صمت الفصائل و الرئاسة على "مشروع بينيت التهويدي" مريب!
تاريخ النشر : 2017-01-04 09:33

كتب حسن عصفور/ لا تزال "نوة" تصريح القيادي التاريخي في حركة حماس د.موسى أبو مرزوق حول "الفيدرالية" من قبل "فصائل الكلام"، و"أقلام جاهزة الطلب"، مستمرة وكأنها وجدت لها "وظيفة" أو "مهمة" لسد فراغ حضورها الوطني العام، أو لتغطية عوارتها السياسية التي باتت أكثر من ساطعة تحت "شمس" ما يمر به شعب فلسطين وبقايا طنه..

"فصائل اللغو السياسي"، لم تهدأ ببيانات مكتوبة ومنطوقة، ممن يعلم أو لايلعم، يرددون "كلاما" كتب لهم في "مطبخ الانحراف السياسي"، كثيرهم لا يعرف ما الفرق بين "فيدرالي ولا فيدرالي"، ومع ذلك خرجوا بـ"شجاعة لغوية" قلما تجدها ليقولوا ما قالوا..

ولأن "نوة الكلام" تلك لم كن حقا ضد ما قاله د. أبو مرزوق بقدر ما كان تلبية لأمر ما لحسابات شخصية، واستجابة لطلب من بعيد جاء عبر الهاتف خارج الحدود، في سياق نظرية "القرار المستقل" جدا..فهي قد تعرت من كل ما كان عليها من "بقايا ثياب" عندما تجاهلت ذات الأصوات المطبلة بالصوت العالي، المشروع الخطر الحقيقي على القضية الوطنية الفلسطينية، والذي تم عرضه في ذات التوقيت الزمني..

الفصائل والأصوات الكلامية والمكتوبة، بما فيها الرئاسة الفلسطينية وكل فريقها بمختلف "الألقاب والمواصفات" وكذا حركة فتح بكل قياداتها وناطقيها وكتابها، لم تتوقف أمام المشروع السياسي متكامل الأركان للوزير اليميني نفتالي بينيت، وهو أهم حليف بحزبه "البيت اليهودي" لرئيس وزراء دولة الكيان نتنياهو..

الوزير الاسرائيلي اليمني المتطرف، يتحدث منذ أيام، وفي ذات تزامن تصريح ابو مرزوق، عن خطته لحل القضية الفلسطينية، من خلال منح 40 % من الضفة الغربية "حكما ذاتيا" متربطا بدولة اسرائيل، ودفع قطاع غزة الى اقامة "دولة فلسطينية مستقلة"، وتكملة لمشروعه يعلن عن ضم 60 % من أراضي الضفة الغربية الى دولة الكيان..

بينيت، تحدث تفصيلا عما كان يقوله سابقا كعناوين متفرقة، في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية الناطقة بالانجليزية، وكأنها رسالة ليس لليهود فحسب، بل وللخارج أيضا، وأوضح بينيت عناصر مشروعه لـ"الحكم الذاتي"،  بان " الفلسطينيين سيديرون حياتهم بأيديهم، يدفعون ضرائبهم لأنفسهم، يتولون شؤون التعليم ويجمعون نفاياتهم"، و" ستكون هناك حرية كاملة للحركة بدون حواجز (إسرائيلية)".

وتعزيزا للحكم الذاتي فإن خطة بينيت تتضمن فيما تتضمن وضع خطة إنقاذ اقتصادية شبيهة بـ"خطة مارشال" الأمريكية لمساعدة أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ستشمل "استثمارات اقتصادية هائلة في البنى التحتية بما في ذلك ميناء بري في جنين (شمالي الضفة) مرتبط مع حيفا (شمالي إسرائيل وفيها ميناء بحري) وتطوير كبير للشوارع ومنطقة سياحية حرة تربط الناصرة (شمالي إسرائيل) مع نابلس والقدس وبيت لحم (شمالي ووسط وجنوبي الضفة على التوالي)".وأضاف بنيت: " سيحصلون على كل ما يريدون من أجل الازدهار". - بالطبع  القدس لس ضمن مدن الحكم الذاتي بل جزءا من اسرائيل -.

