بالصور- سخط وسط المدخنين في قطاع غزة.. "خليها تسوس"!

تابعنا على:   21:03 2019-03-10

أمد/ غزة- أحلام عفانة: حالة فوضى تشهدها أسواق السجائر والتبغ في ظل الارتفاع المفرط بأسعار بيعها في قطاع غزّة، ما أدى لحالة تذمر في أوساط المدخنين الذين لجأوا إلى أنواع أخرى تُعتبر بالنسبة لهم أكثر ضرراً على صحتهم.
وزارة المالية في غزّة أرجعت أسباب الارتفاع المفرط إلى عدم دخول السجائر طيلة شهر فبراير، ما أدى لارتفاع أسعار العديد من الأصناف، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ دوائرها تُتابع أسعار بيع التبغ والسجائر لمحاسبة المخالفين للأسعار المعلنة.
وبِيعت علبة سجائر من نوع "مالبورو" بسعر يتراوح ما بين "26 و 29" شيكلاً مقابل "17" شيكلاً كانت تباع به سابقاً، وسط تقديرات باستقرار سعرها عند "23" شيكلاً، وهو رقم يعادل خمسة أضعاف سعر بيعها في جمهورية مصر العربية التي يتم استيراده منها.
الارتفاع المفرط أيضاً دفع بعض التجار إلى العزوف عن شراء الأنواع الفاخرة من السجائر، حيث قال التاجر (م. ج): إنّه اضطر إلى تقليل كميات السجائر التي يقوم بشرائها من أجل بيعها للمستهلك، بالإضافة إلى شراء أنواع أقل ثمناً وجودةً، وهو ما أدى إلى تراجع كميات البيع، وبالتالي قلة هامش الربح في وقت يُسدد فيه الضرائب وإيجار المحل، والكهرباء.
وأضاف لـ "أمد للإعلام": "أحد المواطنين جاء لشراء نوع من السجائر اعتاد على شرائه منذ فترة واستمر ارتفاعه بشكلٍ تدريجي، ولكن في هذه المرة أصبح ليس في متناول يده، ما دفعه إلى الحديث معي بنبرة صوتية لم تروق لي وكأنني الجهة المسؤولة عن ارتفاع الأسعار، وانتهى الحديث بشجار كبير تدخل فيه الجيران لإنهائه".
ودعا الجهات المختصة والمسؤولة إلى وضع آليات تراقب من خلالها أسعار البيع وفقاً للتسعيرة التي أُعلن عنها مسبقاً، مُؤكّداً على أنّ ارتفاع الأسعار أدى لانخفاض كميات البيع وقلة هامش الربح لصغار الموزعين، ونقيض الأمر لكبار التجار والمستوردين.
الإحجام عن شراء كميات كبيرة لم يقتصر على التجار فقط، بل على صعيد المدخنين أيضاً، حيث عبّر أحد المواطنين عن رفضه للارتفاع الكبير في أسعار السجائر، قائلاً: "أنا ضد الارتفاع وذلك نظراً لآثاره السلبية على سلوك المدخنين، والتي تنعكس سلباً على حياته من حيث زيادة نسبة الخلافات داخل الأسرة، بسبب عدم المقدرة على شراء متطلباته، وهذا الأمر قد يدفع للسرقة أيضاً خاصة من ضعاف النفوس". "وفق حديثه"
ومواطن آخر قال لـ أمد للإعلام": إنّ "ارتفاع أسعار السجائر غير مقبول بالمطلق، خاصة أنّ الحكومة تتكئ على أسباب غير مقنعة مثل عدم دخولها عبر المعابر، وهذا أمر غير صحيح"، مُشدداً على أنّ دور الحكومة والجهات المختصة مراقبة الأسعار والحد من استغلال المواطنين.
وآخر بيّن أنّه كان يشتري علبة السجائر بسعر "7" شواكل واستمر ارتفاعها تدريجياً حتى وصلت الآن إلى 29 شيكلاً، على الرغم من أنّ سعر بيع السجائر في كافة أنحاء العالم أقل من غزّة التي تُعاني ويلات الحصار والحروب، مضيفاً أنّ "غزّة لا يوجد بها أدنى مقومات الحياة الكريمة، ورغم ذلك يتحمل المواطن أعباء الضريبة والجمارك والمعابر".
