القادم السياسي ما بعد نتنياهو..!
تاريخ النشر : 2017-01-08 10:06

كتب حسن عصفور/ عمليا لم يعد سوى وقت محدود لتكتب نهاية "رجل فاسد جديد" في مسلسل سقوط قادة من دولة الكيان في ذاك المسلسل، أيام ، أسابيع وتنتهي الحياة السياسية لأكثر الشخصيات "خداعا سياسيا"، ومع رحيله الى ظلام السجن قريبا لن تنتهي حركة الحقد والكراهية السياسية التي زرعتها قوى اليمين التوراتي الحل السياسي، وخاصة اتفاقات أوسلو..

نهاية نتنياهو كرجل فاسد هي النهاية الملائمة له، ليس على صعيد السلوك السياسي المناهض لكل ما يمكن وصفه بتسوية سياسية مقبولة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ( عدم وضع العرب ليس سهوا )، ولكنها نهاية تليق بفساد شامل مع مدع كاذب..

بالتأكيد، لم يصدر الحكم بعد على بيبي واسرته، الغارقة هي أيضا معه فسادا، حاكم وعائلته قريبا في أحد الزنازين، لكن المؤشرات كلها بدأت تلوح في الأفق عن تلك النتيجة التي يمكن اعتبارها باتت قطعية، خاصة وأن الأدلة التي كانت "مخزونة لدى الشرطة منذ زمن"، خرجت فجأة لتظهر الى النور تدين من كان يجب إدانته قبل زمن!

سقوط نتنياهو، ليس بالضرورة سقوط نهج وسلوك سياسي، لكنه سقوط هام يكشف أن "القانون" في دولة الكيان، ليس كما يعتقد البعض أنه "قانون" يمكن التباهي به، وأن دولة الكيان "بلد القانون"، الذي يسري على كل من يخالفه، كما يظن البعض أحيانا، مقارنة بما يدور حولها من أنظمة حكم فسادها العلني بات صارخا يستجوب إعداما وليس سجنا، لكن الأهم هو أن "قانون دولة  الكيان"، يمكن اعتباره "انتقائيا واستخداميا" في حالات محددة..

بداية لا يمكن أن يكون هناك "قانون" في دولة عنصرية تتسم بتمييز رسمي ضد ما يقارب ربع سكانها من الفلسطينيين اضافة الى من هم من أصول أفريقية، وخاصة ما يعرف بـ"يهود الفلاشا"، وقبل ذلك التمييز العنصري في داخل الكيان هناك ما هو أكثر عنصرية وفاشية عبر احتلال أرض فلسطين وشعبها، ولذا وجب دوما أن تأخذ اليقظة من يتحدث عن "القانون" في الكيان..

ولكن، ما يجب الانتباه له، أن واقعة فساد نتنياهو تكشف أن "الاستخدام السياسي" للقانون حقيقة واقعة، وتكشف عمق الفساد القانوني ذاته، وأن "المظهر الخارجي" المغلف لا يغطي الحقيقة تلك..

فساد نتنياهو، ووفقا لما نشرته وسائل الاعلام العبرية معلومة منذ زمن بعيد للمستشار القضائي للحكومة، لكنه كان يصر أنها لا تستحق التحقيق الجنائي، والشرطة الاسرائيلية تلها من الأدلة والتسجيلات الكثيرة، لكنها تباطأت في التعامل الجاد بها، وفجأة تم كشف كل ما كان "مستورا" وكلها تدين نتنياهو ولن يفلت من الاداننة التي سترسله قريبا الى المكان الذي يستحق..

من باب المفارقة أن أشهر قضايا الفساد الأخيرة في الكيان كانت لأقطاب من التحالف اليمين وحزبه الرئيسي الليكود، أولمرت، كساب والآن نتنياهو، وإن كان قضية أولمرت لها أبعاد تتجاوز حدود "الفساد الجنائي" حيث ارتبطت قضية سجنه عندما "كسر التابو التوراتي والأمريكي" لحل سياسي مقبول نسبيا..تحدث عن الانسحاب من غالبية القدس الشرقية والضفة ونسبة تبادل بحدود 5 %..

نتنياهو بات منتهيا سياسيا، وبدأت مرحلة اليوم التالي لما بعده، من تشكيلات تحالفية تكون "البديل السياسي الممكن" للمرحلة المقبلة..

من باب استطلاعي يمكن القول أن القادم، لن يقتصر على الاطاحة بنتنياهو فحسب، بل قد تطيح ايضا بأهم حليف له حزب اليمين المتطرف التوراتي "البيت اليهودي"، وتشكيل "بديل سياسي من يمين الوسط والمعسكر الصهويني وحزب ليبرمان"..

تشكيلة تستعد للمستقبل السياسي في عالم يتحرك بأسرع من تفكير البعض البليد، خاصة وأن الحراك السياسي الدولي سيبدأ ما بعد دخول الرئيس الأمريكي المنتخب البيت الأبيض..فما قبل ترامب شيء وما بعد شيء..

"إسقاط نتنياهو وبينت" ضرورة لما سيأتي سياسيا ما بعد ترامب، ومن هنا وجب التفكير للإستعداد بعيدا عن "غوغاء الكلام"!

ملاحظة: ما تقوم به أجهزة حماس الأمنية ضد أهل قطاع غزة الرافضية للظلامية الانسانية وصمة عار وجب أن تنتهي وفورا..الارهاب ليس حلا يا حماس..افهموها لو كان هناك قدرة لكم على ذلك!

تنويه خاص: حسنا ما فعل د.رامي الحمدالله بالقاء الضوء على بلدة سبسطية الأثرية في فلسطين، والتي لا تجد ما تستحق اهتماما..نأمل ان تكون زيارته للبلدة التاريخية بداية لمسلك جديد!