"نضال سلامة".. شاب من غزة هاجر بحثاً عن عمل فانضم إلى قائمة المفقودين

تابعنا على:   00:32 2019-03-03

أمد/ غزة – سماح شاهين : لم يجد الشاب نضال سلامة (27 عاماً) من قطاع غزة، سبيلاً أمامه سوى السفر إلى الخارج، هرباً من الأوضاع المأساوية التي يعيشها معظم سكان القطاع، الذي يعاني حصاراً خانقاً وأزمات متلاحقة تسببت بشلل الحياة بشكل شبه كامل، خاصة  لفئة الشباب.

 سلامة انضم إلى قائمة طويلة من المفقودين من قطاع غزة، خلال محاولتهم الهجرة إلى البلدان الأوروبية، بطرق شرعية أو غير شرعية.

وظل مصيره مجهولاً منذ  ثلاثة أسابيع رغم المناشدات التي أطلقتها عائلته، بحثاً عنه بعد اختفائه في طريق الهجرة إلى إسبانيا.

والد نضال، يقول لـ"أمد للإعلام"، :" صمم نضال على السفر بسبب الوضع الاقتصادي والحصار، وبهدف استكمال دراسته في الخارج، مع العلم أنه حاصل على شهادة دبلوم سكرتارية دولية وإدارة فنية".

ويضيف والده المكلوم :"أنا كنت ضد مبدأ الهجرة، ومع اصراره بحثت معه عن طريقة تساعده للسفر، وذهبت للعديد من مكاتب السفر للاستفسار عن البلدان التي يمكن السفر إليها، ولكنه قرر السفر على مصر بدون هدف محدد، بناء على نصائح البعض بأنه يمكن أن هاجر لأي بلد منها، وبقي فيها لمدة شهر ونص".

ونوه إلى أنه الطريقة الوحيدة التي كانت أمامهم للسفر هو أن يتوجهوا إلى ماني، ومن ثم ينتقل منها عن طريق مجموعة من المهربين إلى الجزائر عبر الصحراء، وهناك فقد الاتصال به لمدة خمس أيام.

ويوضح والده بأن نضال كان مع مجموعة تتكون من 13شخص، وانقسموا لنصفين، 6 أشخاص تمكنوا من الهروب، ولم يتسنى للشرطة أن تراهم واستطاعوا الدخول ووصلوا لمهران.

وتابع: "أما مجموعة نضال تم القبض عليهم عند الحدود الجزائرية وبقوا لمدة شهرين في الحبس، واتخذت الشرطة بحقهم قراراً بالابعاد، وبالفعل تم أبعدوهم على حدود النيجر في المرة الأولى واستطاع نضال والشباب الرجوع إلى حدود الجزائرية مع المهربين ووصلوا وهران.

ويواصل حديثه: " أصرّ نضال والشباب السفر لإسبانيا عن طريق البحر لأنه لا يوجد تبصيم من وهران لإسبانيا أما البحر كان عن طريق التهريب بالقارب لمدة 17 ساعة".

 ويؤكد والده أنه نصح أبنه بالسفر إلى المغرب وبعد ذلك لإسبانيا للتبصيم وتتسهل الطريق معه، ولكن أصر السفر عن طريق القارب مع الشباب.

 ونوه إلى أن المهرب طلب من نضال ومن معه أن ينتظروا ليوم الجمعة حيث تكون الرياح في صالحهم والجو دافئ، وبالفعل تحرك القارب بهم لمدة ساعة ونص، وأثناء الرحلة وصل خبر لنا في اليوم الثاني لسفرهم بأن القارب غرق، ورجحت  المصادر بأن أسباب غرقه اصطدامه بصخرة أو أن يكون القارب غير ملتحم، حيث كان سلامة على متن قارب للهجرة عندما غرق القارب في طريقه من مدينة وهران في الجزائر إلى اسبانيا، وأعلن عن وفاة اثنين من سكان قطاع غزة لكن مصير نضال لم يعرف.

وأكد والد نضال بأنه فقد الاتصال مع ابنه عند غرق قارب الهجرة بتاريخ 8/ 2 / 2019 والذي كان على متنه الشهيد عبد الله المصري والشهيد منير أبو شرخ.

وأكمل حديث لـ"أمد للإعلام"، "في لحظة غرق القارب انتشلت فرقة الانقاذ بعد 6 ساعات لكن نضال قبل الست 6 ساعات واصل السباحة"، مؤكداً بأن نضال خبرته جيدة جدا في السباحة ويستطيع اكمال الطريق بالسباحة.

وأكد والده أنه تواصل بشكل مكثف مع عدة جهات أكدت بأن نضال غير موجود في الشرطة والمستشفيات ولم تصل أي معلومات بأنه غرق

وناشد والد نضال السفارة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان في الوطن والخارج والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مساعدته في العثور على ابنه المفقود، مطالباً بعدم نشر أي خبر عن وفاة نجله لعدم قدرتنا على التحمل واللعب في أعصاب العائلة لحين وصول أخبار مؤكدة لنا.

أما صديقه حسام محارب، قال لـ"أمد للإعلام"، " كنت أتواصل مع حسام قبل سفره وسجل لي رسائل صوتيه تؤكد أن أموره تسير بشكل جيد، وأنه في ماني، وسيسافر عن طريق القارب، على أن يتواصل معي عندما يصل ويستقر.

وأضاف محارب: "كنت أرغب بالسفر أنا ونضال إلى تركيا للاستقرار، لكن للأسف تأشيرة السفر تم رفضها، وهو ما دفعه للسفر مع صديقه مهند أبو عيسى، وحاليا مهند في بلجيكا ونضال مسكته شرطة الجزائر وظل موجود معهم، مرجحاً بأن يكون نضال قد غرق  في البحر أو أنه محبوس في الجزائر.

اخر الأخبار