المطلوب ليس مُفاوضة إسرائيل بل التأثير على واشنطن
تاريخ النشر : 2017-03-20 22:43

تأتي كل زيارات الرؤساء المتعاقبين سواء كانوا ديمقراطيين أم جمهوريين ، على تأكيدهم إمتداد يدهم عميقاً إتجاه إلتزام واشنطن بالنقاط التالية :

1 التأكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن و تل أبيب و على رسالة الضمانات الأمريكية لإسرائيل "التي قدمت للأخيرة في شباط 2004" والتي تؤكد في إحدى نقاطها: على التزام الولايات المتحدة وتعهدها بعدم إجبار إسرائيل على اتخاذ ما لا تريد فعله من خطوات !

2 التزام الولايات المتحدة الكامل بالأمن والوجود الإسرائيلي وفق ما تقرره إسرائيل !

3 الرد على الأقوال والمغالطات التي تحدثت عن تناقضات بين أوباما و نتنياهو ، و توجيه رسالة للكونجرس الأمريكي و الماسونية العالمية : بأن إدارة أوباما هي الأخلص بالنسبة لإسرائيل !

4 تنسيق المواقف فيما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني خاصة مع تعاظم قدارات إيران النووية في عملية إحتواء بعض الدول منها العربية ، و قضايا التسوية منها الملف الفلسطيني و "دارفور" !

5 ممارسة المزيد من الضغط على الجانب الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل دون شروط مسبقة ، والاقتراب من المواقف الإسرائيلية للتسوية وعدم إنجاز المصالحة و هذا لا يحتاج لزيارة و لكن على هامش الزيارة سيناقش .

6 ممارسة الضغط على الأردن لتحمل عبء المسؤولية بقبول فكرة الكونفيدرالية مع الأراضي الفلسطينية ، و هذا ما تم بالفعل في اجتماعات العقبة مع مستشار نتياهو القانوني ، و الربيع الأردني الذي تحول لصيف ساخن في العقبة و تراجع التيارات الإسلامية و عدولها عن فكرة قلب النظام و توقف الجزيرة و العربية عن نقل احداث الأردن !

 

ومن هنا علينا لزاماً كفلسطينين بعدم إضاعة الوقت وإعطاء مزيد من الفرص للتوسع الإسرائيلي على الأراضي التي من المفترض بأن لا تكون محط جدال ومفاوضات , وبأن نبدأ وبدعم عربي بالتأثير على واشنطن بإتجاه الحل النهائي , لأن إستقرار الأرضي الفلسطينية يعني بذلك إستقرار الإقليم .

 

دعونا من فكرة تصوير إسرائيل بأنها الأخطبوط الذي يمسك العالم من كل إتجاه ويتحكم به , إن كانت كذلك لما أستمر صراعها معنا كفلسطينين إلى اليوم لحسمت ذلك مرّه وإلى الأبد , لكن من يعطي فرص إستمرار العنف في كل مرة على الأراضي الفلسطينية في الحقيقة إنعكاس عقلية كل إدارة من الإدارات لأن الفوضى تخدمهم , ولأن إستمرار الفوضى على أراضينا يعني استماراها في الاقليم كله , لأن المكاسب على ما يبدو لا تأتي من هدوء وركود , "كالحرامي فرصة الإنقضاض على ما ينوي سرقته في الفوضى أسهل من الركود" , نأمل بأن نستطيع التأثير يوماً على واشنطن بدلاً من إضاعة الوقت مع إسرائيل .