غُربة المقاومة في أهلها.! مشهد غزة الأخير!

تابعنا على:   21:48 2019-03-23

أحمد المدهون

وفي الظُّلم اعوجاجٌ عن خطٍّ مستقيم ، يُسقِطُ صاحِبهُ في جهنّمَ سبعينَ خريفاً ، وقد يتمادى بتأييدٍ من جماعةٍ وعدتهُ بأن تحميَه من جنةِ المظلومين إذا ثاروا ولَم يستكينوا ولكن ..

لم يعلم هذا المسكينُ أنَّ اللّعناتِ تبقى مُتتاليات على لحيتهِ التي أطالَها ، بُغيةَ التنويهِ لاستشعارٍ دينيّ ، وذلك (الجيب)ذو الأربعِ عجلات كإشارةٍ للزُّهدِ والقوةِ والعربدةِ والهمجية ، وذلكَ الزٌّجاج الممزوجُ باللَّونِ الأسود ليُشهدَ الملائكةَ يوماً أن المُتستر من خلفهِ تشابهٌ مع الشياطين في معاداتِهِ لمُجتمعهِ على إثر تلقيهِ أوامرَ من سفّاحٍ لا يعرفُ في الظّلامِ إلاّ خفافيشَهُ ، ليتشبّهَ بها ، أو قُل اختلطَ عليه الأمرُ بعدَ علامةٍ ظهرت في وجههِ من نزولِ السجدات على سجادٍ خشن ، عزَّز لديهِ الخشوعَ الاجتماعيَّ الخادع ، وجعلهُ ينقُمُ على كلِّ من صّلى ولم تظهر علامةٌ في وجههِ من أثر السُّجود أي "كان مختلفاً عنه " ، فثارَ عليهم وأسماهُم بالعملاء على حينِ غفلةٍ بعدما كانوا ثُواراً ، يناديهِم عبرَ مكبراتِ الصَّوت في المساجدِ ليلبوا نداءَ الموتِ على الحدود ، فهداهمُ اللهُ ليعلموا أنَّ ذلك له عامٌ من التخديرِ المجتمعيّ ، والقتلُ غيرُ مقصودٍ بنيةِ المقاومة ، وفي أولِّ هِتاف من طفل "بدنا نعيش" ، أعطوهُ ثمانيةَ لكماتٍ بعددِ أحرفِ الكلمتين التي أجبرته المقاومةُ على لفظهما ، بعدما كان يرفضُ الاحتلالَ ويطلبُ الكرامةَ ، اليومَ يرفضُ الاحتلالَ وجماعةَ المقاومة ليطلب الكرامةَ ولتتطورِ المسألة في عقلهِ بعدَ عدمِ انسيابِها عاطفياً مع قِلبَهِ من مفعولِ التَّسكينات الدِّينية والشِّعارات الرَّنانة ، التي رانت في النِّهاية أن ترنَّ أجراسَ بطونهم وتيقظُ حَواسَهم ليُشاهِدوا الخِداع البائِن مع أبيه وأمِّه وأخيه وأختِه وكلّ من وطىءَ الثَّرى ، حتى ذلك الذي قالَ لهم يوماً : رجعوا ولادنا ، بدنا ولادنا !!

أولئك الأولادُ المدنيون المحامون منهم والصحفيون, ومنهم من ينتظر التَّسولَ ومنهم من هو على حافّةِ الانتحار ، يتساءل : هل هناكَ حُرمةٌ بعد خذلان هذهِ الحياة وتَقطُّعِ الأسباب ؟

هؤلاء الذين عَرَفهُم القومُ بصدقِهم ومَدى مفعولِ مرجعيةِ الوطنِ عليهم ، فلم يُغرقهُم بحرِ التَّأطير أو التَّسليم بالواقع !

أولئك الذينَ تمرَّدوا على أميرِ المسجد ، ولقنوهُ درساً في فقهِ الأولوياتِ وعلمُوهُ أنَّ الحياةَ ضرورةٌ وطنيّة لا ترسلُ أبناءَ الوطنِ للموتِ بحديثٍ لا أصلَ له !

هؤلاءِ اتّسمُوا بالوعيِ في مجتمعٍ مغيَّبٍ بين دفاتٍ حزبية لا يهمُّها إلا بقاءها ،وبينَ سليطِ العصا لم تهمّه الأمهاتِ في عيدهن ، فزادَ الضّربُ يومَها وفاقاً لما قالَ له أميرُه : بحرمةِ هذا العيد وحُرمةِ الخروجِ على الحاكم !

علَّموهُم أنَّ الثورةَ أنثى الثَّورِ ومن مصاحبةِ الأجنداتِ ولم يُدركوا بعدُ :
أن الجوعَ له أجندة
وأن الكرامةَ لها أجندة
وأن الإقصاءَ له أجندة
وأن القمعَ والضربَ له أجندة
أجندةٌ خارجةٌ عن حساباتِ أيديولوجيتِكُم التي تُوصي بالاحتسابِ والجبرِ والأجر .
أجندةٌ إن تمَّ إخمادُها اليوم َ، ستثورُ لأنها محقَّةٌ في مَطالبها ، ولأنَّها تحدِّثُ المخبرين والمُعذبين ، بأنَّ ربكَ أوحى لها في الكتابِ الذي يُوضَعُ في رفوفِ مَساجدِكُم والذي يقولُ به اللهُ مُخاطباً المُدركينَ فقط المُدركين من عبادِهِ ، لا الأوصياءَ أو السَّاكنين ويقولُ لهم :

"الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ " ..!!

وفروُا هذه الأية بمحتواها ، ومن ثم راقبوا الأجندات ، فتحق لكم المراقبة حينها .

اخر الأخبار