا بد من تسليط الضوء على أشياء تناولتها سابقاً في مقالات عدة عن دور الدول العربية القزمية أمريكا وإسرائيل والمرتزقة والدور التركي القذر الذي بدأت فصوله قبل عدة قرون بسرقة لواء الأسكندرونة السوري وتمزيق العائلات السورية التي تقطنه ، ولم تنتهِ مؤامرات السطو التركب على الاراضي العربية السورية ،وظل الطمع التركي الصهيوني في الشمال السوري يماثل الطمع الصهيوني الإسرائيلي في فلسطين وأراضي العرب من النيل إلى الفرات ، والذي يأخذ أشكالاً وبأساليب قذرة تبناها البعرانين من العُرب للتطبيع واللهاث والتسابق لأنشاء علاقات غير نزيهة مع الكيان الاسرائيلي ، لذا نجد كل يوم تصريحات وسخة لمسؤولين من أنظمتهم وبدون خجل يرفعون الأعلام الإسرائيلية في غرف نومهم كما قال أحدهم .
قرأت تاريخهم المُخجل فوجدت بل تأكدت بالوثائق المتوفرة لديّ بانهم من أهدى فلسطين إلى الصهيوني لأنشاء الكيان الإسرائيلي .
تركيا اليوم تريد أن تحقق حلم لواء الأسكندرونة المسروق من الاراضي السورية باقتطاع الشمال السوري عن هيكله الحنون ( سورية ) وهم يحددون طول الحدود التي تصل من أقصى الشمال الغربي لسورية لتصل إلى الحدود العراقية فى الشمال الشرقي لسورية بعمق اربعون كيلومتر وبعدها لأكما الخطوة الثانية وهي حتى مدينة الموصل العراقية .
ولكن اختلاف خيوط اللعبة وتصدي الجيش السوري الأبيّ لكل المؤامرات وصمود الشعب السوري ووقوفه إلى جانبه داعماً ومؤيداً ومتضامناً مع النظام والجيش وكل الشرفاء ، لذا تُبرر تركيا أهدافها بذريعة حماية أمنها من الإرهاب والارهابيين التي هي الداعم القوي لهم وتُنشئ القواعد لهم على أراضيها وتسهل لهم المرور إلى الاراضي السورية ، ولم تكتفِ بذلك فهي تصدره الآن إلى معظم الدول العربية المناهضة لأمريكا وحلف الناتو فترسل الإرهابيين إلى مصر وليبيا والعراق وكأنها في حالة منافسة وتسابق مع الزمن قبل أن تفلت منها زمام الأمور ، لذا تعمل الآن بالتوافق مع أمريكا وإسرائيل لتأمين وتحقيق كل أهدافها التي بالإضافة لذلك هو أن تُصبح هي الدولة المحورية في الأقليم وهذا بحسب قناعتهم بحتمية إسقاط الأنظمة العربية الوطنية فى الدول العربية المناهضة لإسرائيل وأمريكا وعلى رأس تلك الدول سورية حتى تحقق هدفها بأبعاد إيران عن هذا المربع خدمة لأطماعها ولإسرائيل .
هذا وتقوم تركيا بذريعة تأمين أمنها من خلال سيطرتها على الشمال السوري بمحاولات القضاء على الفكر والقوة لأكراد سورية المناهضة والرافضة لأيّ احتلال تركي لأيّ شبراً من أراضي وطنهم سورية ، فتُعمل فيهم القتل وتتآمر عليهم بالتوافق مع كذب الأمريكان عليهم بأنها تقف إلى جانب تركيا فى حمايتها كعضو مهم في حلف الناتو ، وتعدها بعدم القضاء نهائياً على تنظيم داعش الذي سقطت ورقة التوت عن الكذب الامريكي والتركي بنيتهم القضاء عليه ، فهم يحافظون على عناصره وقياداته ويرسلوهم إلى مصر والجزائر وليبيا والعراق لأكمال مسلسل القضاء على التوجهات الوطنية لهذه الدول ، فقد سقطت ورقة التوت عن عورات الدول الغربية ، وقد أشرنا لذلك سابقاً في مقال بعنوان استراتيجية داعش بعد داعش ، وكل الرؤى الاستشرافية في المقال قد تحقق الجزء الأكبر منها ، والحبل على الجرار ،ولن يجدوا ورقة توت جديدة يسترون بها كذبهم وعورتاهم بعد أن دمروا وأحرقوا كل أشجار التوت في سورية ، فيلجؤون ويبحثون عن أشياء أخرى تسترهم ، ولن يجدوا ، لأنهم كذابون ولا يُثق بهم .

اخر الأخبار