مؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. هي خطوات متقدمة على طريق العودة..!!
تاريخ النشر : 2017-01-11 18:46

تطل علينا رؤوس الفتنة وتخرج من الشقوق.. هذه المرة من هولندا.. ببيان لا يحمل توقيعاً كالعادة.. يخرج في عتمة كخفافيش الظلام.. في الوقت الذي يتم به التحضير لانعقاد مؤتمر فلسطينيي أوروبا بحلته الخامسة عشر في هولندا.. ليبثوا سموماً بين صفوف أبناء شعبنا.. ويحرضون العواصم الأوروبية على إنجاز فلسطيني عظيم.. لكي لا يقام مؤتمر فلسطينيي أوروبا وينعقد تحت عنوان " 100 عام .. شعب ينتصر وإرادة لا تنكسر"  .. ويخرج من عمقه صوت فلسطين منادياً بحق العودة المقدس..  ويوصل رسائل شعبنا بكل الاتجاهات...!!

يخرج علينا هؤلاء يبثون السموم ويلقون السهام في الجسد الفلسطيني.. وهم يقفون مع أحفاد شارون وشامير في خندق واحد..  وهم يصوبون سهام غولدامائير نحو الجمع والكل الفلسطيني في الشتات.. فقرارهم هو ضرب أي إنجاز فلسطيني خاصة القادم من الشتات.. بعيداً عن قبضتهم وسطوتهم وأماكن نفوذهم.. هو إنجاز يضع النقاط  حول الحروف.. ويكشف عوارات لم يبقى عليهم ورقة من أوراق التوت.. لأنها إنجازات تتعارض مع سر وجودهم وبقائهم واستمراريتهم...!!

إننا نعتبر انعقاد مؤتمر فلسطينيي أوروبا.. ومنذ انطلاقته منذ خمسة عشر عاماً .. بمثابة الخطوة الثابتة على طريق المسيرة النضالية الفلسطينية.. وهو يمثل الاستجابة المنطقية لإرادة الشعب الفلسطيني في الشتات وفي كل أماكن تواجدهم .. ولن يسمح شعبنا الفلسطيني الشتات بأن يتم تجازوه بأي حال من الأحوال..!!

لقد أتت مؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. للتأكيد على أن الجاليات والمؤسسات والاتحادات والتجمعات والفعاليات والجماهير الفلسطينية في الشتات والمهجر.. هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد والداعم لصمود شعبنا  الفلسطيني...!!

وأتت مؤتمرات فلسطينيي أوروبا لتؤكد على وحدة المواقف إزاء حق اللاجئين الفلسطينيين في عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها.. وفي التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.. ودحر الاحتلال و إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة  وعاصمتها  القدس...!!

إن مؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. تعد تألقاً فلسطينياً وطنياً أخوياً بامتياز.. لا يعرف قيمته الحقيقية من لم يحضره ويشارك بفعالياته.. ويشاهد آداء وحضور الجموع الفلسطينية والعربية المتميزة المخلصة.. على امتداد مساحاتها وتلاوينها .. المتمسكين  بثوابت شعبنا...!!

لقد أتت مؤتمرات فلسطينيي أوروبا بكل قوة.. ومنذ البداية.. مؤكدة على ضرورة الوحدة الوطنية..  متسلحة بإرادة شعبنا وكفاحه.. لكي تتابع وتكمل مسيرة التصدي لكل مشاريع الانتقاص من حقوق شعبنا الأبي.. وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير والقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين كاملة السيادة...!!

وأتت مؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. لتبث بين صفوف أبناء شعبنا في الشتات.. مزيداً من الوعي والمناعة واستنهاضاً للهمم.. بعيداً عن سياسة التهميش.. والوصاية والإملاء.. والتلقين والإلتحاق بالكسور العشرية..  وبعيداً عن القمع الفكري وتكميم الأفواه..  وبيع للضمائر والمتاجرة بقضايا الأمة..  وبعيداً عن سياسات التشكيك والإغتيال السياسي لشرفاء الأمة ومخلصيها..  التي ما زال البعض يصر على ممارستها...!!

