دموعكم على غزة دموع تماسيح هزلية

تابعنا على:   13:25 2019-03-16

م. هاني أبو عكر

تتسارع الاحداث السياسية متعاقبة متجانسة تركيزا على قطاع غزة ، بحرب على الأبواب أو بثورة جياع تلوح فى الافق ، وبين هذا وتلك لا تجد تجديدا فى الخطاب أو تركيزا على المطالب بوعودات إصلاحية تطبيقية، فالسلطة تنظر لحكم حركة حماس في غزة كأنها الضَّرَّةُ ( الزوجة الثانية) للحكم ، فلا بد من تطليقها فى قطاع غزة ، بحرب أو بثورة جياع تحت ضغوطات ومزيدا من الإجراءات والعقوبات ، وحماس تنظر لحكم السلطة على أنه شكلي هزلي محمي بتنسيق أمنى ومقزم وتنازلي لا يملك قرارا، بل من يقرر المحتل . وفي قطاع غزة حماس تحكم على أنها ولاية حمساوية والجباية بها مرتكز الحكم ، وان ما يحاك من ثورة الشباب هي مدسوسة الفكر والحراك ومدعومة من اجهزة المخابرات الفلسطينية فى رام الله ، فكر المؤامرة لا زال هو المسيطر ، كل من السلطة وحماس سببا دمار الشعب ، كلاهما بلا شرعية ، بل حكم أمر واقع بلا مرجعية شعبية اختيارية أو بإنتخابات إستحقاقية تجدد الشرعية .
فالأول يعاقب شعبه نكاية بحماس لأنها إنقلبت عليه وخرجت عن عبائته الشرعية والإجماع والبرنامج الوطني كما يزعم ، والآخر يستمر فى حكمه المكلف والمدمر والمُجوع كي يبقى ، لا يكترث لحياة الفقر والبطالة والهجرة والمأساة والقهر والحصار والإحتضار ولا يبادر بخطوات إصلاحية وبمشاركة كفاءات إدارية غير حزبية ، بل يستمر جباية وبلا محاسبة ومتابعة إدارية تقشفية بأسس جذرية ، فالفشل يقع بسبب ســـوء الإدارة لا بسبب قلة الموارد.
لا تفرحوا كثيرا بحرب على غزة تسقط حكم حماس أو بثورة جياع تنجح ،فما بدأ بغزة سيصل إلى السلطة في رام الله ، فهي بقعة زيت تتسع وتتوسع لتطال الجميع ، فكلاهما مدان ومشارك وسبب فيما نعيش من وجع ودمار وإحتضار.
ما بدأ فى غزة من ثورة الجياع الذي تحدثنا عنها منذ زمن سيجد من يغذيه فتنة إعلامية وإجراءات ضاغطة ظالمة قاسمة ، تأجج وتُسعر لاهداف سياسية لا بكاءا على غزة بتخفيف أو برفع حصار أو عقوبات أو برامج داعمة مشغلة للشباب الثائر فقرأ وجوعا وسلمية تحت مسمى بدنا إنعيش .
فالحل فقط يكمن بالمصالحة ووحدة الجغرافيا والمرجعية والقرار وبإنتخابات رئاسية وبرلمانية على برنامج جامع وطني يحافظ على الحقوق والتوابث ومقبول دوليا ، غير ذلك أوهام وإنتظار لشرارة الإنفجار التى ستكلف الجميع بلا إستثناء حزبا كان أم شعبا ثار .

اخر الأخبار