وفي ذات السياق، أوضح مُدخّن أنّه عندما شعر بنية الحكومة زيادة أسعار السجائر قرر الإقلاع عن التدخين، مُردفاً: "تركت السجائر لأنّنا أصبحنا نشعر أنّه سيتم مستقبلاً فرض ضرائب على تنفس الهواء الطبيعي بذريعة الحصار والمعابر".
أما المواطن "م.م"، أكّد على دعمه قرار زيادة أسعار السجائر، وذلك للحد من نسبة المدخنين في ظل انتشاره بشكل كبير حتى في أوساط الأطفال، مُعتقداً أنّ هذا القرار سيؤدي إلى تحجيم نسبة المدخنين بشكلٍ كبير.
المُسن "أبو العبد" قال وهو يحاول لف السجائر "العربي" بيديه: إنّ "ارتفاع أسعار السجائر لم يؤثر عليه كثيراً؛ لأنّه اعتاد على تناول السجائر الشامي أو العربي"، مُعبراً في ذات الوقت عن غضبه من الارتفاع الكبير في الأسعار مقارنة بأسعار البيع في مصر، والتي تتجاوز الخمسة أضعاف في غزة. "وفق حديثه"
وبيّن مدخن آخر أنّ كروز السجائر من نوع "L.M" يُباع في مصر بحوالي "65" شيكلاً فقط، في حين يتم بيع العلبة الواحدة في غزّة بـ"25" شيكلاً، أي أنّ القيمة السعرية لكل علبة يُضاهي سعر نصف "كروز"، مُشيراً إلى أنّه يُفكر جدياً في الإقلاع عن التدخين، ليس حفاظاً على صحته بل احتجاجاً ورفضاً لقيمة الضريبة التي تفرضها الحكومة على السجائر في غزّة.
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الاقتصادي معين رجب لـ "أمد للإعلام"، أن السبب في ارتفاع أسعار السجائر هو فرض الجهات الرسمية للرسوم، فبالتالي تزيد التكلفة على المستورد ويضطر تحميلها على المستهلك المدخن.
وأشار رجب إلى أن السجائر لها خصوصية معينة، حيث إنها سلعة يزداد الطلب عليها بشكل كبير من جانب المدخنين، على الرغم من أنها ضارة بخلاف السلع الأخرى، لافتاً إلى أن الحكومة تنتهز هذه الفرصة وتستغل حالة الإدمان وكثرة أعداد المدخنين من مختلف الأعمار حتى الأطفال والنساء، بأن تزيد إيراداتها من خلال فرض رسوم إضافية يتحملها المدخن.
وأكد على أن احتكار الحكومة في مجال توريد السجائر يجعلها تسيطر على حركة الأسعار وتعمل على زيادتها من وقت لآخر من خلال زيادة الرسوم على هذه السلعة، نظراً لعدم وجود بديل من إنتاج محلي مثلاً، وإغلاق السوق أمام استيراد السجائر من جميع بلاد العالم، مضيفاً "إذا تم فتح الاستيراد من الدول الأخرى سنجد أن السعر سيهبط بشكل ملحوظ".
من جهة أخرى، تمنى رجب أن تكون هذه الخطوة دافعاً وحافزاً للإقلاع عن التدخين رفضاً واحتجاجاً على رفع الحكومة للأسعار من جهة، وسعي المدخن للحفاظ على صحته وتنظيم حياته وتوفير متطلباته الأساسية من جهة أخرى.
بدورهم، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة تدعو إلى مقاطعة التدخين، في إطار رفض الارتفاع الكبير والمفاجئ في أسعار السجائر، حيث تناول عدداً منهم عبارات تهكّم على قرار رفع الأسعار بدعوى الحفاظ على صحة المواطن. "وفق وصفهم"
وأضاف النشطاء: "يجب أن يعيد سكان غزة أسلوب رفضهم لعبوديتهم ويعيدوا النظر فيه، ويفكروا بمنطق الأشياء ومدى تأثيرها على السلوك العام، فلو امتنع معظم قطاع غزة عن شراء الدخان لأسبوع كامل، لاستطاعوا أن يغيروا مجرى حياتهم المضطهدة، كما ستقف الحكومة مكتوفة الأيدي ليس بوسعها شيء سوى تخفيض سعر الدخان اضطراراً وهنا يكون الانتصار الأول، فقط لنفكر ونفعل مرة واحدة".

اخر الأخبار