إن مؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. هي خطوة جريئة.. يرفع فيها الصوت الفلسطيني الحر.. من الشتات الفلسطيني.. عالياً .. في وجه من يحاول حرف المسيرة عن المبادئ والمنطلقات.. وبحضور شخصيات وطنية ودينية ومفكرين وباحثين عرب وفلسطينيين .. وضيوف أجانب من المساندين لقضيتنا العادلة...!!

لم توجد مؤتمرات فلسطينيي أوروبا في عواصم القارة الأوروبية.. من أجل التوقيع على وثيقة بيع حقوق اللاجئين.. ولا من أجل التنازل عن الثوابت الفلسطينية والمساومة عليها.. ولا من أجل معانقة المتربصين بالقضية  قاتلي إيمان حجو وفارس عودة.. ولا لاهثة وراء مشاريع تصفوية على شاكلة مؤسسة كيفيتاس وبانوراما.. وتدور حولها ألف شبهة وشبهة.. كما وصفها الأخ القائد الشهيد أبو عمار.. ولا من أجل الإسترزاق والإستجمام باسم القضية وعلى حساب معاناة شعبنا...!!

إن مؤتمرات فلسطينيي أوروبا .. بداية من لندن .. مروراً  بباريس وبرلين وبروكسل .. وبأهم باقي المدن الأوروبية..  وصولاً إلى هولندا في نسختها الخامسة عشر هذا العام .. وجدت من أجل رص الصف الفلسطيني بكل مكوناته .. ومن أجل وحدة الكلمة وتوحيد الجهود .. وأخذ  الدور الشعبي والجماهيري والمؤسساتي الفلسطيني.. الذي غاب بل وغييب في معادلة صناعة القرار الفلسطيني..  ووجدت مؤتمرات فلسطينيي أوروبا .. لتبقى تأكد على الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة..!!

لا يمكنا بعد اليوم أن نقبل عذراً  لمن يستمر بقذف مؤتمرات فلسطينيي أوروبا بالقاذورات.. ونتمنى على من يصرون توجيه سهامهم للمؤتمرات الفلسطينية.. أن تكون بياناتهم حمم إدانة للإحتلال على المجازر والإعدامات الميدانية والإعتداء على المقدسات التي ترتكب بحق أهلنا...!!

ننتظر من هؤلاء أن يجرؤا على أن يطالبوا بإعادة الإعتبار لفلسطينيي الشتات.. وأخذ دورهم للمشاركة في تحديد وجهة البوصلة الفلسطينية.. وأن يطالبوا بإعادة الإعتبار للمؤسسة الفلسطينية.. وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية بكل تفاصيلها.. التي لا نسمع عن بقاءها غير ترتيل اسمها في بعض المناسبات...!!

كنا نتمنى من هؤلاء أن ينؤا بأنفسهم تعميق خلافاتهم الشخصية الضيقة.. من أجل اقتسام الكعكة.. في معارك على حساب قضية شعبنا .. مرة مع فلان والأخرى مع علان.. وأن ينقولها للساحات في أوروبا...!! 

كفاكم تلاعباً ومراوغةً وتزييفاً للحقائق ومخادعةً للجماهير.. من أجل تلك الغنائم والمصالح الضيقة والاستزلام لهذا أو ذاك.. والتحرك بالريموتكنترول لزعزعة صفوف أبناء شعبنا.. فلا مكان للمستنسخين ولا للخشب المسندة في الصفوف الفلسطينية المخلصة.. فالوضع الفلسطيني لا يحتمل المجاملات ولا الطبطبة على الأكتاف.. فلم تعد الأمور خفية على أحد من شعبنا الذي كبر ونضج.. ولم تعد تنطلي عليه مثل هذه الأفعال.. وهذه الاسطوانات المشروخة.. والحركات القرعة العارية.. التي لا تليق بنضالاته وتضحياته ...!!