بينيت يؤكد، أن الفلسطينيين لن يمتلكوا حق إعادة اللاجئين القاطنين في دول العالم، إلى أراضي الحكم الذاتي الخاصة بهم.

وقال: " لن يكون بإمكانها قبول اللاجئين في أراضيها لأن هؤلاء اللاجئين يطالبون بالبقاء ليس في جنين ونابلس وإنما إلى إسرائيل ما قبل 1948".

كما أكد أن منطقة الحكم الذاتي الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح.

ويكمل عناصر خطته التي يعرضها للمرة الأولى، ان قطاع غزة هو "الدولة الفلسطينية"  باعتبار "عناصر الدولة المركزية هي أربع وهي حدود واضحة، جسم حكومي فاعل، قوة عسكرية وعلاقات دولية"،و" غزة لديها ثلاثة ونصف من هذه العناصر الأربعة "...

هذا مشروع كامل الأركان، اصبح جزءا من جدول أعمال حكومة دولة الكيان، والى حين تنفيذه يطالب بينيت بضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة والقدس الى "السيادة الاسرائيلية"، ولتكن البداية من "معالية أدوميم" المقامة على أرض ابو ديس في محافظة القدس..

هذا المشروع التهويدي لم يجد موقفا من اي من تلك الفصائل والكتبة والناطقين، فالرئاسة الفلسطينية همومها مختلفة تماما حيث ترتيبات مؤتمر باريس تهيمن على "جو المقاطعة"، يتخللها استراحية سياسية بلقاءات متلاحقة مع وفود يهودية لطمأنتهم على مستقبلهم بعد "ثورة مجلس الأمن"..

الصوت الوحيد الذي أعلن موقفا ولو على جزء من المشروع هو عضو تنفيذية منظمة التحرير ابو علاء قريع، محذرا من خطر ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" ..

مشروع تهويدي - تصفوي يتم عرضه تفصيلا، لم يجد أي انتباه أو إهتمام من أولئك "الغيورين جدا" على القضية الوطنية..

كان الحري بالرئيس عباس وفريقه السياسي، وقبل أي طرف آخر، ان يسارع فورا لعقد لقاء سياسي لمواجهة المشروع اليهودي، ودراسة الخطوات الضرورية لكبح جماح العدوانية السياسية، ودراسة سبل تفعيل قرارات المجلس المركزي وما ورد في بيان اللجنة التنفيذية الأخير حول عناصر الرد الفلسطيني ..

مشروع بينيت يستحق من "فصائل الكلام" انتباها، بربع ذاك الانتباه الذي منحته لتصريح عابر..أما الرئاسة وفرقتها فكان الله بعونها وهي غارقة من قمة رأسها الى أخمس قدمها كالكشاف النبيه "كن مستعدا" من أجل ترتيبات مؤتمر باريس السلاموي..

الوطنية الفلسطينية ليست رداءا بالقطعة..تلك هي المسألة يا سادة اللغو والخداع!

ملاحظة: بعيدا عن أي ملاحظة على ترتيبات تحضيرية "الوطني" المقبلة في بيروت، فالواجب الإنقاذي يحتم مشاركة الكل الفلسطيني فيها، وبداخلها يقال كل ما يجب أن يقال..ومنها يكون الحسم لا غير..الأمل ان لا يمنح خاطف الشرعية فرصة لاستمرار خطفها!

تنويه خاص: حلو أن تقرأ أن البنتاغون الأمريكي لا يعرف "تفاصيل" التعاون الروسي التركي في الحرب على داعش..هيك كلام لو قاله شخص قبل كم شهر لوصفوه بالمعتوه..مش هيك!