إن تعدد الأطياف السياسية والإنتماءات الفكرية والعقائدية التي تتواجد في مؤتمرات فلسطينيي أوروبا بكل نسخها.. إنما هي إثراء لها وتمنحها مصداقية خاصة متميزة على صعيد التمثيل الديمقراطي لأهلنا في الشتات.. وهي مؤتمرات ليست موجهة ضد أى طرف.. لا في السلطة ولا في الفصائل الفلسطينية.. ولا تقف مع جهة ضد أى جهة .. وإنما غايتها ووجهتها هي خدمة المصالح الوطنية الفلسطينية العليا لشعبنا والدفاع عن ثوابته.. ورفضها التام لأية محاولة لإلغاء أو تجاوز أو تغيب أو إقصاء أوتهميش المؤسسات الفلسطينية في الشتات..!!

لقد حضر مؤتمرات فلسطينيي أوروبا المتعاقبة وشارك بها.. طيف من الكل الفلسطيني قيادات وكفاءات ومؤسسات ونخب..  بل وشارك بها أمهات وأباء وأخوات وإخوة .. شبابا وشابات ..أطفالاً وشيباً ممن اشتعل الشيب في رؤوسهم وحملوا معهم مفاتيح العودة.. فمن يشكك ولا يعترف بقيمة بهذا الكم والنوع  والتمثيل الفلسطيني..جماهيرياً.. ومؤسساتياً .. وقوى وفعاليات فلسطينية من أبناء شعبنا .. ويحترم خياراتها وتاريخها النضالي ورؤيتها.. فليقل لنا بماذا يعترف إذاً.. ومن هي مرجعيته وبأي ماء يغتسل...؟!

كفاكم تلاعباً بالألفاظ والمصطلحات والتضليل ودغدغة العواطف...!!

أين أنتم من العمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية .. ومن العمل الحقيقي لفلسطين..؟!

ماذا صنعتم من أجل الخروج من الأزمة الخانقة التي يمر بها شعبنا في الوطن المحتل وفي مخيمات اللجوء..؟!

وأين أنتم من  عقد المجلس الوطني الفلسطيني  بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية والكل الفلسطيني...؟!

وأين أنتم من عقد انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني...؟!

أين ذهبتم بمفاتيح المجلس التشريعي الذي يمثل نوابه شرائح شعبنا.. فغيبتموه وانتهكتم حرماته...؟!

ماذا صنعتم من أجل تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تشكيلها..؟

أين هي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.. وماذا أبقيتم من السياج والضمانة لنا من أجل الحفاظ على حماية هويتنا الوطنية الفلسطينية.. وحماية أطرنا ومؤسساتنا الجماهيرية الفلسطينية في كل أماكن تواجدنا.. والتي  تعبر عن همومنا وتطلعاتنا ومواقفنا وحقوقنا كلاجئين فلسطينيين...؟!

لقد حاربتم  منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.. وذلك بتجميدها وشطبها..  وجعلها دائرة صغيرة ملحقىة في أصغر  دوائر السلطة ..!!

كفاكم تغني بجميل الماضي.. الذي لا تمتون له بأي صلة.. وتدعون وتنسبون لأنفسكم ما لا علاقة لكم فيه من الكفاح وتحرير الأوطان.. سيما وأنتم تحاكمون هذا التاريخ  بأثر رجعي...!!

كفاكم اختباءً وراء شعارات شعبنا الفلسطيني.. وتاريخه النضالي الكفاحي المعمد بالدماء والمعاناة .. وتتسترون خلفه .. من أجل إبقاء القبضة على صدر شعبنا.. وتستخدمون من أجل ذلك أدوات خبيثة .. من أجل غسل الأدمغة والتحريض .. وإثارة الفتن .. وتعزيز الإنقسامات في الساحة الفلسطينية بين أبناء الشعب الواحد وفي البيت الواحد.. ونقل خلافاتكم الشخصية على اقتسام الإرث والسلطة والجهوية والإنتفاعية المادية..  ومص دماء أبناء شعبنا وحقوق أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين...!!

أين أنتم من القرارات الوطنية الفلسطينية المستقلة.. وخبزكم الذي تأكلون.. ومعيشتكم التي تعتاشون هي من المانحين.. وأنتم ونحن والدنيا كلها تعرفهم.. وتعرف ثمن هذا الخبز كيف يسدد...!!

ما الفرق بينكم وبين من يعملون على مدار الساعة في الإعلام الغربي.. وعبر اللوبي والمؤسسات التي يصنعها الإحتلال في الغرب.. لمساندة باطلهم .. وهم يتصدون لمؤتمرات فلسطينيي أوروبا .. ولكل عمل فلسطيني مثمر ويوجعهم ويفضح ممارساتهم الإجرامية بحق شعبنا.. وهم يضعون العراقيل أمام انعقادها.. بكل الأساليب التحريضية المقيتة.. وهي عديدة ومتنوعة...!!

ألا  تجدون أنفسكم تقفون معهم في نفسس الخندق المعادي لإرادة أبناء شعبنا..؟!

ألا تخجلون من أبناءكم وأخواتكم .. وأنتم توحون بالتصريح والتلميح وبالهمز أو اللمز للأوروبيين.. بنقل صورة مشوهة عن هذه المؤتمرات..  بل وأكثر من ذلك بكثير.. وكأن من يقيمها هم من الهنود الحمر...؟!

تحركاتكم المقيتة في التحريض على مؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. تأتي تماماً لتتساوق مع الدعوات المشبوهة التي تعمل على  تقسيم الشعب الفلسطيني.. لطويل وقصير.. أبيض وأسود .. بل وأعمق من ذلك بكثير...!!

إنكم تعتقدون بأنكم ستمررون أكاذيبكم على أبناء شعبنا .. بمحاولاتكم البائدة المتكررة لخلق نوع من التشكيك بمؤتمرات فلسطينيي أوروبا.. وأنتم تطلقون أحكامكم جزافاً.. فأنتم من تتهمون غيركم بكل الصفات التي لا يقبلها عقل بشري سوي.. لتمرير مخططاتكم المشبوهة.. وأنتم من تتاجرون كلما يحلو لكم وتدعوكم الحاجة باسم منظمة التحرير الفلسطينية.. وأنتم من شطب وجودها وأذهبها خلف الشمس.. ولا علاقة لكم باسم التحرير والتنظيم .. فشطبتم من القواميس كلمة تحرير..!!

أنتم من لا يسلم من شركم وسمكم أحدا.. لا تيارات إسلامية ولا ليبرالية ولا قومية ولا يسارية تسلم من تشويهكم لها.. وتتطاولون على كل من يقف مع من لا يساند باطلكم .. وفي الحقيقة أنتم.. نعم أنتم بلحمكم وعظمكم وريشكم.. أنتم  من تشكلون المساحات الشاسعة  لأبناء شعبنا وأمتنا المخلصين.. بأن يصوبوا نحوكم .. ويرموكم بكيل من كل أنواع الاتهامات..  بداية بارتمائكم كل يوم في حضن.. ولمن يدفع أكثر.. ابتداء من المانحين.. وليس انتهاءً بالتعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال البغيض.. فأين أنتم من قامات البشر...؟!

إن شعبنا الفلسطيني لا يقبل الوصاية على قضايانا من أحد.. ويتطلع شعبنا في الشتات إلى تفعيل مؤسسات وهياكل منظمة التحرير الفلسطينية المغيبة والمهمشة والمجمدة..  لتكون حقيقة على الأرض .. بطلابها ومهندسيها وأطبائها وعمالها ومرأتها وفنانيها وكتابها وإعلاميها وأدباءها وشبيبتها ومفكريها.. وتكون ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني بكل شرائحه وتشكيلاته وقواه وقوامه.. على أسس ديمقراطية حرة نزيهة شفافة .. بمشاركة كافة قوى شعبنا الفلسطيني ومؤسساته.. وتتم الدعوة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني بأسرع وقت ممكن لتكون منظمة التحرير التي نصبوا إليها ونحقق بها ومن خلالها التحرير والعودة.. فمنظمة التحرير ليس أمراً هلامياً كما تعتقدون.. وكما فعلتم بها...!!

وسيبقى شعبنا هو الضمانة  الدائمة لتحقيق النصر والتحرير والعودة...!!